Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/03/2009 G Issue 13323
السبت 24 ربيع الأول 1430   العدد  13323
أضواء
يوم النيروز
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لا بد من تهنئة الشعب الإيراني بيوم (نيروز) الذي يحتفل به أبناء فارس إيذاناً بدخول فصل الربيع حسب التقويم الفارسي، فليس الأمريكيون والإسرائيليون أفضل منا، وقد بادروا إلى تهنئة الشعب الإيراني بهذه المناسبة، إذ وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة سجلها على شريط فيديو حتى يتسنى إيصالها للإيرانيين، حمّلها تمنياته لأهل فارس وتهانيه بهذه المناسبة. وإذا كانت رسالة أوباما في أغلبها ذات توجه سياسي، فإن رسالة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أكثر حميمية وعاطفية، فللفرس مكانة خاصة في التراث اليهودي كما يذكر شيمون بيريز، إذ يقول هذا (الذي يقدم نفسه كآخر مفكري بني أسرائيل) بأن الملك الفارسي كروش الكبير هو الذي سمح لليهود بالعودة إلى (وطنه) من المنفى في بابل وبناء الهيكل الثاني..!!

رسالة أوباما المسجلة.. وتهنئة بيريز المضمّنة دلالات تاريخية خبيثة، ماذا يقصد بها.. وما مغزى تنافس الرئيس الأمريكي وصنوه الرئيس الإسرائيلي في تهنئة الإيرانيين في مناسبة (وثنية) تخص طائفة من الإيرانيين فقط؛ فالمعروف أن (يوم نيروز) هو عيد يحتفل به الفارسيون دون سواهم، ولا يهتم به البلوش في شرق إيران ولا العرب في شمال غربها ولا الآذريون الترك في شمالها الشرقي ولا الأكراد.

كما أن المناسبة من مخلفات الساسانيين، وكان شاه إيران يحتفل بها ويقيم الأفراح لها والليالي الملاح لإعادة الوهج للإمبراطورية البائدة من أجل إحياء نفوذ زائف، والحفاظ على مشاعر الإيرانيين من غير الفارسيين قد استوجب التخلي عن الاحتفالات الضخمة التي كان يقيمها النظام السابق، وقد عزز هذا الاتجاه الأخذ بالمسلك الإسلامي الذي لا يشجع الاحتفال المبالغ فيه ولا الاحتفال بغير العيدين المعروفين للمسلمين، عيد الفطر وعيد الأضحى، إلا أنه لوحظ ومنذ أعوام قلائل وضمن توجه لإحياء العنصرية الفارسية الاهتمام والاحتفاء بكل المناسبات الفارسية ومحاربة كل ما يذكر بتراث القوميات الأخرى، كالعرب والبلوش والأكراد والترك والآذريين، ويظهر أن (أعداء الأمس) الذين ينسجون الآن سياسة جديدة لاحتواء (الصديق القديم) قد وجدوا في التوجه العنصري الفارسي ما يخدم أهدافهم، فسارعوا للتهنئة والتذكير بالماضي التليد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد