Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/03/2009 G Issue 13316
السبت 17 ربيع الأول 1430   العدد  13316
مؤتمر تقنيات الاتصال
بقلم د. تركي العيار

 

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، ينظم قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك سعود غداً الأحد المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، الذي يشتمل على أربعة محاور رئيسة تتمثل في التعريف بتقنيات الاتصال الحديثة ودورها في تطور وسائل الإعلام، والتأثيرات الإعلامية والاجتماعية والتربوية والسياسية لهذه التقنيات، ثم تأثيرات البيئة الاجتماعية في استخداماتها، بالإضافة إلى العلاقة بين تقنيات الاتصال والهوية الثقافية والفجوة المعرفية.

وتنبع أهمية المؤتمر من كونه يعقد في ظروف عالمية استثنائية، وانه يضم العديد من البحوث المهمة التي تناقش موضوعات هي من صلب مؤشرات التنمية الشاملة، وكذلك حجم المشاركات المحلية والدولية التي يشهدها المؤتمر، كما أن التنوع الاتصالي والتقني والتغير الاجتماعي تمثل عناصر ذات أهمية خاصة.

ويشكل المؤتمر إضافة مهمة للمؤتمرات والملتقيات والمعارض العديدة التي استضافتها الجامعة في مختلف التخصصات والتي تسهم جميعها في دفع عجلة التنمية وتسريع وتيرة البناء.

يحدث هذا وجامعة الملك سعود تدخل سباقا مع الزمن، وتعيش حراكا واسعا، تبدو ملامحه واضحة جلية منذ أن تولى إدارتها معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن العثمان، ويمكن أن تسمى هذه المرحلة بفترة النهوض الحقيقي، وما نراه اليوم من تطور ونهوض تشهده الجامعة هو - دون شك - جني لثمار ما تم غرسه من رؤى وأفكار، وهذا ما يمهد طريق جامعة الملك سعود للوصول إلى مصاف الجامعات العالمية، وهو الطريق الذي تسلكه اليوم بثبات وتمعن، حيث برزت مجموعة مؤشرات في مسارب العمل بالجامعة كانت لها أصداء ايجابية حملت البشرى بأن عجلة العمل تدور في اتجاهها الصحيح، وكان أول هذه المؤشرات، ما درجت عليه الجامعة من استقبال العديد من الوفود على مستوى رؤساء وشخصيات عالمية مرموقة، وعلماء متخصصين في مجالات نادرة، وذلك يعكس المكانة التي أخذت تحتلها الجامعة إقليميا وعالميا.

فقد استهل أ د. العثمان عهده بخطط أفضت إلى برامج جديدة تؤهل الجامعة لمنافسات متقدمة في التصنيف العالمي، وبدأت تلوح في أفق الرؤية القريب بشارات تلك النتائج. فقد تدرجت الجامعة من حيز أفضل 400 جامعة عالمية إلى المرتبة 292 أي ضمن أفضل 300 جامعة، ومن المؤشرات أيضا برامج الشراكة مع جامعات عالمية وباحثين بعضهم يحملون جائزة نوبل، وهي شراكة قوية دون شك وكذلك الشراكة مع مؤسسات دولية ووطنية، ضمن إطار الشراكة مع القطاع الخاص، وهذا بعد مهم جدا إن لم نقل أنه يمسك بمفتاح النجاح.

وتجيء برامج كراسي البحث ضمن المؤشرات الايجابية، حيث وقعت الجامعة اتفاقيات مع أكثر من 70 شخصية ومؤسسة وطنية في مجال كراسي البحث العلمي، ويعد هذا في حد ذاته نجاحاً مهماً، فضلاً عن التحالفات التي عقدتها مع جامعات وكليات عالمية.

ولعل هذا ينطلق من رؤية القيادة الحكيمة التي تعد الاستثمار في التعليم هو أساس التنمية، وقد أتاح دعم حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) ومساندتها برامج الجامعة تحقيق النجاح الذي نلمسه اليوم.

المؤشر الآخر والمهم أيضا يتمثل في أوقاف الجامعة التي تمثل (أبراج الجامعة) باكورة ثمارها، والتي يرأس لجنتها العليا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وتضم اللجنة في عضويتها نخبة من رجال الأعمال المشهود لهم بالخبرة والتجربة والمبادرات الوطنية المخلصة، وهذه الأوقاف تمثل ضمانا لاستمرار واستقرار الموارد المالية الذاتية للجامعة وتمكنها من المنافسة العالمية، وتؤسس الجامعة لأول وقف تعليمي في المنطقة سوف يسهم في تمويل برامج البحث العلمي والتطوير التقني بما يخدم المجتمع ويعزز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك يسهم الوقف في تحفيز الإبداع والتميز واستقطاب الباحثين والمبدعين والمتميزين، وفي الإطار نفسه يتم تأسيس شركة الجامعة الاستثمارية لاستثمار أموال الجامعة والوقف والإسهام في تنمية مدينة الرياض، حيث إن سمو الأمير سلمان يتابع ذلك عن كثب، ويعزز المبادرات في هذا الاتجاه بأفكاره النيرة ورؤاه التخطيطية.

هذه المشروعات العملاقة لا شك أنها تصب في مصلحة المواطن والوطن أولاً وأخيراً، ويستفيد منها أعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة، وهي امتداد للنشاط العلمي الذي توليه الجامعة جل اهتمامها، كما أن الجهود العلمية والبحثية التي تلقى الاهتمام والدعم والتشجيع من إدارة الجامعة، وتجد التفاعل من كافة الأقسام والكليات، تجسد اهتمام القيادة الرشيدة (أيدها الله) واهتمام المسئولين في التعليم العالي، وما يبرهن على ذلك ميزانية الجامعة لهذا العام التي تمثل أكبر ميزانية في تاريخها، ولم يكن ذلك ليحدث لو لا النجاحات الملموسة التي ظلت تحققها الجامعة عاماً بعد آخر على أكثر من صعيد، والمتمثلة في المشاريع والبرامج الناجحة التي تتسم بالقوة والمواكبة والمردود الايجابي.ويجيء مؤتمر تقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي ليتوج هذه الجهود، ويضاف إلى تلك الخطط والرؤى والأفكار، معززا مسيرة التنمية التي تقوم على الخبرة العلمية والبحثية، فهذه المؤشرات التي استعرضناها تشكل مجرد ومضات بارقة تشف بعض ما يجري في أروقة الجامعة، دون التطرق للتفاصيل، حيث إن الجهد والتخطيط الذي يجري على أرض الواقع، يفوق - دون شك - تلك المؤشرات، بينما بشارات الأمل والنجاح التي تلوح في الأفق، تشكل دافعا إضافيا، لتوسيع المسار الذي تسلكه الجامعة، طالما تتجه البوصلة صوب البناء والتنمية والإسهام في تحقيق تطلعات الوطن والمواطن عبر العلم والتقنية والاتصال والبحوث العلمية التي تعززها الأفكار النيرة والخطط السديدة.

المشرف العام على المركز الإعلامي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد