Al Jazirah NewsPaper Friday  27/03/2009 G Issue 13329
الجمعة 30 ربيع الأول 1430   العدد  13329
حولها ندندن
قمل للبيع !!
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

 

أعتذر للقراء الكرام والقارئات الطاهرات عن إيرادي لهذا العنوان القذر- أكرمكم الله جميعا - ولكن التمسوا لي العذر، فإن الأمر حقيقي ليس فيه أي مزاح أو دعابة أو ادعاء أو رموز، والقصة من مبتدئها إلى منتهاها - سلمكم ربي - هي أني كنت ذات مساء قريب أتحاور مع بعض صديقاتي العزيزات عن بعض سخافات الموضة التي تدل على ضعف العقول واندفاعها، وكيف يتحول الجميل فيها إلى قبيح والقبيح إلى جميل، والحق إلى باطل والباطل إلى حق، ونحن مستنكرتان وصولنا إلى هذه المرحلة المقيتة التي هي أقرب للغيبوبة منها للوعي.

ثم قلت لصديقتي مداعبة: يبدو أن الموضات الغريبة القبيحة تبشرنا بأشياء غريبة قادمة غازية، فلن أستغرب إذا أصبحت الموضة قملا يدبي على الشعر والجباه! فأيدتني صديقتي وهي تضحك من أعماقها ونحن مستبعدتان هذا الأمر تماما، فليس من المعقول أن يصل مجتمعنا لهذا الحد من الجنون، ولكننا قلناه من باب السخرية والاستهزاء من غرابة الموضة وضعف الشخصيات المنقادة لها بتفاخر عجيب.

ولكنا فوجئنا بدخول إحدى بنات صديقتي علينا وهي تحمل صينية المشروبات وتقول ببرود العارف غير المتفاجئ : الآن يباع في بعض (الصيدليات) قمل تشتريه بعض الفتيات!! فقلنا في دهشة وبصوت واحد : من المؤكد أنك تمزحين! فأقسمت لنا أنها صادقة، ثم أقبلت أختها الصغرى وهي تؤكد ذلك، وحينما سألناهما عن السبب؟ أجابتا: لكي يزداد الحك فينتفش الشعر حسب الموضة الآن؟!.

أما كيف يحدث كل ذلك؟ فالعلم عند الله، ثم عند وزارة الصحة، والأمانة والبلديات، ووزارة التجارة إن كان هناك (تصدير واستيراد)، ولكن من المؤكد أن هناك بيعاً وشراءً، المهم: أن صديقتي طالبتني وبشدة أن أكتب عن هذا الموضوع، ولكنني ارتأيت أن أتأنّى حتى أتأكد من صحة الموضوع، لأن أرى أن الكتابة الصحفية تحتاج للمصداقية.

ومع ذلك، فقد تناسيت الموضوع لأني شعرت بالحرج الشديد أن أسأل الصيادلة عن هذا الأمر المستقذر! إلى أن وصلني على بريدي الإلكتروني رسالة من قارئ فاضل يدعى (أبو رامي) وهو صاحب كتابات قديرة متعددة تصلني وتصل غيري للإفادة، ويقص في رسالته هذه أنه خرج في يوم قريب للتسوق من إحدى محلات العطارة، فأتت فتاتان ممشوقتان، فاضطر معها أن يتنحى عنهما جانبا، حياء وأدبا معهما، إلى أن سمعهما تسألان البائع: هل لديك قمل للبيع؟ فاعتذر لهما بأنه لا يوجد حاليا لديه قمل وسيوفره لهما في القريب العاجل، فسألتاه: بكم الست قملات ؟ فأجابهما: بأنها بمائة وخمسين ريالا، فوافقتا فورا وطالبتاه بالاستعجال في الأمر.

حينها انفجر أخونا أبو رامي في وجه الفتاتين قائلا، وقد فارقه حياؤه السابق: أي قمل ستشتريانه يا قليلتا الحياء؟! ثم انبرى للبائع السوداني يتأكد منه بدهشة أقرب للفاجعة: هل ستبيعهما قملا حقا؟ فأكد له البائع ذلك، وأن هذه البضاعة رائجة هذه الأيام، فخرج من المحل وهو مصدوم كغيره من العقلاء في جيل هذا الزمان العجيب.

وإذا كان هذا الأخ العزيز قد صُدِم في الجيل، فإني أعلن صدمتي في أهل هذا الجيل الذين أطلقوا الحبل على الغارب لبناتهم وأبنائهم لكي يفعلوا ما شاءوا دون ضوابط دينية وخلقية وعقلانية، وأوجّه نصيحة للشباب المتعقل قبل أن يقدم على الزواج أن يسأل عن عقل الفتاة ودينها وخلقها (ونظافة شعرها) كي لا تعديه بالقاذورات والأمراض.. والله المستعان!.



g.al.alshaikh12@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد