Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/03/2009 G Issue 13314
الخميس 15 ربيع الأول 1430   العدد  13314
أضواء
الحقد الأعمى ضد مقابر المسلمين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

يعلم اليهود وغيرهم من أعداء المسلمين أن نبش قبور المسلمين ومحاولة الإساءة لأضرحة المدفونين في تلك القبور، وإزالة مقابر المسلمين يعدُّ من أكبر المحرمات عند المسلمين، ويستفز المسلمين أينما كانوا، ومع هذا، فإنها أكثر الأعمال التي تنفّذ وترتكب بوقاحة، وإصراراً من قبل اليهود في فلسطين المحتلة لا يمر شهر أو مناسبة إلا ويكتشف القائمون على مقابر المسلمين في فلسطين وغير فلسطين ارتكاب جرائم تدنيس قبور المسلمين، حدث ذلك في مقبرة المحاربين المسلمين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي والمقاومة الفلسطينية إبان الحرب العالمية الثانية، وفي فلسطين تتكرر هذه الجرائم كثيراً. ولقد كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث النقاب عن وجود إشارات واضحة بوجود مخطط صهيوني ممنهج لإزالة ما تبقى من مقبرة (مأمن الله) الإسلامية التاريخية في القدس الغربية المحتلة، وعن قيام يهود متطرفين بقضاء حوائجهم فوق قبور المسلمين!!

وذكر - زكي إغبارية - رئيس المؤسسة أنه لا يمكن تفسير ما تتعرض له المقبرة من انتهاك متواصل ومتعدد إلا بأن هناك جهات تعمل خفية لإنهاء مقبرة (مأمن الله) وطمس معالمها، لافتاً إلى أن شواهد عشرات القبور تم تحطيمها بالإضافة إلى نبش عدة قبور وحفر أسفلها فضلاً عن طمر مساحات واسعة من المقبرة بالعشب اليابس والخشب المطحون وتغطية عشرات القبور.

وذكر بيان لمؤسسة الأقصى أن طاقماً من المؤسسة قام بجولة ميدانية برفقة المهندس - مصطفى أبو زهرة - رئيس لجنة رعاية مقابر المسلمين في مدينة القدس المحتلة وأحد متولي وقف مقبرة مأمن الله، وشاهد الجميع الانتهاك الكبير والواضح والواسع للمقبرة، منها نبش قبرين، وحفر حفرتين كبيرتين تحتهما، بالإضافة إلى خلع وتحطيم عشرات شواهد القبور، وقيام يهود متطرفين بقضاء حاجاتهم على القبر نفسه، بالإضافة لإدخال جرافات وسيارات البلدية العبرية بالقدس لعشرات الأكوام من العشب اليابس والخشب المطحون، وطمر مساحات واسعة من المقبرة وتغطية عشرات القبور، بهدف إخفاء القبور بشكل كامل، فضلاً عن الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها (منظمة فيزنطال) الأمريكية - الإسرائيلية، والتي ما زالت تنبش مئات القبور وعظام أموات المسلمين ضمن إقامة ما يسمّى ب(متحف التسامح) على أرض مقبرة مأمن الله.

وجاء في البيان أيضا: (أن جهات يهودية تقوم ليلاً بدخول الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله وتشرع بحملة تدمير لعشرات القبور).. من جهته، قال رئيس لجنة رعاية مقابر المسلمين في مدينة القدس المحتلة (المهندس - مصطفى أبو زهرة): إن انتهاك هذه القبور القديمة التي تحتضن رفات المئات من العلماء والصالحين، التي يزيد عمر الكثير منها عن700 عام، يعتبر جريمة وفعلاً دنيئاً مُنحطاً لكل إنسان يقوم بهذه الأفعال، وهي أعمال تنمُّ على كراهية وحقد صهيوني أعمى، أخذ يقلدها ويفعل أكثر منها أعداء المسلمين في مدن وأماكن كثيرة من العالم للمسلمين فيها مقابر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد