Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/03/2009 G Issue 13310
الأحد 11 ربيع الأول 1430   العدد  13310
ممر
الهيئة والكتاب
ناصر الصرامي

 

منتشياً بصدور روايتي الأولى (طريق الزيت) في معرض الرياض الدولي للكتاب.. شعور جميل أن يكون أول عرض لإنتاجك في بلدك، شعور يدركه كل الزملاء الكتاب الذين جردوا من هذا الحق لعقود، حتى وإن أفاد المنع أحياناً.

على الهاتف بحثت مع الناشر خالد المعالي، دار الجمل، فكرة توقيع الرواية، ومتابعة خط سير خروجها من الشحن إلى المعرض. ثم أخذت أقلب الصحف، شد انتباهي وطير سكرة الفرحة، الخبر التالي:

فقد سحبت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الروائيين عبده خال وعبدالله ثابت وقادتهما إلى مركز الهيئة واستجوبتهما عن (جرم) إلقاء التحية، على الكاتبة والزميلة حليمة مظفر. وكانت الهيئة منعت الشاعرة من توقيع كتابها للرجال، ووضعت حراسة على مدخل جناح الطفل الذي توجد فيه صالة التوقيع، لتحول بينها وبين الراغبين في اقتناء الكتاب، عدا النساء.

ويصف الزميل عبدالله ثابت ما حدث بقوله: (حينما أردنا توقيع الكتاب من الزميلة حليمة مظفر، قام أعضاء الهيئة بمنعنا من التوقيع، وقال رجل الأمن بأنه سيقوم بذلك نيابة عنا وأعطيناه الكتاب، بعدها قلت للزميلة حليمة (شكراً حليمة) فناداني وقال لي (أنت ما تستحي.. بأي حق تلقي التحية هكذا..) ثم اقتادوهما إلى مركز الهيئة مع الدكتور والمثقف معجب الزهراني.

واقتادت الهيئة الأدباء الثلاثة بتهمة (الحديث إلى امرأة أجنبية)، ولأنهم لوحوا لها بالشكر بعد أن وقعت لهم عبر وسيط.!.

ويعلق عبده خال (.. الأغرب حينما سألوا عبدالله (وش ترجع) ولا أدري ما هي العلاقة بين أصل الإنسان وعدم إلقاء التحية على امرأة).

طبعا رجل الهيئة يشير إلى جدل أحدثه حوار قديم للزميل عبدالله مع جريدة نيويورك تايمز، تحدث فيه عن رمزية معنى الحياة للإنسان وغيره من الحيوانات بما فيها القردة. وهو ما يظهر دقة الملاحظة والمتابعة والرصد الذي يقوم به جهاز الهيئة على أفكار الأشخاص، ويترصد لمعاقبتهم في المكان المناسب!.

وفيما كنت أفكر بجدية للانضمام إلى مطالبة الزملاء للهيئة بالاعتذار الرسمي وهذا حق لكل المثقفين والكتاب في البلاد.

اتصل بي الناشر يزف لي خبر عرض الرواية، إلا أنني تجاهلت عن عمد فكرة توقيع الكتاب، ليس خوفاً أو تردداً أمام (قبضاي) الهيئة، لكن لأنني لن أتردد في حالة المصادمة معهم من الذهاب لكل المحاكم المحلية، ضد الهيئة ولصالح الثقافة والناس في بلادي. حتى وإن كنت أتوقع رفض النظر فيها بدواعي عدم الاختصاص.. إلى لقاء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد