Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/03/2009 G Issue 13314
الخميس 15 ربيع الأول 1430   العدد  13314
ملامح التغيير القادم في إيران
موسوي بديلاً عن (نجاد) وتحركات غير مسبوقة لمجلس تعيين المرشد

 

طهران - أحمد مصطفى:

تأخذ إيران علي محمل الجد برنامج الرئيس الامريكي (أوباما) ب(التغيير؟) ورغم نرجسية الكلمة إلا أن إيران تتعامل معها بحذر وتركز على الجانب السلبي لكلمة (التغيير) فقد بادر الحرس الثوري الإيراني إلى عقد ملتقى حول (الحرب النفسية للأعداء وسبل مواجهتها)، ورغم أن الملتقى يأتي في وقت يقوم به رجال السياسة على الضفة الامريكية والإيرانية بمغازلات تمهيداً لانطلاق الماراثون الحواري إلا أن جنرالات مؤسسة الحرس الذين يهيمنون بشكل كامل على السلطة في إيران يتحركون بحذر في هذه الأجواء وما زال خطابهم ضد أمريكا هو هو لم يتغير؛ وإذا كان خطاب إيران الخارجي لم يتغير فإن إيران من الداخل ما زالت تعيش إرهاصات التغيير القادم خصوصاً أن التقارير قد أشارت اليوم إلى إعلان رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة في حزيران مقابل الرئيس الحالي أحمدي نجاد؛ وللأمانة فإن قبول رئيس الوزراء الإيراني السابق للترشيح بيان واضح للمعنيين بأن هناك أشياء كثيرة ستحصل في إيران الداخل؛ هناك تغييرات ستطال السلطات التنفيذية وهناك تغييرات ستطال مؤسسة الحرس ذلك لأن مير حسين موسوي المقرب من الخميني ما زال يعيش الصراع مع القائد الإيراني المرشد علي خامنئي؛ الصراع الذي أجبر موسوي على العيش منعزلاً لمدة (20) عاماً لم ينبت ببنت شفة، رغم أن هناك قضايا كانت تحتاج إليه، إلا أنه أثر الصمت والسكوت؛ المراقبون يعتقدون: أن مير حسين موسوي سيكون (ألف باء) التغيير في السلطة الإيرانية، خصوصاً أن تجربة الرئيس نجاد الذي خرج من رداء الحرس لم يعد مهماً في ظل المشاكل التي تعاني منها إيران، وقد يحصل سجال أو تدافع نتيجة تمسك الحرس بالرئيس نجاد، لكن الشارع الإيراني سيعطي كلمته لرئيس الوزراء الأسبق الذي دشن عهده بتوجيه سهام الانتقاد للرئيس نجاد واتهمه بضرب كرامة الإيرانيين عن طريق توزيع أموال علي فئة دون الأخرى ويرى المحلل الإيراني إسماعيل إسكندري: إن ترشيح موسوي سيؤدي إلى إحداث تغييرات أساسية على هرم القيادة ومن المحتمل أن يتولى قيادة إيران الرئيس رافسنجاني ويساعده في ذلك هاشمي شاهرودي رئيس السلطة القضائية (وحول مصير الحرس؟ قال إسكندري: إن الحرس الثوري كمؤسسة لا يمكنه أن يتدخل بشكل جوهري في تعيين الأشخاص الكبار لأن المرحلة القادمة ستجبر الكثيرين على التزام الصمت لاسيما في ظل التردي للأوضاع وعدم اكتراث الحكومة لمطالب الشعب) وربما أدركت جماعات محسوبة علي تيار المرشد خامنئي لخطوة التحركات التي قام بها رافسنجاني والجلسة السرية التي عقدها مع آية الله السيستاني في العراق، حيث أثارت حفيظة المقربين من خامنئي، حيث قامت صحيفة (إيران) وهي صحيفة ناطقة باسم حكومة نجاد بالهجوم على شخص هاشمي رافسنجاني وتتهمه بأنه يسعى لأجل تخطي ولاية الفقيه؛ ونبهت الصحيفة المذكورة إلى زيارة رافسنجاني إلى العراق والتي جاءت بشكل غير رسمي ودخوله بمفاوضات مع المراجع لقضية تتعلق بالمرجعية حسب تحليل المراقبين؛ كما أن الهجوم علي رافسنجاني يأتي أيضاً في وقت تستمر فيه محاكمة مسؤول يدعى (عباس باليزدار) عضو لجنة تحقيقية في السلطة القضائية ويجري محاكمة باليزدار بعد عام من إطلاقه تصريحات ضد هاشمي رافسنجاني وعلماء آخرون اتهمهم بأنهم سرقوا أموال بيت المال وأنهم قاموا بتوزيع الأموال على أبنائهم الذين يسرحون ويمرحون في أموال بيت المال) ويعتبر باليزدار من الشخصيات المقربة للرئيس أحمدي نجاد إلا أنه أحيل للمحاكمة بسبب إعلانه عن جملة من الأسرار التي تتعلق بأعمال رجال السلطة في إيران) وسرقاتهم.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد