Al Jazirah NewsPaper Friday  10/04/2009 G Issue 13343
الجمعة 14 ربيع الثاني 1430   العدد  13343
مركاز
رسالة من مواطن
حسين علي حسين

 

مواطن صالح أرسل إليَّ مقالة سبق نشرها في إحدى الصحف، أتبعها برسالة، وفي الرسالة والمقالة يطالب بأن يُعاد النظر في رواتب وبدلات المعلمين المتعاقدين لكي تتساوى مع رواتب المعلمين السعوديين، وهي رواتب مجزية -على حد قوله- لكن هذا المواطن ذي القلب الكبير، الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أخذ من الكتاب غلافه، ولو دخل إليه وقرأ صفحاته، لرأى أن المعلم المتعاقد قد يكون أحسن حالاً، فراتبه كما يقول يتراوح بين 2500 إلى 4000 ريال، وهو يحصل على بدل سكن من ثمانية إلى عشرة آلاف ريال، وتُقدم له تذاكر سنوية تصل إلى خمس تذاكر له ولزوجته وثلاثة من أبنائه، كل هذه المزايا لا يحصل عليها المواطن، ولو أعدت الحساب أو غصت في صفحات الكتاب لوجدت أن الحال إن لم يكن من بعضه، فإنه يميل أحياناً إلى جانب المعلم المتعاقد!.

هذا كلام مطلق أما لو أردنا الحقيقة، فإن المواطنين -إذا وجدوا الباب مفتوحاً في المدارس الخاصة التي تأخذ معونة من وزارة التربية والتعليم- لا يأخذون من هذه المدارس رواتب مجزية، بل إنها لا تزيد على ألف ومائتي ريال، وقد تصل إلى الألف وخمسمائة ريال، وحالما يشارف العام الدراسي على الانتهاء يتم التخلص منهم، ولا ينسى القائمون على هذه المدارس خصم أيام الاجازات، وهم بطبيعة الحال لا يحصلون على تذاكر إركاب أو بدل سكن ولا حتى معاش تقاعدي أو علاج، وعند اصحاب هذه المدارس حيل لا تنتهي، تبرر لهم قفل الباب أمام المواطن، وكل هذه الحيل والألاعيب التي تمارس ضد المواطن غالباً ما تكون من تحت رأس الموظف المتعاقد الذي يقوم مقام الآمر الناهي في هذه المدارس، لا فرق في ذلك بين مدارس البنين ومدارس البنات، هذا المتعاقد لديه الاستعداد للعمل 24 ساعة، مدرساً لكافة المواد التي هي من صميم تخصصه والتي تخرج عن تخصصه، إنه يذاكر جيداً، هذه الهمة العالية لدى المدرس المتعاقد يعطي منها للمدرسة وقت الدوام، وبقية الوقت يداوم في منزله أو منازل الطلاب لإعطاء الدروس الخصوصية التي باتت تنخر جيوب الناس وعقولهم مثلما ينخر السوس الخشب!.

خارج رواتب المدارس الخاصة الهزيلة التي تدفع للمدرس أو المدرسة السعوديين، هناك آلاف الشباب والشابات في المنازل ينتظرون فرصة وظيفية في مدارس وزارة التربية والتعليم أو المدارس الخاصة دون جدوى حتى ولو كانت في الخرخير، وهناك مثل هؤلاء أو أكثر يعملون برواتب مقطوعة لا تزيد على الأربعة آلاف ريال بدون زيادات أو تذاكر سنوية أو بدل سكن، وهم راضون بما يأخذوه مع أنهم مثل أي شخص لا يكرهون أن تكون فرصهم أفضل في مقبل الأيام، مع أن هؤلاء المواطنين درسوا وتخرجوا من كليات تربوية متخصصة، إذا لم تزد أو تنقص عن مؤهلات المتعاقدين فإن سهم المواطنة يجب أن يرفعها!.

إننا نحب ونقدر من يعمل لدينا من إخواننا القادمين من كل مكان، ونقدم لهم ما يستحقون من الرواتب والبدلات، لكن إذا كان هناك مواطن قادر على الحلول مكان متعاقد فهو أولى، وهو أيضاً أولى بالراتب الجيد، فلديه من الالتزامات الأسرية والاجتماعية التي تجعل ما يأخذه قليلاً إذا قورنت التزاماته بالتزامات المتعاقد.. إن أبناءنا - أيها المواطن- أولى، وهذا ما يقوله أي شخص يعمل في بلاده متعاقدون، علماً أن تفضيل المواطن لا يعني بأي شكل التغاضي عن كفاءته العلمية والعملية، وهو ما يطبق على كافة المواطنين حين يتقدمون لشغل وظائف في القطاعين العام والخاص.

فاكس 012054137



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد