Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/03/2009 G Issue 13310
الأحد 11 ربيع الأول 1430   العدد  13310

أما بعد
فرحة النجاح
عبد الله بن عبد العزيز المعيلي

 

النجاح يعني الظفر بالحوائج، وهي المآرب والغايات، وهي متعدّدة ومتنوّعة، تختلف كماً وكيفاً، وهي نسبية متفاوتة، وكل إنسان يسعى في هذه الحياة يبتغي الظّفر بما يتطلّع إليه من حوائج ومآرب.

والإنسان في البدايات الأول لنشأته لا تعني له الحوائج والمآرب والغايات شيئاً، على الرغم من أن نزعة التملُّك تبدو في تصرفاته وأفعاله، فصفحاته بيضاء نقية، وتبدأ التنشئة مهماتها في تكوين هذه الحوائج وغرسها بتمرير المفاهيم وتعريض الطفل لها، ليبدأ التعامل معها وإدراك معانيها وقيمتها، باعتبارها أحد مجالات الاهتمام التي يجب عليه الالتفات إليها والعناية بها، وبذل الجهد الملائم لنيلها والظّفر بها.

ولا بد من تعزيز الجهد الذي سوف يبذل وتحفيزه بمعزّزات توقد فيه الحماسة، ولا بدّ من تشجيعه على المواصلة والجد والاجتهاد، لكي يثمر الجهد الذي سوف يبذل مع معطيات المجال ومكوناته ثماراً يانعة، شريطة أن يتوافق مع الجهد ميل واختيار ورغبة، وبيئة مهيئة غنية بالمصادر والمثيرات والمحفزات على التزوّد بالمعرفة وتنميتها.

وللتعزيز سبل عديدة، منها الثناء بالكلمة الطيبة، فالمدح أمام الأقران أمر تهواه النفوس وتطرب له، ورحم الله ابن الخياط حيث يقول:

يهوى الثناء مبرز ومقصر

حب الثناء طبيعة الإنسان

وينبغي أن ينطلق الثناء من الممكن، مهما كان صغيراً أو ضعيفاً أو قليل الشأن، فتوكيد المتحقق بالثناء عليه، يدفع إلى مزيد من النجاح، وهذا ما يسمى بتوكيد النجاح، affirmation فيبدأ بالتنويه بما تحقق ويشاد به، وهذا يعزّز الفعل ويرقى به إلى درجات أعلى في سلّم الممكن الذي سوف تبلغه القدرات الكامنة.

وعندما يبلغ النجاح درجاته المعتبرة، فإنه يستحق درجة أكثر وضوحاً وعمقاً في التنويه والإشادة، ومن حق الناجح أن يستمتع ويشعر بما حققه في مستوى النجاح الذي بلغه، ومن هذا المنطلق يشعر أولياء أمور الطلاب الذين يتم تقويم أبنائهم بأسلوب التقويم المستمر أن الوثيقة التي تعطى للطالب جامدة باهتة، لا روح فيها ولا مشاعر، ولا دلالات تعكس المستوى الذي بلغه الطالب في سلّم النجاح الذي حققه.

وتحقيقاً للفرحة التي يتطلّع إليها كل طالب ناجح، واستجابة لرؤية أولياء أمور الطلاب، فإنه بالإمكان تحويل الوصف الحالي الجامد المتمثّل في وصف مستوى الطالب بـ(1 ،2 ، 3 ، 4) إلى قيمة، وذلك بأنّ يقدر المستوى (1) بتقدير ممتاز، وهو يعني حسب الإيضاح في وثيقة الإشعار، أنّ الطالب قد أتقن جميع العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية، ويقدّر المستوى (2) بتقدير جيد جداً، وهو يعني أنّ الطالب قد أتقن 66% من العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية، بما في ذلك علوم ومعارف ومهارات الحد الأدنى، ويقدّر المستوى (3) بتقدير جيد، وهو يعني أنّ الطالب قد أتقن الحد الأدنى من العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية، ويقدّر المستوى (4) بتقدير ضعيف أي مخفق أو غير متمكن، وهو يعني أنّ الطالب لم يتقن معرفة أو مهارة أو أكثر من علوم ومعارف ومهارات الحد الأدنى المقررة في المادة الدراسية.

بهذا يمكن تقدير مدى تمكن الطالب من المادة الدراسية، ووزن تمكنه بدلالة ذات قيمة معنوية معتبرة، تحفز على النجاح والتمكن من تحصيل العلوم والمعارف والمنافسة فيها.

Ab_moa@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد