القدس المحتلة - رندة أحمد - غزة - بلال أبو دقة

يبدو أن السياسات العنصرية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، دفعت بالفلسطينيين إلى الانتقام وابتكار وسائل جديدة لمقاومة هدم البيوت في القدس.. فقد صدم سائق تركتور (بلدوزر) فلسطيني سيارة تابعة للشرطة وحافلة على طريق سريع مزدحم بالقدس أمس الخميس قبل ان يقتل برصاص الشرطة وسائق سيارة اجرة.

وقال راديو إسرائيل إن وقع على طريق مزدحم يربط بين القدس المحتلة ومدينة بيت لحم، وذكر رجال شرطة وشهود ان السائق قلب سيارة الشرطة أولاً وسحق سقفها، مما أدى إلى اصابة ضابطين كانا بداخلها. وقالت الشرطة ان الجرافة صدمت بعد ذلك سيارة الشرطة بحافلة كبيرة لكن لم يصب أحد بأذى.

وقال نيسو شاهام مساعد قائد شرطة القدس للصحافيين في موقع الحادث ان (ضابط الشرطة في الموقع شاهد الجرافة تحمل عربة الشرطة في الهواء ففتح النار على السائق).

وقال شاهد عرف نفسه باسم شاي ان شرطياً ومدنياً أطلقا النار على المهاجم وقالت الشرطة فيما بعد: ان المدني سائق سيارة اجرة.

وفي وقت لاحق.. أعلنت منظمة كتائب أحرار الجليل في مكالمة هاتفية مسؤوليتها عن العملية، وقالت (إنها تتحفظ على اسم منفذها حتى اللحظة لأسباب أمنية) غير أن الشرطة الإسرائيلية وسكان فلسطينيين عرفوا السائق باسم مرعي ردايده وقالوا إنه عامل بناء من الضفة الغربية في العشرينيات من العمر كان يعيش مع عائلته في حي بيت حنينا بالقدس الشرقية. وقال أفراد من عائلة ردايده إن اثنين من أشقائه اعتقلا في وقت لاحق.

ويعد هذا الهجوم الفدائي (رابع حادثة من هذا القبيل تحدث في شوارع القدس منذ 20 شهراً) وهو الأول من نوعه خلال العام 2009.. وخلال العام 2008 نفذ فلسطينيون من مدينة القدس هجوميين مماثلين أسفرا عن مقتل إسرائيلي وإصابة العشرات بجراح.

ووصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الهجوم بانه (رد طبيعي) على إزالة إسرائيل منازل فلسطينيين في القدس الشرقية وعلى الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة.