Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/03/2009 G Issue 13313
الاربعاء 14 ربيع الأول 1430   العدد  13313
المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل
فضل بن سعد البوعينين

 

قبيل انعقاد المؤتمر الثالث للإعاقة والتأهيل في عاصمة الحب والسلام، الرياض، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتخصيص ريع مزاد إقامة إسطبل أبناء الملك عبد الله لجمعية الأطفال المعوقين رسالة حب وتواصل، وإحساس بالمسؤولية تجاه شريحة غالية على نفوسنا جميعا. الرمز التكافلي الذي تضمنه التوجيه الكريم دمج بين الرياضة والمسؤولية الاجتماعية، وفتح أبواب الخير، والسنة الحسنة أمام كل من يريد أن يلج باب التكافل الاجتماعي.

الرياضة، وعلى قمة هرمها، الفروسية، يفترض أن تحقق مورداً ثابتاً لجمعية الأطفال المعوقين، والجمعيات الشقيقة لمساعدة كل من حُرم صحة البدن، والقدرة على ممارسة أنشطته الحركية الطبيعية. على كل رياضي أن يتذكر ما أنعم به الله عليه من الصحة، والقدرة على ممارسة الرياضة وتحقيق البطولات وما يتأتى منها من كسب مادي وإعلامي كبير، وأن يشكر الله على نعمه، ويترجم هذا الشكر إلى عطاء دائم، وإن قل، لذوي الحاجات الخاصة ممن هم في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي، المشاركة الوجدانية، الاهتمام، والدعم المادي. الرياضة لم تعد هواية، بل تحوّلت إلى احتراف، واستثمار يَدر مئات الملايين على العاملين فيها. عقود اللاعبين، النقل التلفزيوني، وتذاكر المباريات يفترض أن تسهم في دعم برامج جمعيات ذوي الحاجات الخاصة، ومن المفترض أن يكون لدينا تشريع يكفل لهم نسبة ثابتة من عقود الاستثمار الرياضي على وجه الخصوص. هناك جهود مميزة لبعض الأندية الرياضية، ومنها ما يقوم به الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، وجهات رياضية أخرى إلا أن الأمر يحتاج إلى تفاعل أكبر من القطاع الرياضي بشكل عام لضمان نشر ثقافة المشاركة الاجتماعية والتكافل الإنساني.

المسؤولية الاجتماعية لا تقتصر على القطاع الرياضي فحسب، بل تتعداه إلى القطاعات الأخرى، القطاع المصرفي، والشركات المساهمة المدرجة في السوق المالية على وجه الخصوص.

شركات السوق المساهمة تحقق أرباحاً سنوية تفوق في مجملها 50 مليار ريال، وهي مطالبة بتخصيص جزء من هذه الأرباح للجمعيات الخيرية الخاصة والعامة، ولخدمة المجتمع.

الحديث عن جمعية الأطفال المعاقين يقودنا إلى (المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل) المزمع إقامته الشهر الحالي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، أعاده الله لنا سالماً معافى، وتحت عنوان (البحث العلمي في مجال الإعاقة).. البحث العلمي عادة ما يحتاج إلى تمويل مالي يفوق قدرة المراكز والجمعيات المعنية بشؤون الإعاقة والتأهيل، ويحتاج أيضاً إلى جهود جبارة تستشعر حاجة المعاقين إلى من يساعدهم على ممارسة حياتهم الطبيعية وانخراطهم في المجتمع. كثير من إخواننا وأخواتنا من ذوي الحاجات الخاصة يحتاجون إلى عون الجمعيات المتخصصة، وجميعهم يحتاجون إلى عقول مبدعة، وأفكار خلاقة تضع لهم الحلول الناجعة لمشكلات الإعاقة التي يعانون منها.

متى ما تحول البحث العلمي إلى ثقافة تسود المجتمع، فالنتائج ستكون مذهلة ولا شك.

العالم الغربي أصبح متقدماً في مجالات الوقاية، والرعاية، والتأهيل، وتمويل برامج البحث، ومساعدة المعاقين، وتعميق مفهوم الشراكة بين المجتمع بقطاعاته المختلفة وذوي الحاجات الخاصة في كل ما يتعلق بهم من بحوث علمية، تقنيات حديثة، تأهيل، تدريب، رعاية صحية واجتماعية، إضافة إلى التمويل المالي المحور الأهم في عمليات البحث والتأهيل والرعاية، ومثل هذه المؤتمرات التي يحضرها علماء، أكاديميون، باحثون، وخبراء كفيلة بتقديم الخطط والبرامج الشاملة، ونقل التجارب والأفكار ووضع البحوث العالمية بين يدي المستفيدين منها محلياً لتحقيق مصلحة ذوي الحاجات الخاصة والمجتمع.

تنظيم مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وجمعية الأطفال المعوقين للمؤتمر، وبمشاركة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ووزارات الشؤون الاجتماعية، الصحة، التعليم العالي، التربية والتعليم، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض يعكس اهتماماً لافتاً بالإعاقة، والتعامل معها باحترافية تعتمد في مدخلاتها على البحث العلمي، التقنية الحديثة، ونقل الخبرات العالمية المميزة، لضمان جودة المخرجات القادرة على التعامل مع مشكلات الإعاقة والتأهيل، بإذن الله. يمكن أن نطلق على المؤتمر الذي يبحث في سبل تحسين حياة ذوي الحاجات الخاصة، مؤتمر ذوي القلوب الرحيمة، الذين يُنفقون المال، الجهد، الوقت لإسعاد الآخرين، ابتغاء مرضاة الله. نسأل الله أن يتقبل عملهم، وأن يجزل لهم المثوبة والعطاء، وأن يجعل عملهم خالصاً لوجهه الكريم.

(طهور إن شاء الله)

روي عن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما من مؤمن يصيبه مرض فما سواه إلا حط الله به خطاياه كما تحط الشجرة ورقها). أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمنّ على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، بالشفاء العاجل وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يُعجل في عودته سالماً معافى، إنه سميع مجيب.

F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد