Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/03/2009 G Issue 13320
الاربعاء 21 ربيع الأول 1430   العدد  13320
أضواء
تعطيل السلاح الفلسطيني
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

يدفعنا الحماس في بعض الأحيان إلى تجاوز الحقائق وبديهيات الحياة، ونغفل بأن الإنسان مكلف بأن يكمل واجبه الوظيفي بمواصلة الحياة على هذه الأرض حتى يقضي الله ما كان مفعولاً. فواجب الإنسان أن يعبد الله، وأن يكون الخليفة على الأرض وأعمارها، والقرآن يورد العديد من الآيات التي تأصل هذا الواجب الشرعي. فالإنسان مكلف بالعبادة أولاً، وبالتكاثر ومواصلة النسل حتى يؤدي رسالته بالخلافة على الأرض، ولهذا فإن تعطيل هذا الواجب الشرعي لا يجوز البتة. أما بالنسبة للمسلمين فالتناسل والتكاثر واجب شرعي حث عليه نبي الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).

أما بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين فإن العمل على التكاثر وزيادة النسل وكثرة الأبناء والبنات يُعدُّ واجباً شرعياً وعملاً وطنياً، بل عمل دفاعي وإستراتيجي وخطة مستقبلية ناجعة للحفاظ على فلسطين الوطن، الأرض والإنسان. وإذا عجز الفلسطينيون والعرب في هذا العصر من استرجاع فلسطين، فإن مواصلة الإنجاب وتكاثر الأبناء يمد الوطن بجيوش من الأبناء والشباب سيحررون فلسطين يوماً ما، وما ذلك ببعيد إن شاء الله. ولهذا فقد عجبت من كاتب فلسطيني يستعمل (الإنترنت) نافذة لنشر مقالاته، تعجبت من استنكاره من إتمام الأسر الفلسطينية مراسيم زواج أبنائها والاحتفاء بزواجهم أثناء قيام إسرائيل بالاعتداء على الشعب الفلسطيني في غزة. ففي رأيه أنه كان يجب أن تتوقف حفلات الزواج أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، وما كان يجب أن تتم تلك الزيجات التي أحسبها زيجات مباركة. وقد سرد الأخ الكاتب وأحصى حفلات الزواج تلك التي تمت في المدن السعودية الكبيرة ودول الخليج والأردن ومصر وتونس، وبعد أن قمت بجمعها وجدت أنها وصلت إلى ألفين ومئة وواحد وثلاثين زيجة. وهذا الرقم لا يدخل فيه الزيجات التي لم يحصها صديقنا الكاتب، وأَحسبُ أنها مثلها أو ضعفها سواء تمت داخل فلسطين أو خارجها، وهو ما يعني أن قرابة الخمسة آلاف زيجة قد تمت أثناء عدوان إسرائيل على غزة. وحسب المسلك الفلسطيني الذي يحرص على الخلفة فإن شاء الله سيكون عندنا بعد أقل من عام خمسة آلاف طفل فلسطيني يعوض الأمة وفلسطين عن شهداء عدوان إسرائيل.. فيا أخي من طالبت بوقف زواج الفلسطينين في الأوقات التي تشن فيها إسرائيل عدوانها، فإنك دون أن تعلم تريد أن تعطل السلاح الفلسطيني الذي سيبتلع كل الغرباء الذين أرسلوهم لاحتلال فلسطين.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد