Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/03/2009 G Issue 13314
الخميس 15 ربيع الأول 1430   العدد  13314
نوافذ
الساحل الشرقي
أميمة الخميس

 

لم أستطع أن أتجاوز في زاويتي العمل البطولي الذي حققته المؤسسة الأمنية هذا الأسبوع بعد قبضها على عصابة كبيرة لتهريب المخدرات وغسيل الأموال في السواحل الشرقية للمملكة. في الوقت الذي مازال الانجاز الذي حققته الأجهزة الأمنية في جنوب المملكة قبل أشهر معدودة ماثلا أمام أعيننا.

لكن ضخامة عملية الساحل الشرقي جعلتنا نتوقف بتقدير أمامها لاسيما أننا نتيقن بأن ما وصلنا نحن كمواطنين عبر وسائل الإعلام ليس سوى الحلقة الأخيرة، أو كما يقولون المشهد الختامي، لكن كان هناك في الكواليس حتما الكثير من الجهد والعمل البطولي والتخطيط الاستخباراتي والمتابعة الأمنية الدقيقة والتنسيق مع الدوائر الأمنية في الدول المجاورة لفترات استغرقت شهورا وذلك قبل أن يتكامل هذا المشهد البطولي بجميع أجزائه أمام أعيننا.

التفاصيل التي نشرتها الصحف عن العملية تشير إلى أننا بتنا على مشارف عصر الجريمة المنظمة، والتي تقوم على تسلسل هيكلي يدير العمل الإجرامي على أكثر من مستوى وفي أكثر من قطاع، لاسيما أن المقبوضات هائلة من ناحية الكمية والنوعية.

ولكم أن تتخيلوا ما يزيد عن 6 أطنان من المخدرات كانت تأخذ طريقها إلى المملكة، أين كانت ستنتهي هذه الكميات المهولة؟ كانت حتما ستنتهي في دماء وأوردة أبنائنا ممن ابتلاهم الله بهذا الأمر، أو من هم في طريقهم إلى هذه المصيدة المخيفة التي تلتقم الأفراد بين شدقيها ولا تتركهم سوى أشلاء.

انجاز بطولي للمؤسسة الأمنية ونصر في معركة داخل حرب طويلة، يجب أن يجيش ضدها كل مؤسسات المجتمع المعنية وذات العلاقة.

الأمر الذي يستوقفنا أيضا ويحفنا بالفخر هو التقرير الصادر عن الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات، (فوسط كم لا بأس به من التقارير الدولية المحبطة حول المملكة), يجيء التقرير الذي أشار له الأستاذ عبدالاله الشريف مساعد مدير مكافحة المخدرات إلى أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة على مستوى مكافحة المخدرات، وإن ثلث مضبوطات المخدرات في العالم تمت عبر الأجهزة الأمنية في السعودية.

الحرب شرسة ومن يقف خلفها يمتلكون طول النفس والقدرة على مراوغة الواقع ومخاتلته تحت العديد من الأردية, لاسيما أن هناك مافيات دولية تتولى تحريكها وإدارتها و غسيل الأموال الناتجة عنها.

تلك الحرب الدولية التي أعيت الولايات المتحدة نفسها كإمبراطورية تفرد عضلات جيوشها على وجه المعمورة، لكنها لطالما وقفت عاجزة عن السيطرة على عمليات تهريب المخدرات التي تتم عبر حدودها المتاخمة لأمريكا الوسطى واللاتينية, حيث جمهوريات الموز وحقول شاسعة من زراعة المخدرات.

نحن في الشرق الأوسط تتمركز الحقول المصدرة إلينا في أفغانستان وإيران وأجزاء من تركيا ولبنان، فوسط كم وافر من الفساد واختلال المركزية الأمنية يصبح من الصعب مكافحة زارعي ومروجي هذا الوباء المهلك إلى المناطق المجاورة.

ومن هنا تأتي أهمية تحرك المنظمات الدولية المعنية بهذا المجال على أكثر من صعيد أهمها:-

- تأسيس قاعدة معلوماتية كبيرة لمواجهة المافيات الدولية.

- دعم وتنمية البيئات الفقيرة والمحتاجة، التي تلجأ إلى زراعة الأفيون والحشيش لغلاء ثمنه وسهولة زراعته و العناية به.

- تكثيف التوعية الدينية الصحية الاجتماعية إلى حدها الأقصى بين فئات الشباب على اعتبار أننا نخوض حرب شرسة وشريرة لا ترحم.

وأختم مقالي هذا بتقديم خميلة خزامى ونرجس بين يدي جميع الأجهزة الأمنية التي رصدت وتتبعت وأحبطت وصول قراصنة الشر إلى شواطئنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد