Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/03/2009 G Issue 13323
السبت 24 ربيع الأول 1430   العدد  13323
العولمة في مجال كرة القدم
إعداد: خالد بن عبدالرحمن الطياش

 

العولمة كلمة دائما ما تترد على مسامعنا ويجهل الكثير في المجتمع بشكل عام المعنى الذي يفسر ما تحمله تلك الكلمة من معان، هي كلمة اختلف الكثير في تعريفها وتعددت السياقات التي وردت في تعريفها وموضوعها متشعب بشكل كبير ولكنني سأحاول حصر تعريفها باختصار على أنها جعل العالم كله على أنه منظومة واحدة ومتكاملة فتظهر عليه صبغة واحدة شاملة لجميع من يعيش على الأرض فتتوحد أنشطتهم الاجتماعية والفكرية والثقافية من غير اعتبار لاختلاف الأديان والجنسيات والأعراق - هذا تعريف مختصر ومن وجهة نظر واحدة حيث إن هناك عدة تعريفات ووجهات نظر متعددة ومختلفة-.

* لفت انتباهي الحديث الذي قاله المدرب العالمي والخبير في مجال كرة القدم السيد جيوفاني تراباتوني في اللقاء الذي أجري معه على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حينما قال (حقاً لقد كان هناك عولمة في كرة القدم وأعتقد بأنها كانت جيدة في مجال كرة القدم) وتحدث عن معيار كرة القدم في أوروبا بأنه مرتفع جداً خاصة في انجلترا وإسبانيا نظراً لاستخدام الأموال من قبل الأندية الكبيرة في التعاقد مع لاعبين أجانب للاستفادة من الخبرات والثقافات المختلفة ودمجهم سويةً مع اللاعبين المحليين تحت شعار عالم واحد منظومة واحدة ومتكاملة لها أنشطة متوحدة دون النظر لاختلاف الأديان والجنسيات والأعراق وهو ما يتوافق مع مفهوم العولمة.

* للعولمة التي تحدثت عنها عدة جوانب ايجابية يمكن الاستفادة منها للمضي قدماً نحو الأمام وتحقيق التقدم المنشود في أي مجال من مجالات الحياة وخاصةً الرياضية منها، فالاستفادة من خبرات اللاعبين الأجانب في أي بطولة محلية هي ما تسعى إليه جميع الدول المتقدمة كروياً وخاصةً الدول الأوروبية.

* وهنا أيضاً عدة جوانب سلبية يمكن تلافيها والعمل على القضاء عليها مما ينتج لنا منظومة رياضية موحدة تسير وفق معايير محددة، وهناك عدة أمثلة منها العصبية والجهل التي يتصف بها أغلبية لاعبي قارة أمريكا الجنوبية فمع انتقالهم للعب في البطولات الأوروبية الكبيرة فإنه يتم القضاء على كل ذلك بعد احتكاكهم باللاعبين والإداريين والمدربين الأوروبيين وتتطور عقلياتهم ومستوياتهم ليصحبوا أفضل النجوم في منتخبات بلادهم مما يعطي تلك المنتخبات القوة لمقارعة المنتخبات العالمية في البطولات الدولية (هذا مثال بسيط من بين عدة أمثلة متعددة).

* كما أن البطولات الأوروبية الكبيرة يمكن لها أن تستفيد من مهارات وخبرات وثقافات اللاعبين الأجانب الذين يأتون للعب في بطولاتهم، فالسرعة على سبيل المثال والمهارة وإتقان مراوغة الخصوم هي سمة من سمات لاعبي قارة أمريكا الجنوبية وهي أحد الأساسيات التي اكتسبتها أكبر البطولات الأوروبية التي خص منها المدرب الايطالي الخبير جيوفاني تراباتوني البطولة الانجليزية والإسبانية حيث إن البطولتين تعج بالعديد من النجوم الأجانب في فرقهم المحلية.

* تتربع إسبانيا حالياً على رأس الهرم في التصنيف العالمي الذي يصدره موقع الاتحاد الدولي للمنتخبات، وكل ذلك لم يأت من فراغ، والعولمة التي أحدثها الإسبان في كرتهم وأنظمتهم لها دور كبير في ذلك التطور فهم أبطال القارة الأوروبيون حالياً وهم أحد المنتخبات المرشحة بقوة للفوز بلقب كأس العالم القادمة.

* الأندية الانجليزية وخاصة الأندية العملاقة مثل مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي والأرسنال جميعها وصلت للدور ربع النهائي في البطولة الأوروبية وهو نجاح كبير افتخرت به الصحف الانجليزية أمام الجميع، وبالتمعن في صفوف تلك الفرق ستجد أنها تزخر باللاعبين الأجانب مع تواجد لاعبين أو ثلاثة انجليز فقط في صفوفها الأساسية، وهو دليل وإثبات واضح أن كرة القدم تغيرت بالفعل وأن الخلط بين الثقافات المختلفة في غرفة ملابس واحدة يساعد على التقدم في مجال كرة القدم كما قال ذلك المدرب الخبير جيوفاني تراباتوني.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد