Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/03/2009 G Issue 13306
الاربعاء 07 ربيع الأول 1430   العدد  13306
مستعجل
عبد الرحمن بن سعد السماري
مرحلة جديدة من التطوير (3-3) 3- هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف

 

النقلة الثالثة في التعديلات الجديدة.. جاءت على إدارات شرعية أبرزها.. هيئة كبار العلماء.. ثم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

** هيئة كبار العلماء أكبر هيئة شرعية في البلاد.. وهي هيئة تضم نخبة من كبار الفقهاء في المملكة.. وهم علماء لهم وزنهم ومكانتهم.. يتقدمهم سماحة العلامة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس علمائها.

** هؤلاء الصفوة من العلماء.. منذ إنشاء الهيئة وحتى اليوم.. قدموا الكثير والكثير من الفتاوى ومن البيانات ومن البت في قضايا كبرى من قضايا الأمة الكبار.

** وكلنا يعرف هيئة كبار العلماء وماذا تعني لنا.. وكلنا يعرف حجم جهودها وحجم دورها وما قدمته للأمة.

** وكلنا يعرف مصداقيتها في العالم الإسلامي كله.. وكلنا يعرف مدى ركون كل مسلم لها في كل ما يعنُّ له.. وكل ما يستجد من قضايا ونوازل ومستجدات.

** هيئة كبار العلماء.. تعني لنا في هذا الوطن.. الشيء الكثير.. ولهذا.. فإن التغيير الذي طالها.. لا شك أنه إسهام في ضخ دماء جديدة داخل جهاز الهيئة.. وهي أسماء لها مكانتها العلمية والشرعية.. ولها وزنها في الأوساط الفقهية.. ولها أبحاثها ودراساتها.. ولها ثقلها في هذا الوسط.. كما أن الأسماء السابقة التي احتفظت بمواقعها.. أسماء كبيرة لها تاريخ طويل في الفتيا والعلم الشرعي ومعالجة المستجدات.

** وهيئة كبار العلماء بتاريخها الطويل.. اشتهرت في العالم الإسلامي كله.. برزانة وعمق ووسطية ما يصدر عنها.. ولهذا.. اكتسبت المصداقية والمكانة والتقدير من كل مسلم.. على أن هناك مقترحات تطرح ما بين وقت وآخر.. على هذه الهيئة الكبيرة بمكانتها وبعلمائها.. ومن أبرز هذه المقترحات.

1- أن الهيئة تنعقد أحيانا.. ويعلن عن خبر انعقادها في سطر أو سطرين فقط.. ويستمر الاجتماع لأيام والناس تنتظر وتتطلع إلى قرارات ومقررات الاجتماع.. ثم ينتهي الاجتماع فجأة دون أن يعلن أي شيء.. لتبدأ الإشاعات هنا وهناك وتنطلق الإشاعات في كل مكان.

** أليس أمام الاجتماع جدول أعمال كأي اجتماع آخر؟

** أليست جدول الأعمال يحمل قضايا تهم الأمة؟

** أليست هذه القضايا قابلة للنشر؟!

** لماذا لا تُنشر أمام الملأ؟

** في اجتماعات مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.. ومجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي يعلن قبل الاجتماع أبرز القضايا المطروحة أمام المجتمع ثم تنشر مقررات المؤتمر بالتفصيل في بيانات توزع على جميع وسائل الإعلام.

2- يلاحظ في التعديلات الجديدة.. أنه تم تعيين أمين عام لهيئة كبار العلماء.. وهذا يجعل الجميع يتوقع أنه سيكون هناك تغيير وتحديث وتجديد في سير عمل الهيئة واجتماعاتها.. وربما يبشر أيضا.. بتواصل أوسع.. وانفتاح على وسائل الإعلام.

3- الجميع.. يتوقع أن تُغير الهيئة من رتابتها وتقليديتها في تناول وطرح القضايا وليس في الأحكام.. فما يصدر عنها.. هو كلام شرعي ولكن.. من الممكن تطوير الأداء وتطوير تعامل الهيئة مع القضايا ومع الآخرين.

** أما التعديل الشرعي الآخر.. فقد طال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. حيث طعمت برئيس جديد له مكانته وله تاريخه القضائي والشرعي والدعوي والخيري.. وهو إنسان اشتهر بحسن التعامل واللطف واللباقة.. فوق ما منحه الله من علم شرعي وخبرة عملية في الميدان القضائي والشرعي عموما.

** وقبل تسلم معالي الشيخ عبدالعزيز الحميّن لهذا المنصب.. عايشنا هجوما حادا على الهيئة من قبل بعض وسائل الإعلام.. ومن قبل بعض الكتاب.

** كما أن الهيئة.. كانت متصلبة متشددة في مواقفها تجاههم وتجاه كل القضايا التي تطرح.. بمعنى.. أنه يوجد شد بين الهيئة وبين وسائل الإعلام سببه بعض المشاكل التي حصلت سواء كان للهيئة دور فيها أو ربما هي مبالغات.. ولكن.. تظل قضايا يفترض في الهيئة.. أن تتعامل معها بصدر رحب.. وتتقبل الآراء كلها وتستوعبها حتى ولو كانت تعتقد أنها خاطئة.. إذ يمكن تصحيح الخطأ بهدوء.

** وجهاز الهيئة في الجملة.. جهاز شرعي مهم للغاية ويملك هذا الجهاز نخبة من العلماء والدعاة وطلبة العلم المعروفين.. كما يقف هذا الجهاز على رصيد هائل من الإنجازات الطيبة ولا يمكن التقليل من أهميته أو التقليل من دوره.. أو التقليل من احتياج المجتمع له.. أو إغفال ما يمكن أن يضيفه لمجتمعنا ولكل مجتمع ينشد الفضيلة وسمو الأخلاق.

** هيئة الأمر بالمعروف.. في أمس الحاجة إلى علاقة جيدة مع الناس عموما.. ومع الإعلام على وجه الخصوص.. وفي أمس الحاجة إلى مراجعة خطابها وتصريحات مسؤوليها حتى ولو كانوا يعتقدون أنهم على صواب والآخرون على خطأ.

** نعم.. هناك فجوة بين الناس وبين الهيئة.. ربما أسهمت الهيئة في إيجادها.. وبالتالي.. فإن دور الرئيس الجديد.. هو ردم هذه الهوة والسعي للتصالح مع الكل أو الأكثر.

** موقع رئيس الهيئة ليس موقعا سهلا.. والصعوبة لا تأتي من جانب واحد.. والمسألة ليست مسألة مجرد تطبيق اللوائح والأنظمة والتعليمات وملاحقة ومطاردة المخالف والإيقاع به.. بل المسألة أبعد من ذلك..

** المطلوب في هذه المرحلة.. هو إرسال رسائل مودة وتصالح مع الآخر بهدوء.. والنظر إلى الأمور بمنظار عميق بعيد النظرة.. منظار شامل واسع حتى لو ترتب على ذلك بعض التنازلات البسيطة في سبيل جلب مصلحة أكبر.. وفي سبيل المصالحة مع الناس.. وفي سبيل إشاعة خطاب هادئ مقبول.. بدلا من أسلوب المصادمة والخلاف وتسفيه الآخر.

** هذه نقاط سريعة حول تلك الهيئتين المهمتين واللتين لهما دور كبير في حياة الناس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد