Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/03/2009 G Issue 13316
السبت 17 ربيع الأول 1430   العدد  13316
رفعوا في مواجهتها شعار: (البقاء للأنسب) وتعهدوا بمبادرات جريئة
التنفيذيون يقبلون تحدي الأزمة العالمية وعيونهم على نصف الكأس المملوء

 

«الجزيرة» - بندرالايداء

في ظل استمرار التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية على نمو الاقتصاد العالمي بجل قطاعاته ومع توقعات المراقبين بأن يكون القطاع الخاص بشركاته ومؤسساته من أبرز المتأثرين جراء هذه الأزمة قد تتجه الأنظار كما هو الحال في أي منعطف بهذا الحجم إلى المعنيين باتخاذ القرارات وتوجيه الدفة داخل تلك الكيانات باختلاف حجمها وكيفية تعاطيهم مع أبعاد قضية بهذا القدر من الحرج للخروج بالنتائج الأفضل بالاعتماد تارة على الإمكانات الشخصية وتارة على المكتسبات المؤسساتية وأحياناً على الاثنين معاً.

التنفيذيون من داخل شركات القطاع الخاص يعوَّل عليهم الكثير في امتصاص غضب العاصفة العالمية أو على أقل تقدير التخفيف من وطأتها على دوائرهم، (الجزيرة) في هذا التحقيق استضافت عدداً منهم وقد أجمعوا وبشكل مفاجئ على أنهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من كأس الماء.. مؤكدين أن شعور التفاؤل بوجود الفرص الثمينة وانتعاش أسواقهم بات يلازمهم بل ويتزايد طردياً مع ازدياد حالات التشاؤم عند الكثيرين تجاه المستقبل الاقتصادي.

هشام الشريف نائب الرئيس التنفيذي لتأمين السيارات في شركة التعاونية للتأمين يقول: أتوقع أن تتواصل الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية على مستوى الأنشطة الاقتصادية المختلفة خلال عام 2009 وسيكون هناك بعض الآثار الاجتماعية لتلك الأزمة خصوصاً ما يتعلق بزيادة معدلات البطالة إلا أن الإجراءات الواعية التي اتخذتها الحكومة السعودية خلال عام 2008 سوف تساهم وبشكل فعَّال في ضبط تأثيرات تلك الأزمة وتقليل انعكاساتها على المواطن السعودي خلال عام 2009م.

وتابع: هناك أيضاً التعديلات الجديدة في بعض المناصب الوزارية والقيادية تشير إلى توجهات إيجابية لدى القيادة الرشيدة لتحقيق نهضة في المجتمع السعودي تشمل المجالات الحيوية التي تنعكس بشكل مباشر على المواطنين خصوصاً ما يتعلق بالصحة والتعليم.

وحول التوقعات بما يحمله المستقبل في قطاع التأمين قال نائب الرئيس التنفيذي لتأمين السيارات في شركة التعاونية: على الصعيد الشخصي أنا متفائل بنمو سوق التأمين السعودي وانتشار الوعي التأميني لدى مختلف فئات المجتمع السعودي وزيادة إدراك الأفراد للقيم الإيجابية التي يوفرها التأمين والتي ترسخ روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع خصوصاً بعد أن أصبح التأمين وسيلة مهمة لحماية الأفراد والممتلكات.

وهنا يؤكد خالد محمد الكلابي مدير إدارة العلاقات والشئون الإعلامية في شركة الفوزان القابضة أن الابتكار وخلق الفرص هما بلا شك محورا ارتكاز مواجهة الأزمة العالمية في العام 2009م.

وقال: هذه الأزمة (الفرصة) النادرة ستكون المحك الحقيقي لاختبار قدرات التنفيذيين في الشركات السعودية، ومعيار النجاح للتنفيذي السعودي المقتدر (القائد المتبصر) سيكون قدرته على إعادة تشكيل منشآته للحفاظ على الربحية والتأكد من سلامة الملاءة المالية بغرض استغلال هذه الفرصة النادرة لاختراق الأسواق العالمية وتكوين علامات تجارية سعودية المنشأ عالمية الهوية.

ويرى الكلابي أن هذا العام سيكون تمهيداً لانتعاش اقتصادي عالمي غير مسبوق وعلى الأخص في مملكتنا الغالية مشيراً إلى أن هذا العام يمثل تحدياً لي على المستوى الشخصي والمهني لإظهار القوة الحقيقية والكامنة للعلامات التجارية، مشيراً إلى أهمية اغتنام هذه الفرصة لإثبات قدراتي وصقلها من خلال المبادرة في خلق الفرص والابتكار في تطوير الأداء.. ولا أنسى أن أُذكِّر نفسي دائماً بأن قهر التحديات الصعبة هو الوسيلة الأهم لصقل القائد الناجح.

وفي هذا الصدد يقول نبيل المبارك مدير عام الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية: رغم ما حدث منذ بزوغ الأزمة المالية وحتى اليوم، إلا أني أرى ما حدث وسوف يحدث في العام 2009م وما بعده هو ما أستطيع تسميته بعام (التحدي الإيجابي) لكل تنفيذي لديه رؤية واضحة لما يرغب في تحقيقه، خصوصاً لدينا في المملكة حيث معظم المعطيات إيجابية.

وحول التطلعات الشخصية في المستقبل المنظور يقول المبارك: في الواقع لدي مهمة البدء في هذا العام تحديداً بناء الأدوار العلوية للشركة بعد الانتهاء خلال الأعوام الخمسة الماضية من بناء الأساسات والأدوار الأرضية، مع الاستمرار في التعلُّم والتعليم.

وهنا يقول المهندس أحمد سعيد العمري الرئيس التنفيذي لمجموعة صناعات العيسى: لا شك أن الأزمة الاقتصادية العالمية ستؤثر على اقتصادنا الوطني فهو يُعد من الاقتصادات الكبرى في العالم مما أهَّل المملكة لتكون ضمن مجموعة العشرين لكن سيكون التأثير محدوداً إذا ما أحسنا إدارة الأزمة بشكل فعَّال فهناك مقومات إيجابية كثيرة يدعمها طلب حقيقي.

ويرى العمري أن العامل النفسي كانعدام الثقة والتشاؤم يلعبان دوراً كبيراً في حجب الرؤية عن الفرص الجيدة المتاحة في بعض المجالات.

وتابع: وهنا يبرز دور الإدارة الفعالة والقيادات التنفيذية القادرة على تعظيم المكاسب بتوظيف الموارد الداخلية بفعالية وكفاءة وتجنيب منشآتهم المخاطر الناتجة عن العوامل الخارجية بالتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة للتطورات.. ووصف العمري هذا العام قائلاً: باختصار هو عام التنفيذيين المميزين.

من جهته أكد عيد العنزي مدير مركز دراسات الخدمات المالية في المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي أن مرور الاقتصاد العالمي خلال الفترة الراهنة بهذه الأزمة الصعبة يبرز أهمية القيادة والقياديين نحو التغيير وإحداث الفرق للمساهمة في تقليص نتائج الأزمة وإيجاد الفرص نحو النمو من جديد.

وحول التعاطي التنفيذي مع أبعاد الأزمة العالمية يقول العنزي: هناك تطلعات نحو المستقبل وقد تخلق الأزمات فرصاً للإبداع والعمل بطريقة مختلفة من خلال المعرفة بالظروف المحيطة واستغلال الأدوات لهذه المرحلة.

من جهتها تتفق ريم عبد الرحمن الحسن مساعد الرئيس للخدمات البنكية الخاصة في البنك الأهلي مع رؤية العنزي حيث قالت: مما لا شك فيه أن للأزمة المالية العالمية آثارها السلبية على الاقتصاد العالمي حيث أدت إلى تراجع العديد من المؤسسات المالية والشركات, لكن في الوقت نفسه سيكون لها آثارها الإيجابية في إبراز المديرين التنفيذيين الذين يتميزون بالجدارة والكفاءة القيادية للعمل على وضع إستراتيجيات تنافسية لمواجهة الآثار السلبية للأزمة وتجاوزها وتطوير الاقتصاد في ظل تغيرات السوق اليوم, مما يجعل شعار سنة 2009 البقاء (للأنسب) وليس للأقوى فقط.

وشددت الحسن على أهمية أن تكون لدى كل تنفيذي القدرة على ممارسة التفكير الإيجابي لما تحمله هذه الصفة من بُعد مهم في تطوير الأداء وتعزيز القدرة التنافسية, وأن تكون لديهم القدرة على تطوير وتنمية قدرات مديري الغد وإعدادهم للمستقبل.

وليد بن حماد الشبيلي المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في أرنست ويونغ للاستشارات وصف العام الماضي بأنه كان عام تحدٍ كبير، وشهد نصفه الثاني اضطرابات في الأسواق المالية، خلقت أزمة اقتصادية عالمية وكثيراً من القلق، وما زال الجميع يشعرون بتأثير ذلك ولكن ليس بنفس الطريقة.

وفند الشبيلي أن البعض يواجه حالياً تحديات فورية وجادة في قضايا واسعة ومعقده منها على سبيل المثال لا الحصر الإعسار، في حين أن البعض الآخر يقتنص فرص استحواذ، أو توسع في أسواق محلية وعالمية والتركيز على شريحة معينه من العملاء، أو استحداث منتجات وحلول جديدة.. مشيراً إلى أهمية تركيز الجهود على تطوير نموذج عمل يساعد على الخروج من الأزمة وتلافي تبعاتها ويدعم توسع حصصهم في السوق وزيادة الأرباح مقارنة بمنافسيهم.

وأضاف الشبيلي: أولئك الذين عايشوا حالات مماثلة في الماضي يعرفون أن السوق والأوضاع المالية سوف تتعافى - بمشيئة الله - في ظل الجهود الضخمة والسريعة التي تبذلها الحكومات، وهذا ما أتطلع لرؤية بداياته على الأقل خلال هذا العام.

وتابع: وفي الوقت ذاته ليس هناك من شك في ضرورة الحاجة لتعاون جميع التنفيذيين وأخذ مبادرات جريئة لمواجهة التطور السريع للأحداث الحالية والتصدي للتحديات المستقبلية المحتملة وتلافي أي تشتيت قد يساهم في تباطؤ نجاحات أعمالهم.

وتوقع المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في أرنست ويونغ للاستشارات أن يشهد عام 2009 مزيداً من التغييرات في أوضاع السوق وأتطلع أن يكون ذلك إيجابياً ويساهم في إعادة الثقة اللازمة لتنشيط الاقتصاد من جديد.

وعلى الصعيد المحلي قال الشبيلي: الميزانية الكبيرة التي اعتمدتها السعودية والتي تتضمن العديد من المشاريع الإستراتيجية والتطويرية، والتغييرات الوزارية الأخيرة ستجعل من هذا العام عاماً مميزاً يشهد نشاطاً وحركة أكثر نسبياً على الأقل بالنسبة للمملكة مقارنة بدول المنطقة والعالم.

وشدد الشبيلي على أهمية استعداد التنفيذيين لمواصلة الجهود في سبيل تحفيز الاستقرار والنمو الاقتصادي والاستجابة للمستقبل بتحركات مدروسة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد