Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/03/2009 G Issue 13321
الخميس 22 ربيع الأول 1430   العدد  13321
إيقاعات
رجل الأمن.. وثقة المواطن!
تركي العسيري

 

أذكر أن وزارة الداخلية قد خصصت رقماً خاصاً لتلقي شكاوى المواطنين الذين يتعرضون لممارسات غير مسؤولة من قبل رجال الأمن، وهذا يدل على حرص ولاة الأمر على كرامة المواطن وحقوقه في دولة قامت على الشريعة السمحة والعدل بين كافة فئات المجتمع.

ومع تقديري للتضحيات المعروفة، والعمل الشاق الذي يقوم به رجال الأمن؛ سواء منها ما يتعلق بحفظ الأمن، ومطاردة المجرمين، والإرهابيين، وكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطن والمقيم والتعدي على ممتلكاته، إلا أن هذا الجهاز الكبير لا يخلو من بعض الهنات ومن فئة محدودة من أفراده، وهم بحمد الله من القلة بحيث لا يمكن مقارنتهم بنظرائهم في بلدان كثيرة.

وفي اعتقادي أن هناك فجوة، أو فلنقل سوء فهم بين المواطن ورجل الأمن رسخته بعض التصرفات التي تحدث بقصد أو بغيره. وما لم يؤمن المواطن ورجل الأمن بأن دوريهما مكملان لبعضهما البعض في خدمة هذا الوطن وحفظ أمنه واستقراره.. فإن ذلك يعني أن هناك خللاً ما في تلك العلاقة. ثمة رجال أمن قلائل يسيئون لجهود زملائهم الذين يحرصون على أهمية العلاقة التكاملية بينهم وبين المواطن.. فالبعض يعتقد أن مجرد أن يتعامل رجل الأمن مع المواطن والمقيم بإنسانية ورقي يقلل من فرصة الوصول إلى النتيجة التي يريدها.

هناك أفراد -أكرر قلائل- حين تراجعه في أمر ما في مكتبه يستقبلك بحالة من اللامبالاة ويعتقد أن مجرد حضورك إلى مركز الشرطة دليل على إدانتك أو إدانة من تمثله. وهناك أفراد قد يستوقفونك بكل فظاظة ويطلبوا منك (الرخصة أو الاستمارة مثلاً)، وبالطبع فإن ذلك لا ينفي وجود (أغلبية) من الأفراد ضباطاً أو جنوداً يستحقون التقدير والاحترام لتعاملهم الإنساني الرائع.

ومعلوم أن هذا الجهاز المهم هو واجهة يحرص المسؤولون على أن تكون مضيئة وناصعة رسختها قناعة الرجل الذي يشرف ويدير هذا الجهاز الذي ما ترك فرصة إلا ليعلن أن المواطن هو رجل الأمن الأول، والذي يتطلب منه حساً وطنياً لدرء المخاطر عن هذا الوطن العظيم. من هنا فإنني أعتقد أن بعض أفراد هذا الجهاز في حاجة إلى دورات تثقيفية في كيفية التعامل مع المواطن والمقيم؛ فالبعض لم يسمع بكلمة حقوق الإنسان، أو بحق المواطن.. أو أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأن الذي يثبت البراءة أو الإدانة هو القضاء وحده.

رجل الأمن الناجح في تصوري هو ذلك الإنسان الذي يجعلك تثق به وبأمانته وبصدقه، وبقدرته على خلق علاقة أخوية قائمة على المحبة والثقة.

ولا بد لي أن أقول.. إن دافعي لكتابة هذا الموضوع ينبع من حرصي على الارتقاء بهذا الجهاز الذي أثبت في أحلك الظروف أنه الضامن -بعد الله- لأمن المواطن ورفاهيته وحفظ ممتلكاته وأعراضه، وأن الرجل الذي يقود هذا المرفق المهم سمو الأمير (نايف بن عبدالعزيز).. يحظى بثقة ومحبة كل مواطن، ويسري الأمر على مساعديه الذين يتصفون بالعدل والحزم والسهر على راحة المواطن والمقيم على هذه الأرض.

ولا بد لي أيضاً أن أشير إلى موقف عشته بالصدفة، حين كنت قادماً من أحد الأماكن السياحية الساحلية قبل سنوات، وعند نقطة تفتيش أمنية، فقد لاحظت بعض رجال الأمن في (مشادة) مع بعض الشباب.. الذين تعرض أحدهم كما يبدو للعنف، وقد حاولت التوقف لتهدئة شاب بدا منفعلاً والدم ينزف من أنفه، وإقناعه بإمكانية أخذ حقه -إذا كان له حق- وانتهت المشكلة.. بيد أني سمعت أحد أولئك الشباب يقول لصديقه الذي تعرض للأذى: لا تسكت.. اشتك العسكري للأمير (محمد بن نايف)!!

غادرت المكان.. ولدي شعور طاغ بنجاح قياداتنا الأمنية في نيل ثقة المواطن؛ إذ إن مجرد شعور المواطن أن هناك من سينصفه هو النجاح بعينه.

كلمة أخيرة:

يا سمو الأمير (محمد بن نايف).. خذها مني، دون نفاق أو تملق - والله خير شاهد- لقد استطعت خلال المدة التي عملتها كمساعد لوالدك.. أن تأسر قلوب مواطنيك بحزمك، وعدالتك، وإنسانيتك.. وذاك لعمري منتهى الخلود والنجاح.. وفقك الله!

تليفاكس: 076221413


Alassery@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد