Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/04/2009 G Issue 13335
الخميس 06 ربيع الثاني 1430   العدد  13335
الناطق باسم الخارجية البريطانية لـ(الجزيرة):
السعودية قوة اقتصادية عالمية ولا بد من لائحة لمنع تكرار الأزمة المالية

 

لندن - طلال الحربي

قال الناطق باسم الخارجية البريطانية باري مارستون في تصريح ل(الجزيرة): إن المملكة العربية السعودية، في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قوة اقتصادية عالمية رئيسية، ولها صوت قوي في المنظمات الدولية، فقد قدمت بسخاء المانحين المساعدات وبرنامجاً ضخماً للاستثمار المحلي في الأشهر الأخيرة التي ستساعد في توفير حافز في إبقاء عجلة الاقتصاد العالمي تدور في هذه الأوقات العصيبة. ولذلك فمن الطبيعي أن لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية دور ريادي بين هذا الحشد من القادة وهم يمثلون بينهم أكثر من 85% من الاقتصاد العالمي وحضور المملكة العربية السعودية يتيح الفرصة لتمثيل صوت من منطقة الشرق الأوسط في هذه القمة، والتعبير عن اهتمامات ورؤى كل من الشرق الأوسط والدول الإسلامية إلى جانب دول مثل إندونيسيا وتركيا.

وأضاف مارتسون أن علاقاتنا الثنائية مهمة لكل منا فزيارة الدولة التي قام بها، الملك عبدالله العام الماضي كان لها أثر كبير في وضع جدول أعمال لكيفية تطوير هذه العلاقة ومن المتوقع عقد مؤتمر في مملكتين، والذي سيساعد في دفع هذه العلاقات إلى الأمام.

وعن جدول القمة قال باري: إن هذه القمة تعقد في سياق غير مسبوق بوجود الأزمة الاقتصادية العالمية ومن الضروري أن تأخذ هذه القمة الصدارة في تحديد الإطار العام الذي يستعيد ثقة الناس في الأسواق المالية ومن الأهمية بمكان أن هناك رسالة واضحة عن خطورة اتخاذ الدول منفردة تدابير لحماية الأسواق المحلية والتي يمكن أن تضعنا على الطريق نحو الحمائية بحرية تجارة وبيئة أقل، ثمة إجماع على أن وراء ما يلزم من تدابير على المدى القصير، فإننا نحتاج أيضاً إلى اتخاذ نهج طويل الأجل لضمان ما يلزم من وجود لائحة لمنع تكرار مثل هذه الأزمة في المستقبل. كما أن هذه القمة يجب أن تكون طموحة في اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على فرص العمل وحماية أفقر الفقراء.

وأكد الناطق باسم الخارجية البريطانية أن هناك أولوية لبريطانيا وهو أن الأزمة الحالية لا تصرف انتباهنا عن مسائل مهمة مثل عملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، من المشجع أن نرى المملكة العربية السعودية تأخذ زمام المبادرة في الدورة الحالية للقمة العربية في تعزيز المصالحة العربية وتنشيط العمل بقيادة الولايات المتحدة على الصعيد الإقليمي من أجل التصدي لهذه التحديات، فبريطانيا لا تزال تعتقد أن المملكة العربية السعودية ومبادرة السلام العربية هي الأكثر وعداً وإطاراً لسلام شامل وعادل ونهائي للسلام في المنطقة.

وبيّن أن المملكة المتحدة تحترم وتقدر في المملكة العربية السعودية دورها الرائد في الأمة، فالمملكة العربية السعودية، تنعم بمسؤولية خدمة الحرمين الشريفين من ضيافة وصداقة تمتد لتشمل كل حاج، وهو شرف عظيم وفي المملكة المتحدة نعبر عن امتناننا لحسن الضيافة لعدة آلاف من الحجاج البريطانيين الذين يؤدون مناسك العمرة والحج كل عام، والأزمة الاقتصادية الحالية هي تذكير آخر على أننا في عصر التحديات العالمية التي تتطلب حلولاً عالمية.

على سبيل المثال؛ الانتشار النووي، وتغير المناخ ومكافحة الفقر، ومن ثم فمن المهم أن دول مثل المملكة العربية السعودية تقوم بإسماع صوتهم على الساحة العالمية، وذلك في مؤتمرات القمة، من أجل أن نصل إلى حلول هي نتيجة لحوار حقيقي بين الحكومات والعديد من المناطق والثقافات. ولكن أبعد من ذلك وأكثر أهمية أن مختلف الثقافات والأديان والأمم في فهم بعضنا بعضا بشكل أفضل وأكثر حساسية للاختلافات والتسامح في نفس الوقت الذي يجري على بينة من القيم المشتركة التي توحدنا.

وفي بريطانيا في السنوات الأخيرة، تم اتخاذ عدد من الخطوات لضمان أن تكون مختلف الجاليات المسلمة في بريطانيا يشعرون بالفخر بين نظرائهم في بريطانيا والمسلمين والهويات العرقية الأخرى، على سبيل المثال؛ وتوفير غرف للصلاة في المباني العامة وعلى نطاق واسع لضمان توافر المواد الغذائية الحلال.

المسلمون البريطانيون على نطاق واسع ممثلون في جميع مجالات الحياة العامة، مع وجود اثنين من المسلمين وزراء في الحكومة وبرنامج واسع للاتصال بين مجموعة واسعة من الجماعات الإسلامية والإدارات الحكومية في الوقت نفسه، هناك عدد قليل من المتطرفين يقومون بالأعمال المروعة التي تسعى جاهدة لخلق انقسامات بين مختلف الأديان والثقافات ونحن وكذلك الغالبية الساحقة من المسلمين يرفضون ذلك. وبالتالي، من المهم أن تثبت أن مثل هذه التهديدات لا تؤدي إلا إلى مزيد من توحدنا ومن الأهمية بمكان أن نتوصل إلى حلول تم التوصل إليها بصورة جماعية وهذا هو السبيل الوحيد لضمان أن لنا مصلحة مشتركة في تنفيذ التدابير التي يتعين اتخاذها. وعن تقلبات أسعار البترول قال: إن المملكة العربية السعودية قد تتأثر سلبا بالتحولات في أسعار النفط، لدينا جميعا مصلحة جماعية في تحقيق مزيد من الاستقرار الاقتصادي، حتى يتسنى لنا بثقة التخطيط للمستقبل بدون العيش في خوف من التغييرات المفاجئة السلبية في السوق ونرحب بما قامت به المملكة العربية السعودية لضمان إمدادات مستقرة من النفط لتصل إلى السوق في الظروف الاقتصادية الصعبة. واختتم تصريحه قائلاً: إن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين والقوة المتزايدة للقطاع الخاص في المملكة العربية السعودية سمحت للمملكة حتى الآن تجنب الأسوأ من هذه الأزمة. بيد أن انخفاض الطلب العالمي أدى إلى حدوث انخفاض في أسعار النفط وسبق أن ذكره الملك عبدالله نفسه، ينبغي أن يكون السعر العادل للنفط وهكذا لدينا جميعا مصلحة مشتركة في التصدي لهذه التحديات معاً لتحقيق النمو والاستقرار للسوق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد