Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/03/2009 G Issue 13310
الأحد 11 ربيع الأول 1430   العدد  13310
خبير الغفلة
د. صالح بن عبدالمحسن الشمري

 

كلمة خبير تطلق على الشخص الذي أمضى جل حياته في متابعة موضوع معين ناهيك عن الدراسة الأكاديمية حول ذلك الموضوع، والخبير إذن هو الذي لديه الجانب العلمي والجانب المعرفي حول تلك الأمور المتعلقة في تخصصه بالإضافة إلى مضي عمر طويل في مواكبة الأحداث وتطوراتها.

وما أود أن أورده في هذا المقال هم الأشخاص الذين يظهرون بين الفينة والأخرى في القنوات الفضائية ويشار لهم بالخبراء وهم بعيدون عن هذه الكلمة والخبرة منهم براء، فهم يلبسون ثياباً غير ثيابهم ويتبؤون مقاما ليس مقامهم فهل من المعقول أن يندب شخص ما بالخبير من دون أن يحمل على الأقل مؤهلا دراسيا جامعيا أو ما فوق تؤهله في هذا المجال أو أمضى من حياته الشيء الكثير في البحث والدراسة والنشر في المجلات العلمية والصحف وله مؤلفات في ذلك التخصص، فأقول ماذا بقي للأساتذة الكبار الذي أمضوا سنوات طويلة ولاح الشيب في محياهم في متابعة ودراسة القضايا التي هم بها مهتمون فالأولى أن يكون هم من يطلق عليهم صفة الخبير وليس الإنصاف الذين لا يملكون المعرفة والخبرة في المجالات التي يكتبون حولها، ولكن بمجرد كتابة مقال أو مقالين أو حتى زاوية أسبوعية أصبحوا بين عشية وضحاها يلقبون بالخبراء، فعلى سبيل المثال في إحدى القنوات العربية وفي مقابلة حول موضوع الجماعات الإسلامية ظهر لنا بتلك المقابلة ما يسمى بخبير الجماعات الإسلامية وإذا نظرت إلى وجه ذلك المزعوم بالخبير فملامحه بالثلاثينيات من عمره، ولا أدري كيف حصل على لقب خبير أهي القناة الفضائية التي وضعت هذا اللقب أو غرور ذلك الشخص الذي يسمى نفسه بالخبير وبعد السؤال عنه فإنه لا يملك أي مؤهل أكاديمي أو سنوات طويلة في المجال نفسه فتبين أن ليس لديه مؤهل أكاديمي ولكنه كان من المتشددين ورجع ليس للصواب وليته رجع للوسطية بل عكس التطرف وهو الانحلال بعد حلق لحيته.

والسؤال هنا أهو بسبب قلة الخبراء الفعليين في هذا المجال أم أن الاختياركان خطأ من القناة الفضائية أم لعلاقة ذلك المزعوم بالخبير مع تلك القناة، فالجواب حتماً هو لعلاقة ذلك الشخص من تلك القناة، ومن جهة أخرى لو كان اللقب لذلك الشخص مثلا (مهتم بالجماعات الإسلامية) لكن على أقل تقدير مقبول من الجميع، فأرجو من القنوات الفضائية التحقق في ألقاب هؤلاء الأشخاص لكي يكون للمؤهلين نصيب.



e-mail:sshamar@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد