Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/03/2009 G Issue 13327
الاربعاء 28 ربيع الأول 1430   العدد  13327

الأشرعة
كن شاعراً..
ميسون أبو بكر

 

في ليلة قد نتوحد فيها بنا.. بذواتنا.. تتقد نجمة ما، هناك في الأفق، ويستريح داخل محرابنا إنسان كنا أجهدناه بصخب الحياة..

هناك حيث لا نستطيع أن نلج إلا في لحظات الإلهام النادرة بريق ضوء ما.. يرشدنا نبضه عن بعد قبل أن نصل فنستكين في صومعة الشعر..

في مكان قصي.. خارج عن نطاق الأزمنة.. وعن خريطة الواقع.. نبني لنا شرنقة نكون فيها حياة لا تشبه حيواتنا.. ننطلق منها بأجنحة الملائكة ونعود إليها كلما أردنا أن نتوحد بنا فنشحذنا بالقليل من السكينة والقليل من الشعر..

بأجنحة الملائكة نلون الهواء.. بأحلامنا وآمالنا.. بشذرات النور نحول الحرف إلى قصيد.. ما إن نبدأ في إغلاق أعيننا حتى تشرق داخلنا شمس ساطعة نستدل بها علينا.. نزهو بالشعر لأنه نحن.. ونحن له طواعية متى شاء.. ومتى اصطفانا..

في واحاته ننبت نبتا إنسانيا.. وفي محرابه تعشق أرواحنا الصلاة.. تنسكب أنهاره في العروق فننبض بالحياة.. ونقتات عليه فنعيش.

إن ضللنا.. تورق الشمس حيث هو فنستدل بها.. وإن ادلهم الدرب ألف يد تمتد إليك.. وإن أضنانا السراب لابد أن تهتدي بحقيقة تؤكد وجودك وحياتك..

انت تكتب.. فلتبتهج إذاً.. لأنك موجود وحي، أنفاسك هي كلماتك.. وحقيقتك هي مقياس إنسانيتك.. وصراطك هو الشعر.. بوصلتك هي قلبك وفكرك وقلمك..

الذاكرة.. مورقة بكل تفاصيلها، حاضر أنت من خلالها، بعض الشعر يريحك من ألمها، وبعض النهار يقطع عليك الإسراف في استضافتها.

بالقليل من البحر الذي تركته ذات رحيل على ضفة ذكرى.. تكمِّد ببعضه ألمك، فييبس جرحك.. وتتطهر من الألم.

على جدار الماء.. تكتب قصيدتك.. شفافة كحلمك.. ناصعة كقلبك.. شهية كالندى في لحظات الصباح الأولى.

في مكان قصي.. في عالمك الذي أثثته بقصائدك وأنفاسك وأحلامك.. حيث أنت كما تريد أن تكون وكيف.. تغمس ريشتك.. وتبدأ الرحلة ما بين ضفاف قلبك وروحك.. تتحول إلى كائن حبري لا توقفه إشارات مرور أو نقاط حدود.. تجسر الحياة بينك والآخرين.. فنوافذ القلب أبدا مشرعة لك.. لحرفك.. ونزفك.. وقصيدك..

تلج إلى عالمك الخاص فتخرج من شرنقة الحرير فراشة تحوم في فلك الضياء.. ومن البحر نورساً يعشقه الموج.. فترسو بمراكبك على شاطئ القلب.. تستريح ثم تبدأ الرحلة من جديد.. حاملا معك رائحة الموانئ وصفير القطارات.. وبرد المطارات.. وحقائب ملأى بالذكريات.. والحكايا..

هو أنت.. وذلك عالمك السري الفاضح.. هذا أنت وتلك حكايتك والشعر.. لن تنتهي بك الحياة حتى بعد رحيلك.. فقد أورثك الشعر الخلود، لأنك كنت كزهرة النار تتوجه حيث اتجه بك الشعر.

لا تكن إلا شاعرا.. لتباركك السماء.. ويصاحبك البحر.. وتعشق الفراشات حرفك كما تعشق النور.. لا تكن إلا شاعرا.

****

من رائعة شمس الشموس لبدر بن عبد المحسن

يا محقق لي الأماني

الغلا والحب لك

أدري في قلبك مكاني

وأدري همي مشغلك

يا بو متعب وش نقول

الغلا شرحه يطول

يكفي عبد الله عطاني

لين خلاني ملك

أنا شعبك مثل ظنك

أفخر بملكي وزود

أنت مني وانا منك

أرض وأحلام وجدود

يا بو متعب وش نقول

يا عسى عمرك يطول

أحمد اللي بك حماني

عن أذى كل الفصول

maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد