Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/03/2009 G Issue 13316
السبت 17 ربيع الأول 1430   العدد  13316
مواكبة التغيرات التقنية والإعلامية
بقلم د./ عبدالله بن عبدالرحمن العثمان

 

يأتي تنظيم المؤتمر ليواكب المتغيرات التقنية والإعلامية العالمية في ظل تنامي الاهتمام بالتقنية والإعلام و تعاظم دورهما في شئون الحياة باعتبارهما من أهم ركائز التنمية المستدامة وأبرز روافد البناء وعناصره المهمة. وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز (حفظهما الله) على صدور الموافقة على عقد هذا المؤتمر ودعمه ورعايته، مما يجسد اهتمام ولاة الأمر (يحفظهم الله) بالقطاعات التعليمية والعلمية وتفعيل دورها لخدمة برامج التنمية الشاملة لتقوم على أسس علمية ومنهجية معتبرة وسليمة، ويأتي ذلك الدعم امتداداً لجهود قيادتنا الرشيدة في توطين التقنية ودعم مبادرات ملاحقة كل جديد منها .

فقد أدرك خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) منذ وقت مبكر أهمية التقنية ودورها في تسريع عملية البناء والنهوض الاقتصادي، فوجه بتوفير وتخصيص ميزانية عالية من أجل توطين التقنية، واستخدامها في مختلف ميادين التنمية، منذ ذلك الحين ظلت بلادنا تواكب ما يطرأ حولنا من مستجدات تقنية ومعلوماتية، بما يجعل المملكة تتبوأ المقعد الذي يناسب مكانتها الاقتصادية والسياسية.

وهذا المؤتمر يعد أحد ثمار توجيه المليك -أيده الله- ويأتي في إطار الاهتمام بتوظيف التقنية في مختلف ميادين البناء، وما الإعلام إلا أحد أهم عناصر النهوض الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، لما يمثله من دور بارز في الدفع باتجاه تحقيق الاستقرار والأمن على كافة الأصعدة، وحينما يعزز بالوسائل التقنية الحديثة فإنه يستطيع تلبية تطلعات القيادة وتجسيد الطموحات الوطنية.

وجامعة الملك سعود التي تقف على ذروة سنام الصروح التعليمية الناهضة في مملكتنا الحبيبة، ظلت تتبوأ مقعد الريادة في مثل هذه المبادرات وتحرص على مواكبة المتغيرات وعلى تنظيم المؤتمرات وتشجيع الباحثين لتحقيق النقلات المأمولة والارتقاء بالتعليم الجامعي وتشجيع الكليات على البحوث لتصب جهودها في دعم التنمية الوطنية؛ حيث يشارك في هذا المؤتمر التقني المهم باحثون من داخل المملكة وخارجها، على مستوى عال من الكفاءة، وتشتمل الفعاليات على منظومة من المواضيع والمشاركات المهمة في مجال تقنية الاتصالات وهذا يعزز تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة التي تنعكس على تطوير الإعلام خصوصا قسم الإعلام بكلية الآداب الذي يقوم بمبادرات رائعة وينظم العديد من المناشط والفعاليات ويشارك الأساتذة في هذا القسم بما يعطي دلالة واضحة على تفاعل القسم وانسجامه مع رؤية الجامعة التي تتجه نحو الريادة العلمية والإسهام بقوة في بناء المجتمع المعرفي وتلبية احتياجات المجتمع العلمية والتقنية والتنموية التي تبنى على هذا الجانب الحيوي الهام وهو امتداد للجهود التي تبذلها بقية الأقسام لتحقيق ريادة الجامعة وإنجازاتها التطويرية المتميزة التي تهدف إلى تعزيز التميز المعرفي والريادة العالمية، حيث سبق للجامعة أن أنشأت وكالة متخصصة للتبادل المعرفي ونقل التقنية، كما أطلقت برامج تطويرية طموحة في مختلف المجالات بما فيها الجانب التقني.ويأتي هذا المؤتمر في وقت يتسارع فيه إيقاع الخطوات نحو اقتناء أحدث وسائل التقنية ومتابعة التطور القائم والمتلاحق في العالم، واستخدام كل ما هو متاح من وسائل لأجل تفعيل جهود الجامعة الرامية إلى تحقيق الإبداع والتميز في الأداء، وذلك للإسهام في بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة وهو التوجه الذي يواكب رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، كما يجيء هذا المؤتمر لتحفيز أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب على الإبداع والتميز لبناء مجتمع المعرفة، الذي يعد من الضرورات والركائز الأساسية المطلوبة للدخول في معترك الريادة العالمية، كما يهدف المؤتمر أيضا إلى إتاحة الفرصة وتوفير المناخ المناسب للعاملين في مجال الإعلام والتقنية من أكاديميين ومهنيين لتبادل الخبرات والآراء بشأن التحديات التي تواجه هذا القطاع في المملكة وكيفية مواكبة التقدم التقني والإعلامي الذي يشهده العالم لتطويق تلك التحديات والانطلاق نحو آفاق المستقبل عبر التسلح بكل ما تتطلبه عملية البناء.

هذا الجهد الكبير المبذول من قسم الإعلام بكلية الآداب إنما هو جهد مخلص ينسجم مع رؤية مسيرة التعليم، وأهداف مسيرة التنمية في البلاد، ويجسد الطموحات الهادفة إلى الأخذ بزمام التقنية عند التحدث بلغة العصر، وهذا ما يدفع ولاة الأمر -يحفظهم الله- لمساندة مثل هذه البرامج والفعاليات والجهود التي تحدق نحو المستقبل وتعزز خطط التنمية الشاملة بمعاول العلم والمعرفة وتمسك بأدوات العصر وأسباب التقدم .

مرة أخرى أجدد الشكر لكل من أسهم في إبراز هذا العمل الوطني الكبير، ولكل من شارك في الفعاليات ومن سعى إلى تحقيق النجاح لهذا المؤتمر الإعلامي التقني الاتصالي الذي يكتسب أهميته من تحدثه بلغة العصر، ومن اهتمام ولاة الأمر وحرصهم على مواكبة التطورات العالمية واللحاق بركب العالم من حولنا.

مدير جامعة الملك سعود



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد