Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/03/2009 G Issue 13309
السبت 10 ربيع الأول 1430   العدد  13309
ما أعظمها من جائزة
د . عبد الكريم بن عبد الرحمن الزيد

 

ما أعظمها من جائزة..

تلك التي أريد منها أن تكون حافزاً لتلاقي العقول والأفكار

ما أعظمها من جائزة..

عندما يكون هدفها سد الفجوة الناجمة عن اختلاف اللغة بين أبناء الأمم والشعوب..

ما أعظمها من جائزة

لأنها اختارت تفعيل أواصر التعاون بين أبناء الحضارات والثقافات..

ما أعظمها من جائزة..

أرادت أن يثمر هذا التعاون مزيداً من الخير للإنسان أينما كان..

فما أعظمها حقاً جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة.. والتي نجحت منذ انطلاقها أن تكون ميداناً لالتقاء كثير من العقول المبدعة في مجالات العلم والمعرفة والفكر, وأن تتجاوز بذلك خلافات اللغة وتضارب المصالح السياسية أو تعارض اتجاهات الفكر والرأي إلى ما هو أكثر نفعاً للإنسانية.. فاستقطبت الكثير من الباحثين والعلماء والمفكرين الذين رأوا في أهداف هذه الجائزة العظيمة ما يتفق وفلسفة العلم والمعرفة، والتي لا تعترف بحواجز اللغة أو حدود الجغرافيا أو خلافات المصالح الضيقة والمؤقتة, وأيقنوا أن هذه الجائزة جاءت في وقتها تماماً لتقدم نموذجاً راقياً لما يمكن أن يحققه التفاعل بين الحضارات والثقافات من نتائج إيجابية كبيرة.. فبادروا إلى المشاركة فيها بأعمال فكرية وعلمية وإنسانية تشكل في مجملها قوة ديناميكية لمستقبل أفضل للإنسانية وقوة دافعة لتعاون فاعل ومثمر بين جميع أبنائها.

ولسنا في معرض الحديث عن حجم الاستفادة التي تجنيها الأمة العربية من هذه الجائزة أو تلك التي تجنيها الأخرى بقدر ما نحن بحاجة إلى استثمار هذه الجائزة في استنفار همم المبدعين والعلماء والمفكرين في مجتمعاتنا العربية لتقديم انجازاتهم العلمية والفكرية إلى العالم.. باعتبار هذه الإنجازات بعضاً مما تقدمه حضارتنا العربية الإسلامية لدعم مسيرة الحضارة الإنسانية, وفي ذات الوقت الاستفادة من انجازات أبناء الحضارات الإنسانية - لتفعيل إسهاماتنا المستقبلية في هذه المسيرة, وتسريع عجلة التطور في بلادنا وكثير من الأعمال التي تتقدم لهذه الجائزة , يمكن أن تحقق هذا الهدف والذي يجب أن نعيه جميعاً ونعمل من أجله.. وهذا ما أراده سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز , عندما تبنى هذه الجائزة وأحاطها بدعمه ورعايته.

وإذا كانت الأعمال الفائزة بالجائزة والمترجمة إلى اللغة العربية, مورداً هاماً لإثراء المكتبة العربية فإن الأعمال العربية المترجمة إلى الإنجليزية نافذة جيدة لتعريف العالم بعطاءات أمتنا ورؤيتنا لكثير من قضايا العصر.. وكل من هذا وذاك بوتقة لحوار فكري وثقافي وعلمي رصين له قواعده وضوابطه..التي تشكل أرضية صلبة لتفاعل حضاري وأخلاقي لا يقبل بدعاوى الهيمنة أو تهميش حضارة أو ثقافة لحساب حضارات أو ثقافات أخرى.. فما أعظمها من جائزة.. وما أحرى بنا جميعاً أن نحتفي بها ونحشد كل جهودنا لتحقيق أقصى استفادة منها.

نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد