Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/03/2009 G Issue 13310
الأحد 11 ربيع الأول 1430   العدد  13310
إيران في الحسابات الدولية!
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

 

أثارت كلمات الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) -قبل أيام-، حين قال بصراحة: (إن العراق لم يعد أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية). جدلاً واسعاً بين السياسيين والمحللين والمخططين في العراق ودول الخليج العربي من خطر احتلال إيراني، حيث لم يعد خافياً على أحد أن التدخلات الإيرانية المباشرة في العراق، تعتبر سبباً رئيسياً وراء مشكلات العراق الداخلية.

وجاءت الفرصة مواتية لإيران فكانت الرابحة الأكبر في المنطقة، خاصة بعد الفشل الأمريكي في العراق، وإعلان الرئيس الأمريكي خطة الانسحاب العسكري من العراق خلال (18) شهرا، لتترك العراق فريسة أمام قوة إقليمية طامعة كإيران، التي قررت المضي إلى أقصى غاياتها السياسية ودخولها في مرحلة جديدة، لتحقيق أطماعها وأهدافها في المنطقة.

إن ما يجري في العراق ليس إلا جزءاً من مخطط فارسي كبير، خصوصاً أن هناك سيطرة إيرانية شبه كاملة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العراق.

ويبدو أن الوقت الراهن هو أنسب وقت لبسط النفوذ الإيراني على العراق، وسيعزز مسعاها بأن تكون القوة المهيمنة الأكبر في المنطقة، وإعادة بث الروح في مشروعها لزعامة المنطقة، من خلال تصدير تجربتها الناجحة في العراق إلى دول عربية وإسلامية، وتحقيق الهدف من برنامجها النووي.

مرة أخرى يعيد التاريخ نفسه، ولكن في سياق دولي وإطار إقليمي مختلف هذه المرة عبر تفاهمات مع النظام الإيراني وفق صيغة صفقات، أو مساومات كبرى، من أهمها: (العراق) الذي يعتبر جزءاً مما كان يسمى: (إيران الكبرى)، فالعراق الجديد هو إيران الحقيقة.

وإذا نجحت إيران في بسط نفوذها على العراق وسوريا ولبنان وفلسطين فسيكون ذلك هلالاً شيعياً، لطالما حذر منه -العاهل الأردني- الملك عبدالله الثاني.

أخيراً وليس آخراً، كلمة لا بد أن تقال، وهي: أن المنطقة المتنازع عليها ستحمل بذور عدم استقرار وتحديات كبيرة، وستؤدي إلى نتائج كارثية، خاصة إذا دخلت إيران مع أطراف دولية وبتحالفات إقليمية كالولايات المتحدة الأمريكية ولكن على حساب العرب.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد