Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/03/2009 G Issue 13306
الاربعاء 07 ربيع الأول 1430   العدد  13306

دفق قلم
كيف يكون المعلِّم مدرِّباً؟
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

التقيت في إحدى الدورات التدريبية التي أقدمها بمائةٍ وعشرين معلّماً من مستويات تعليمية مختلفة (ابتدائي، ومتوسط، وثانوي)، وكانت الدورة تحمل هذا العنوان، وتهدف إلى تطوير أساليب المعلمين، وإخراجهم من (نمط التعليم السائد) الذي اصطبغت به شخصية المعلم، وأصبح به كالآلة التي تنطلق في أدائها الرتيب طيلة العام الدراسي دون تغيير أو تطوير للأداء، ودون إضافة جديدة للمعلومات.

لقد كانت جولة مهمة بالنسبة إليّ عرفتني على أساليب معظم المعلمين في مدارسنا، وأشعرتني بأن ضعف المستوى التعليمي الذي نشكو منه في السنوات الأخيرة لم يأت من فراغ، وإنما هو حلقه في سلسلةٍ من الضعف تبدأ بالمعلم وتنتهي إليه.

هنالك معلمون متميزون، ومعلمات متميزات، وربما كان التميز في صفوف المعلمات أبرز، ولكن ذلك راجع إلى جهود شخصية من المعلمين والمعلمات أنفسهم، خاصة الذين يهتمون بتطوير أنفسهم من خلال القراءة والاطلاع، والالتحاق ببعض الدورات التدريبية التي تتوفر لهم داخل وزارة التربية وخارجها.

أما الظاهرة البارزة في مستوى المعلمين والمعلمات فهي الضعف في الأداء، وضمور جانب التطوير، وإهمال جانب زيادة المعلومات، وتوسعة دائرة الاطلاع، وعدم إعطاء الأهمية لضرورة التجديد في طريقة أداء المعلم، وهذا ما يظهر جلياً لمن يدخل إلى عالمهم ويحاورهم، ويتعرف على مستوياتهم الثقافية عن بعد.

إن الأساليب التعليمية الجامرة، لا تحقِّق الأهداف المرجوَّة من التربية والتعليم، ولا تبني الجيل المتفاعل المؤثر الذي يرقى بوطنه، ويزاحم الأجيال الأخرى على مواقع الصدارة.

لقد وجدت ما يشبه (الجمود) عند بعض المعلمين، والاستسلام لحالة الركود الذهني والنفسي بصورة زادت من قلقي على المسيرة التربوية والتعليمية في بلادنا بالرغم من الميزانية المالية الضخمة المخصصة للتعليم والتربية، وشعرت بحاجة إدارات التدريب والتطوير في وزارة التربية إلى حركةٍ تطويرية تجعلها قادرة على القيام بهذا الجانب المهم.

من المعلمين من أصيب بداء الملل من عمله إلى درجة جعلتهم يتعاملون مع التعليم بصفته وظيفة جامدة، وروتيناً معتاداً، وعملاً مفروضاً على المعلم، حتى إنَّ بعضهم قال لي: نحن نؤدي هذا العام ما أديناه في الأعوام المنصرمة كما هو -بلا نفس- ونحن ننتظر إتمام ما بقي لنا من سنوات الخدمة حتى يأتي فرج (التقاعد) القادم الجيب الذي ننتظره بفارغ الصبر، وهذا القول يوضح لنا المستوى المؤسف الذي وصلت إليه (نفسيَّات) هؤلاء المعلمين في نظرتهم إلى أهم عملٍ وأخطر مجال، ألا وهو مجال التربية والتعليم.

خرجنا من الدورة التدريبية بإحساسٍ جديد، ولكنَّه يحتاج إلى عنايةٍ أكبر حتى يحوِّل المعلِّم الفارق في الملل إلى معلِّم متفاعل مؤثِّر، وهذا ما نرجو أن تلتفت إليه وزارة التربية والتعليم باهتمام كبير.

إشارة

إذا كنتَ تشدو وأنت الحزين

فما عاد للشدو في الناس معنى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد