Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/04/2009 G Issue 13335
الخميس 06 ربيع الثاني 1430   العدد  13335
الكثير من الأندية لا تعلم ما تمتلكه من إمكانيات!
خالد بن عبدالرحمن الطياش

 

أعجبني كثيراً حديث المدرب البرتغالي مورينهو لمحطة ESPN حينما قال (الأندية يجب أن تستثمر وتهتم أكثر باللاعبين الذين ترعرعوا في قطاعات الشباب لديها، أعتقد أن هذا يزيد من الارتباط بين النادي وجماهيره، إليكم ديفيد سانتون كمثال، حتى العام الماضي لا أحد كان يعلم أنه يلعب للانتر لكن الآن الجماهير متيمة به لأنه لعب ونشأ في الانتر ويمكنه ارتداء قميص الفريق لمدة خمسة عشر عاما قادمة).

** عندما لا تعلم الأندية ما تمتلكه من إمكانيات اللاعبين والمواهب التي لديها في صفوفها هنا تكمن المُشكلة الحقيقية، وحديث مورينهو دفعني للتوقف قليلاً والتفكير في تاريخ العديد من اللاعبين النجوم حالياً والذين واجهوا التجاهل التام من قبل أنديتهم التي بدأوا مسيرتهم الكروية في صفوفها.

** أندريا بيرلو نجم المنتخب الايطالي ومتوسط ميدان آي سي ميلان كادت ان تضيع موهبته عندما تجاهله الانتر، وباتريك فييرا النجم الفرنسي المخضرم لاعب انترميلان الايطالي وقائد الأرسنال السابق كادت أن يتوه وينتهي عندما استقطبه آي سي ميلان ليحكم عليه بالفشل بعد مباراتين لعبها في الكالتشيو الصعب، والأمثلة تطول..

** من المسؤول عن حدوث مثل تلك الأخطاء الجسيمة في الأندية وكيف يمكن للنادي التأكد من إمكانيات لاعبيه الشبان الذي يحتضنهم؟ وكيف تمكن السير أليكس فيرغيسون من صنع فريق يحصد الألقاب في الوقت الراهن بلاعبين بدأوا مسيرتهم وإبداعهم في صفوف الشياطين الحُمر؟ أتحدث هنا عن لاعبين مثل كريستيانو رونالدو الذي اشتراه المان يونايتد وعمره لم يتجاوز الـ17 عاماً فقط، وكذلك راين جيجز أكبر لاعبي المان يونايتد الذي لعب منذُ أن كان شاباً يافعاً في صفوف مانشستر يونايتد والأمثلة كثيرة وعديدة.

** نادي ميلان الايطالي غير سياسته مع بداية الألفية الجديدة وأحضر جاتوزو وأمبروسيني وبيرلو وكاكا وهم في ريعان الشباب ليلعبوا بجوار لاعب خبير مثل بالو مالديني وقام بشراء بعض عناصر الخبرة مثل نيستا في الدفاع وانزاجي في الهجوم.. تلك الخلطة التي صنعها جالياني وبرليسكوني أكسبت الفريق العديد من البطولات الأوروبية والدولية ودعمت خزائن النادي بالكثير من الأموال.

** سياسة غالبية الأندية تعتمد على النظر والتركيز على لاعبي الفرق الأخرى المتألقين، وما أن ينطلق سوق الانتقالات إلا وتجدهم يدخلون في مفاوضات طويلة تنتهي بدفع أموال طائلة لا تحقق طموحات تلك الفرق بتحقيق البطولات المرجوة، ومن تلك الأندية التي تتبع مثل هذه السياسات يبرز لنا ناديا ريال مدريد وتشيلسي الانجليزي.

** الطريف في الموضوع أن الحديث الذي أعجبني من مورينهو مدرب نادي انترميلان حالياً ومدرب نادي تشيلسي الانجليزي سابقاً هو أكثر المطالبين بالتعاقدات مع لاعبين من خارج أسوار النادي وبمبالغ عالية ترهق خزائن الأندية التي يشرف عليها.. هذا التناقض العجيب هو ما جعل مورينهو فاكهة أي بطولة ينتقل للتدريب فيها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد