Al Jazirah NewsPaper Friday  06/03/2009 G Issue 13308
الجمعة 09 ربيع الأول 1430   العدد  13308
صدى لون
التصوير الضوئي فن النفس الطويل!!
محمد الخربوش

 

أصبح للتصوير الضوئي أو الفوتوغرافي مؤخراً حضوراً لافتاً وأصبح بالفعل حراكاً جمالياً له هواته ومحترفيه وناسه ومحبيه بل إن انتخاب جمعية خاصة بهذا اللون من الفن أسوة بجمعية التشكيليين والمسرح أمر يدعو للإعجاب فما من شك بأن التصوير الضوئي هو هواية معروفة قديمة منذ أزمنة الأبيض والأسود كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إيماناً منها بأهميته كمسار إبداعي شبابي قد سارعت منذ وقت مبكر إلى افتتاح عدد من مراكز الهوايات العلمية التي تتضمن عدداً من الهوايات والمناشط في بعض الأندية وبيوت الشباب ومنها هواية التصوير الضوئي من خلال تأمين أجهزة ومعامل ومختصين إلا أن الوضع أيامها لم يكن مشجعاً كما هو حال التصوير هذه الأيام والتي أكدت كل المعطيات على تنامي حضوره وكثرة عاشقيه ورواده.. لست هنا ضليعاً بما فيه الكفاية في هذا النوع من الحراك الإنساني لكنني في الوقت نفسه أدرك كغيري أن في هذه الآلة السحرية (الكاميرا) مجالات واسعة للإبداع بل إنه ومن خلالها بالإمكان إيجاد مخرجات جمالية لا تقل روعة عن اللوحة التشكيلية وكما هو معلوم أيضاً فإن مؤشر الإبداع من خلال هذه الآلة ليس محكوماً بالاجتهاد الشخصي أو التصوير للتصوير أو التصوير كيف ما اتفق فالموضوع أصبح حكاية إبداعية جذابة ثم إنه مسار فني يتطلب الخبرة والدراية والإلمام والسيطرة على كل المعطيات بما في ذلك نوع الكاميرا وسرعة الغالق وخبرة المصور وبصره وبصيرته وثقافته إضافة إلى العنصر المؤثر بقوة وهو زاوية الالتقاط ولحظة الزمان والمكان وحال الطقس وسرعة البديهة والنفس الطويل والحضور الذهني وقبل هذا وذاك (عشق الكاميرا) كل هذه المعطيات هي أمور ربما تكون مسلمات بديهية لدى المصورين أنفسهم ومحبيه وعشاقه لكنها ربما تكون بعيدة عن إدراك عامة الناس كما في حالتي لكنني في الوقت نفسه أؤكد أن التصوير الفوتوغرافي هو عالم جمالي جميل وأنه لم يعد ناقلاً للواقع كما كان، لكنه أصبح مشهداً إبداعياً مليئاً بكل معطيات الجمال والدهشة يساعده هذه الثورة الهائلة في مجال التقنية والميكنة ووسائل الاتصال، ولقد أحسنت وزارة الثقافة والإعلام الصنع من خلال تنويع التوجهات الجمالية عندما أتاحت الفرصة لإنشاء جمعية لهذا النوع من الفن والأهم من هذا أيضاً المسارعة إلى تبني معارض متعددة ومسابقات تساهم في تفعيل حراك الفوتوغرافيين والذين أصبحت ومن خلال معلوماتي واطلاعي أعدادهم في تنام مذهل حتى وأنه أصبح لدينا المئات من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين بعد أن كانوا لا يتجاوزا أصابع اليد الواحدة، أتمنى أن يتضاعف الاهتمام من خلال إتاحة الفرصة لهم للحضور والانتشار فالجمال أصبح مطلباً ملحاً ولا أخال التصوير الضوئي إلا أحد روافده الجمالية الرائعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد