Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/03/2009 G Issue 13306
الاربعاء 07 ربيع الأول 1430   العدد  13306
بنات الشغالات
فهد الحوشاني

 

كثير من البنات ينهين المرحلة الجامعية وهن لايعرفن من الحياة إلا المكياج ومقاطع الأغاني والفساتين وعناوين مطاعم الوجبات السريعة وآخر الموضة والسفر والأسواق وأسماء الماركات العالمية، تدخل المطبخ ولكن فقط لتطلب من الشغالة كوبا من العصير! بالطبع أنا هنا لا اتحدث عن الكل! ولكن هناك بنات بهذه الصفة وربما أكثر ويرجع السبب إلى أن الأسرة في وقتنا الحاضر غير قادرة على إعداد أم المستقبل تلك الأم التي لاتعد في بيوتنا إلا على نطاق ضيق أعني الأم التي عناها حافظ إبراهيم بقوله:

الأم مدرسة إذا أعددتها..

أمهات اليوم لسن مدارس إلا لمحو الأمية الاجتماعية ولم يعدن قادرات على إعداد البنت للحياة الزوجية بعد أن تخلت الأم عن دورها إما لعجز أو لانشغال.. ولذلك كان لابد أن يكون هناك من يقوم بالدور ويسد الخانة فكانت الشغالة حاضرة للقيام بدور الأم في التربية وهذه الأم البديلة غالبا ما تكون جاهلة وجاءت من بيئة مختلفة ثقافيا!

وأهم نتائج أن تقوم الشغالة بدور الأم هو ذلك الفراغ العاطفي الذي يمكن أن يكون مفسرا لكثير من مشكلات البنات العاطفية والسلوكية التي تظهر جلية في المدارس! إذا افتقدت البنت دفء الحياة الاسرية بحثت عن الاهتمام والرعاية عند شخص آخر، وقد تخطئ في العنوان! مثل تلك النوعية من البنات غالبا ما يتعرضن لزيجات فاشلة تكون فيها البنت الضحية الأولى لها فعندما تواجه الحياة الزوجية تجد أنها وحيدة أمام حياة زوجية صعبة لم تجد من يؤهلها لها! فهي لم تتعلم كيف تتحمل أية مسؤولية! الشغالة في كثير من البيوت أصبح لها دور يشابه دور الأم وربما يفوقه أهمية عند أفراد الأسرة، قديما قالوا (اقلب القلة على فمها تطلع البنت على أمها) فهل مازال هذا المثل ساري المفعول وهل ما تزال الأم تمتلك التأثير نفسه وتعطي نفس العطاء الذي كانت تحظى بها من أمها!



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد