Al Jazirah NewsPaper Friday  27/03/2009 G Issue 13329
الجمعة 30 ربيع الأول 1430   العدد  13329
إلى رئيس التعاون مع التحية

 

لستُ ممن يكثر الكتابة حول الرياضة لقناعتي التامة بأن هذا ليس مجالاً ولا منهجاً أرسمه في حياتي، إذ إن ذلك ليس تزجية للفراغ أو ملاذاً آمناً للتسلية عن النفس، بل ربما فرض علي الواقع أن أكون مجبراً على ذلك، فلقد أحزنني جداً ما يعانيه الوضع الرياضي في النادي الذي أنتمي إليه، فقررت بعد أن أشار علي بعض الأصدقاء بضرورة المشاركة لتكون هناك تجلية وشفافية لما يعيشه هذا الكيان الرياضي الذي يعشقه الآلاف في القصيم عامة وفي بريدة خاصة.

ف(التعاون) كلمة لها مدلولها ولها وقعها وتصنيفها بل حتى في معناها ان صح التعبير، فما بال القائمين عليها أبدلوا (عينها، هاء) صريحة بل وربما فقؤوها دون رحمة.

أيها السادة الكرام ما يمر به التعاون في مسيرة الرياضية الحالية أمر محير، فلم يستفد المسؤولون في النادي من الدروس السابقة فقد سرحوا أبصارهم إلى السماء وبدأوا يركضون دون النظر إلى مواقع أقدامهم غير مبالين بالخطر الذي يحدق بهم، فرغم المعطيات المتوافرة والإمكانات المتاحة وما يبذله أصحاب السعادة وأهل المادة إلا أننا في هذه النادي نعيش واقعاً رياضياً عفوياً، اعتمد في جملته على المركزية والتخطيط الأسوأ، ولم تفد النتائج السابقة التي خلفتها الإدارات السابقة من أعمال تناسخية في التقويم والمعالجة، بل إن رئيس الإدارة الحالية نفسه لم يمتلك ذاكرة تعيد له بعض الاخفاقات التي أحدثها هو بنفسه في العام الماضي، وربما كان ذلك عزوفاً منه عن نداء العقل الذي أطلقه العقلاء والمهتمون والمنتسبون لهذا الصرح الرياضي الهرم لمحاولة إنقاذه، بل إنه تمادى في منهجيته المركزية وأسلوبه وعدم مبالاته طمعاً - في تقديري - في تحقيق أكبر قدر من المكاسب الشخصية على حساب تاريخ هذا الكيان.

ولا شك أن هذه التصرفات التي تحدث في نادينا هي مضاربة خاسرة من الرئيس أو أعوانه المحترمين، تكاد تبيع ما تبقى من مساحات النجاح والتفوق وتذهب بتاريخ هذا الكيان إلى طمسه بالسواد والكآبة حتى جعلته لقمة سائغة داسته الخصوم ودكته نيران المنافسين بأقل عدة وأسوأ استعداد، وكل عام تأتينا آلية ومنهجية لا تقل خطراً وضرراً عن سابقتها حتى صرنا ندور في حلبة دائرية، ونتلقى وعوداً وهمية لا يعول عليها وجرعات متتالية من التسكين حتى وقعت الواقعة وتقطع أملنا في تحقيق الصعود.

لقد كظمنا الغيظ وواجهنا قدرنا بصمت محتشم ولكن لم نستفد من هذا التوجه المؤدب، فعشنا يأساً قنوطاً وإحباطا متناهياً، كل ذلك بسبب سوء أداء إدارة نادينا وإمعانها في ممارسة المركزية، وتفرد رئيسها بالقرار الإداري وهذا بلا شك طريق النتائج المرة التي ما زالت تتوالى علينا كل أسبوع.. هل يليق أيها السادة الكرام أن نبحث في كل عام عن طوق النجاة فوق أمواج (تسونامية) مهلكة وطموحنا أصلاً تحقيق الصعود أسوة بغيرنا؟ عموماً كل هذه التداعيات المهلكة تجعل المنتمين لهذا النادي العريق يعيشون نظرة تشاؤمية وسوداوية لمستقبل تلوح فيه بادرة الفشل في تحقيق الطموح والإنجازات، لا مناص أيها الفضلاء من الغرق في قاع المحيط إذا ما سارت إدارة نادينا بهذه المنهجية السلبية وهذا أمر حتمي الوقوع.

السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى تظل إدارتنا (الموقرة) تعزف على هذا المقام من السخرية والاستخفاف بمقدرات هذا الكيان التي بممارستها هذا الدور تقطع كل معاني التفوق والإبداع، وتحرم المحبين من التراسل والتواصل وتحقيق الأحلام، وترد يد الداعم وتجبره على الرحيل إلى غير رجعة.

إننا بحاجة ماسة إلى معالجة كثير من الموضوعات ودراستها دراسة متأنية ومتعمقة بدلاً من متابعة التصريحات وتلقي الوعود وإطلاق العهود، فنحن أمام واقع لم يكن في ظني من صنع أيدينا وإنما أفرزته تراكمات الأخطاء السابقة واللاحقة وهذا لن يكون بممارسة النبرة الحادة ولا بمحاكمة الرموز الحالية، فهذا لا يحقق نصراً ولا يرفع رأساً والوقت لا يسمح بذلك، وإنما يأتي باستدعاء الأصوات المليئة بالحكمة والعقل والتروي والخبرة وإيجاد التصور المناسب والحل المتناسب؛ ليتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه فإن شر البلية أن يكون قدرنا أننا نعايش هذه الأنواع من الأحداث المؤلمة التي تحتاج من الجميع الى الركض في شرايينها؛ لنتمكن من تحقيق المطلوب بأقل جهد وأسرع وقت، لنتجاوز أيها السادة بكاءنا وجلد ذواتنا ونمارس الشجاعة للتخلص من المعاناة وتأنيب الضمير بمناقشة المسؤولين بالنادي عن الخطط والبرامج المعدة إن كان هناك شيء منها، ولنجعل كوادرنا المهمشين أدوات منتجة لا مستهلكة كل ذلك - بمشيئة الله - يسير في درب النجاح والتميز والإبداع ليتطامن اليأس ويتقزم في النهاية الإحباط ويعلو التفاؤل، ومن ثم يتحقق التعاون والهدف المنشود.

دمتم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد العزيز الصالح التميمي – بريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد