Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/03/2009 G Issue 13317
الأحد 18 ربيع الأول 1430   العدد  13317
المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل: أكبر المؤتمرات وأهمها
د. ناصر بن علي الموسى

 

يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة عامة وذوو الإعاقة على وجه الخصوص بكل العناية والرعاية والاهتمام والدعم غير المحدود من لدن قيادتنا الحكيمة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك الموحد، الرائد المجدد، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يحفظهما الله-.

وفي هذا الإطار تشهد المملكة العربية السعودية عملاً دائماً، ونشاطاً مستمراً، وحركة دؤوباً في سبيل الارتقاء بمستوى كم ونوع الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة، وقد تجسد هذا في تبنيها للعديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية التي تعنى بقضايا الإعاقة والمعوقين، إذ زاد عدد هذه الفعاليات على (60) فعالية خلال الأربعين سنة الماضية، ويأتي على رأسها جميعا سلسلة المؤتمرات الدولية التي بدأتا جمعية الأطفال المعوقين بمؤتمرها الأول والذي انعقد في الفترة من 13 إلى 16-5-1413هـ، الموافق 7 إلى 10-11-1992م، ثم تلاه المؤتمر الثاني الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الفترة 26 إلى 29- 7-1421هـ، الموافق 23 إلى 26- 10-2000م، وها نحن الآن بصدد المؤتمر الثالث الذي يعد - بحق - أكبر المؤتمرات وأهمها في مجال الإعاقة والمعوقين بالمملكة العربية السعودية.

وتكمن أهمية هذا المؤتمر في العوامل الرئيسة التالية:

أولاً: إن هذا المؤتمر يحظى كغيره من المؤتمرات بالاهتمام على أعلى المستويات، فهو ينال شرف اهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك الإنسانية، رجل المهمات، صاحب المبادرات، صانع الإنجازات، قائد الإصلاحات على كافة المستويات، كما أنه ينعقد برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، الرئيس الفخري لجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، سلطان الخير والعطاء والنماء، سلطان المحبة والمودة والإخاء، الأمير الإنسان الذي ضرب أروع الأمثال في بناء المشروعات الإنسانية الكبيرة، والأعمال الخيرية الكثيرة، واقترن اسمه - يحفظه الله - بأسمى معاني البذل والكرم والسخاء، وتجسدت في شخصه الكريم أنبل سجايا الإخلاص والإيثار والتفاني في خدمة وطنه ومواطنيه.

ثانياً: لقد تم التخطيط لهذا المؤتمر بوقت كاف جدا، وتم الإعداد له بإتقان، وسيتم تنفيذه - إن شاء الله تعالى - بإحكام تام، ويكفي أن تعلم أيها القارئ العزيز أن مهندسه ورئيسه والمشرف العام على فعالياته هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الذي نذر نفسه ووقته وجهده في سبيل إخراج هذا المؤتمر بالصورة التي تليق بمكانة المملكة.

ثالثاً: يعتمد هذا المؤتمر في تنظيمه على التاءات الخمس، وهي التنسيق، والتعاون، والتواصل، والتفاعل، والتكامل، حيث تنظمه نماذج مشرقة في القطاع الأهلي والخيري أصبحت صروحا شامخة تعانق عنان السماء في بلادنا الحبيبة، وهي مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وجمعية الأطفال المعوقين، بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة بالإعاقة في القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية، وتشمل: وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض.

رابعاً: يتفرد هذا المؤتمر بالتصدي لأكثر الموضوعات أهمية، وأكبر القضايا إلحاحا، فموضوعه الرئيس هو (البحث العلمي في مجال الإعاقة)، الذي يهدف المؤتمر إلى تشخيص واقع البحث العلمي في مجال الإعاقة، وتأصيل مفهومه، ونشر ثقافته، وتفعيل آلياته محلياً وإقليمياً وعالمياً، باعتباره أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في التصدي للإعاقة سواء بالوقاية منها أو التخفيف من آثارها عند وقوعها.

وقد رأى القائمون على المؤتمر ألا يقتصر على هذا الموضوع بحسب، وإنما يستمع بمحاوره ليشمل المجالات التربوية والتعليمية، والصحية والطبية، والنفسية والاجتماعية، والتأهيلية والتشريعية والحقوق والواجبات والمواثيق والاتفاقيات ذات العلاقة بالإعاقة، ويستهدف كافة الإعاقات على اختلاف فئاتها العمرية.

خامساً: تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر كماً هائلاً من الأبحاث والدراسات وأوراق وورش العمل تجاوز عددها (260) عملاً مقدمة من أكثر من (40) دولة، الأمر الذي مكن اللجنة من تطبيق معاييرها العلمية الدقيقة في انتقاء أفضل هذه الأعمال، حيث بلغ عدد الأعمال المقبولة (116) عملاً، وهي جميعاً تتسم بالأصالة والجدة والتميز والإبداع، وتأخذ بالمنحى التطبيقي، وتتمتع بالصدق الاجتماعي، وتنسجم مع أهداف المؤتمر، وتغطي كافة محاوره ومجالاته.

ولم يتوقف المؤتمر عند هذا الحد، بل استكتب صفوة العلماء والباحثين والأكاديميين والخبراء والممارسين من كافة أنحاء المعمورة كي يثروا المادة العلمية للمؤتمر، ويرقوا بمستوى أطروحاته ومناقشاته ومداخلاته ومداولاته، بما يضمن الفائدة القصوى للمستفيدين منه.

سادساً: انطلاقاً من قناعة القائمين على المؤتمر بأهمية الرصيد التراكمي من التجارب والخبرات والإنجازات التي تحققت للمملكة في مجال الإعاقة، فقد حرصوا على تزويد المشاركين في المؤتمر ببعض المطبوعات بغرض توعيتهم وتثقيفهم وتعريفهم بأهم البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا الحبيبة.

سابعاً: يصاحب المؤتمر معرض ضخم يضم أحدث ما توصل إليه عقل الإنسان في مجالات الإبداع والابتكار ذات العلاقة بالإعاقة، بحيث يتم عرض أهم الأجهزة والبرامج الحاسوبية، والوسائل التعليمية، والتجهيزات الطبية، والمستلزمات التأهيلية، والأدوات التعويضية، والمعدات الترويحية والترفيهية، بالإضافة إلى التعريف بأبرز أوعية النشر العلمي المختلفة.

وأخيراً وليس آخراً.. يشرفني أن أؤكد على الدعوة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عبر وسائل الإعلام حاثاً فيها المعوقين، وأولياء أمورهم، والعاملين معهم، والمعنيين بقضاياهم، والمهتمين بشؤونهم على الحضور والمشاركة في هذا المؤتمر، كما يطيب لي أن أنوه إلى الدعوة التي وجهها رئيس فريق مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لدعم وتطوير برامج التربية الخاصة في الكليات والجامعات السعودية سعادة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي إلى أعضاء الفريق الذين يمثلون رؤساء أقسام التربية لخاصة في تلك الكليات والجامعات، والتي أكد فيها على ضرورة حضورهم ومشاركتهم في المؤتمر، وكذلك منسوبيهم ومنسوباتهم وطلابهم وطالباتهم.

وفي الختام.. أدعو الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ بلادنا، ويحفظ عليها أمنها واستقرارها، ويحفظ لها قيادتها الحكيمة كي تواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء.

مستشار شؤون التعليم بوزارة التربية والتعليم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد