Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/03/2009 G Issue 13313
الاربعاء 14 ربيع الأول 1430   العدد  13313
كشف بأن المضاربة الإسلامية ضاعفت ثروته مائة مرة في عامين
الاقتصار على (الفقير) في مصارف الزكاة حوّلنا لأمة (شحاذين)

 

متابعة وتصوير - عبدالله الزهراني:

كشف رجل الأعمال صالح عبدالله كامل رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة أن هناك أكثر من (20) سبباً للأزمة الراهنة من أبرزها الديون وبيع الديون وتشجيع زيادة الاستهلاك بين أفراد المجتمع بكافة الأشكال والصور، كما اقترح (19) حلاً للحد من تداعيات الأزمة المالية كان من أهمها ترشيد الإنفاق الاستهلاكي، مساهمة النظام المصرفي في عمليات الإنتاج، استحقاق العائد في المعاملات يكون لعنصر النماء وليس لعنصر الزمن وحدة، العقود تكون على مبادرات حقيقية لا وهمية أو صورية.

وأضاف: كل ما نقرؤه ونسمعه عن قرب انتهاء الأزمة المالية ليست سوى تكهنات وكل يوم تظهر لنا مؤسسات مالية عملاقة تعلن إفلاسها، معتبراً أن الأمر أكبر من الخيال حيث لن تكون هناك دولة في منأى عن تداعياتها، مشيراً إلى احتمالية الاختلاف في قوة التأثير من بلد إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع آخر، مضيفاً بأن هناك بعض الملامح التي قد بدأت تظهر لدينا من بطالة وتسريح بعض من الموظفين في قطاعات كانت مغرية جداً من ناحية الرواتب والمميزات مثل البنوك وشركات الاستثمار.

وقال كامل خلال كلمة ألقاها بمناسبة تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجه بجدة مساء أمس الأول ان نقطة التحول الرئيسية في مشوار حياته الطويل في دنيا المال والأعمال هو التزامه بمبدأ اجتناب الربا وأشار إلى أنه شق طريقه نحو الثراء برأس مال قدره ثلاثة ملايين ريال، استثمره في (المضاربة الإسلامية) بتعاون مع بنك القاهرة المصري في السبعينات الميلادية حيث تضاعف هذا المبلغ إلى (10) أضعاف في عام واحد ليصبح (30) مليون ريال سعودي، وفي العام التالي تضاعف هذا المبلغ إلى (10) أضعاف أخرى ليصبح (300) مليون ريال.

وبيّن كامل أن المجتمعات الإسلامية للأسف تعيش حالياً حالة صعبة من ناحية مستوى الأخلاق وصدق التعاملات فيما بين الأفراد، وقال في هذا الجانب: (أصبحنا مسلمين بالطقوس وليس بالروح والنفوس وهذا مؤشر خطير يعيق نهضة الشعوب وتقدمها)، مشيراً إلى أن الدول المتقدمة لديها قوانين صارمة تحكم قيم وتعاملات أفرادها الاجتماعية والتجارية وهم مرغمون على التقيد بها ولكن على النقيض من ذلك في مجتمعاتنا الإسلامية لا توجد قوانين تهتم بهذا الجانب.

وسلط كامل الضوء على أهمية تأدية الزكاة باعتبارها خطة اقتصادية متكاملة ومن أهم العوامل التي تقضي على البطالة والفقر وتنعش اقتصاديات الشعوب، مشيراً إلى أن المجتمعات الإسلامية أصبحت اليوم أمة (شحاتين) وذلك لاقتصارها على مصرف واحد في دفع مبالغ الزكاة وهو مصرف الفقير، بينما الزكاة لها ثمانية مصارف مختلفة هي للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، لافتاً إلى أن الزكاة تهتم بكل نواحي الحياة حتى السياحة تشجعها حيث خلقها الله كصناعة كثيفة العمالة وجعل سبحانه وتعالى لها سهم في الزكاة وهو مصرف (ابن السبيل) وذلك لما لها من أهمية في تنمية الأوطان وتحدث طلبا متزايدا على منتجات البلاد ونجد أن الزكاة بذلك بديل شرعي عما تقوم به بعض الدول من تشجيع للسياحة بإباحة الخمور والملاهي وغيرها من المحرمات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد