Al Jazirah NewsPaper Friday  10/04/2009 G Issue 13343
الجمعة 14 ربيع الثاني 1430   العدد  13343
أنا أحبك
فهد الحوشاني

 

لهذه الكلمة فعل السحر تتهاوى أمام سطوتها جدران الجليد التي يتطاول بناؤها في بعض البيوت ويخيم فيها صمت العواطف وتعاني من برودة مزمنة بين الزوجين أو بين أفراد الأسرة حيث تتعطل لغة الكلام الرقيق والشاعري! ومن أجل هذه الجملة خصص معهد جالوب الأمريكي دراسة بسبب أهميتها في العلاقات الإنسانية وبخاصة الأسريه، فتأثيرها ينتقل من الأرواح إلى الأجساد لأن ذبذباتها تنتشر في ...

.....الأعضاء كتيار كهربائي فتضاء لها دهاليز القلوب وتتسع حدقات الوصل لتبلغ مداها! وتتولد بين الأزواج طاقة جديده يشتعل أوارها لتلون الحياة بألوان زهيه جميلة تراها القلوب قبل العيون والسر في كلمة (أحبك)!

دارسة (جالوب) خرجت بنتيجة إن الأمريكان أكثر الشعوب تلفظاً بكلمة أحبك بينما جاء الصينيون في المرتبة الأخيرة.. ترى لو شلمت الدراسة مجتمعنا فهل سنتمكن من الحصول على المركز بعد الأخير أو أن مجتمعات أخرى ستحرمنا منه! في مجتمعنا هل يقول الزوج لزوجته أحبك.. وهل تقولها الزوجة؟! أم إن تلك الرقة في المشاعر تمس كبرياء الرجال ومن العيب إن تصرح بها الزوجة! بينما تسمع في بعض البيوت الألفاظ النابية التي ل ايمنع الحياء من التلفظ بها! الأمريكان أصحاب المركز الأول تعودوا أن يبوحوا بمشاعرهم ومن يشاهد أفلامهم سيجد إن تلك الكلمة حاضرة دائما في حواراتهم يقولها الأب والأم لأبنائهم والزوج والزوجة فيما بينهم! الدراسة قالت إن سبع نساء من أصل عشر يقلن تلك الكلمة لأزواجهن ترى لو أجريت لدينا هذه الدارسة فكم ستكون النسبة!

الحب بين الأزواج لا يكفي أن يكون موجوداً بل إن البوح به مهم وإعلانه من الضرويات التي تعين على حياة زوجيه سعيدة! وفي البوح نوع من الاستمتاع بالكلام والمشاعر لأن كل شريك يريد إن يسمع ذلك علنا من شريكه وكما تقول إحدى الكاتبات فإن الحب بين الأزواج أصبح هو الملاذ الأخير بعد أن أصبحت الحياة مليئة بالقسوة والغربة والعزلة حتى داخل البيت الواحد..

في موضوع ليس ببعيد ذكر لي أحد الأخصائيين الذين يعملون في مستشفى الأمل بأن شاباً يعاني من اضطرابات نفسيه يشتكي دائماً بأن والده لا يحبه لأنه لم يقل له يوما ذلك.. في إحدى زيارات الأب القليلة للمستشفى أقنع الأخصائي الأب بأن يقول لابنه أنه يحبه! بعد تردد وافق الأب ونطقها بصعوبه.. الابن لم يصدق احتضن والده وبكى كثيراً!

خاتمه من هدي المصطفى:

كان رَجُلً عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا. فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَعْلَمْتَهُ). قَالَ: لاَ، قَالَ: (أَعْلِمْهُ). قَالَ: فَلَحِقهُ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد