Al Jazirah NewsPaper Friday  10/04/2009 G Issue 13343
الجمعة 14 ربيع الثاني 1430   العدد  13343
قراءة في كتاب
دراسات في سكان المملكة العربية السعودية

 

تأليف الدكتور محمد بن صالح الربدي

تعريف : محمد بن ناصر العبودي

كتاب (دراسات في سكان المملكة العربية السعودية: مصادر المعلومات والبيانات السكانية) ألّفه أخونا وصديقنا الدكتور محمد بن صالح بن عبدالله الربدي، أستاذ جغرافية السكان، والجغرافيا الطبية المشارك، قسم الجغرافيا: كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وهو كتاب كبير يقع في 528 صفحة.

الطبعة الأولى عام 1426هـ

الإهداء إلى أسرة المؤلف، وإلى سكان بلاده من مواطنين ومقيمين.وهذا يدل على سعة أفق المؤلف وشمول نظرته، مثلما تدل هذه الإيضاحات المفصلة عن مضمون الكتاب وعن عمل المؤلف التي نقلناها من طرته على ذلك.

موضوع الكتاب

أما موضوع الكتاب فإنه موضوع مهم جداً، ولكنه بقدر أهميته غامض جدا بالنسبة إلى كثير من الناس، إذ تسمعهم أو تسمع أناساً كثيرين منهم يبالغون في زيادة سكان مدينة أو منطقة، فيزيدون، وبعضهم يكونون عكسهم فينقصون، وذلك لقلة الاحصاءات المفصلة الواضحة لعامة الناس عن هذا الموضوع أو لتقاعس بعضهم عن الحصول عليها من مصادرها الأصيلة.

وتوضح مقدمة الكتاب الغرض من تأليفه، وأهمية الموضوع (ص 21 - 23)

قالت المقدمة: (كانت فكرة إعداد دراسة تتناول مصادر المعلومات والبيانات السكانية في المملكة العربية السعودية تشغل ذهني منذ فترة ليست قصيرة، وذلك عندما كنت أعد بعض الدراسات عن السكان أو عن الخدمات الصحية، وهما من الموضوعات التي تتطلب توفر العديد من البيانات والمعلومات السكانية والديموغرافية، وكنت آنذاك أشعر بالكثير من المعاناة عند البحث عن بعض المعلومات أو الإحصاءات السكانية.

ولم يحظ موضوع الديموغرافيا التاريخية، وقواعد المعلومات السكانية باهتمام الباحثين في الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية على العموم، والجغرافيين منهم على الخصوص.

وتزداد أهمية توفير قواعد للمعلومات والإحصاءات والدراسات السكانية، والتعرف على ما يتصل بالتاريخ السكاني وحاضره، ومستقبله، لدولة مثل المملكة العربية السعودية، مرت وتمر بمتغيرات سكانية وديموغرافية سريعة. لقد قسمت هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام رئيسية.

القسم الأول: يتناول أهم مصادر المعلومات والدراسات السكانية في المملكة.

القسم الثاني: يتناول التعدادات السكانية والبحوث الديموغرافية التي نفذت في المملكة.

القسم الثالث: وهو عبارة عن قاعدة بيانات سكانية مختصرة عن المملكة يتضمن مجموعة كبيرة من الجداول المختارة والمجمعة من عدد من المصادر.

انتهى.

وبعد المقدمة يدخل المؤلف في بحثه مع مدخل جعله عنواناً بذاته وهو (مدخل). ويتضمن هذا المدخل تمهيداً عن أهمية دراسة السكان ويبين اهتمام دول ومنظمات وهيئات دولية مختلفة بالإحصاءات وذكر أن الدراسات السكانية تعتمد على نوعين رئيسيين من المصادر:

أحدها: مصادر البيانات الثابتة وأهمها التعدادات السكانية والمسوح والبحوث الاحصائية والسكانية.

والثاني: مصادر البيانات المتحركة، ويدخل ضمن هذا النوع الإحصاءات الحيوية مثل حركة المواليد والوفيات وحالات الزواج والطلاق إلخ.

إلى أن قال: ص 29 (لقد نقب بعض الباحثين في كتب التاريخ والتراجم والسير لاستكشاف بعض الجوانب عن خصائص المجتمعات السكانية في الماضي.

ومما يمكن إدراجه ضمن هذا السياق الدراسة التي قام بها المستشرق الفرنسي (شار بيلا)، في محاولة منه لقياس (معدل المواليد في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم-: طريقة بحث) وهي دراسة تاريخية ديموغرافية للمجتمع السكاني التاريخي يمكن الإفادة منها في الوصول إلى نتائج عن تطور المجتمعات من خلال جمع مؤشراتها السكانية وبحث دلالاتها.

واستخدم عدد من الباحثين في دراساتهم لسكان المملكة المصادر التاريخية وكتب الرحلات في الوصول إلى تقديرات لسكان بعض المدن والبلدان. وقال المؤلف الدكتور الربدي في أهداف هذه الدراسة: (ص 31). ويمكن إيجاز أهداف هذه الدراسة فيما يلي:

- إلقاء الضوء على أهم مصادر المعلومات والدراسات السكانية في المملكة.

- تعريف المهتمين بالشؤون والدراسات السكانية بأهم المصادر، ضمن إطار واحد

- التعريف بأهمية المصادر التاريخية والمعاجم وكتب الرحالة وتقاريرهم كأحد المصادر التي يمكن أن يستفاد منها في الدراسات السكانية.

- التعرف على المحاولات الأولى لعمل إحصاء للسكان في المملكة، والعقبات التي واجهت ذلك.

- عرض بعض بيانات التعدادات السكانية والبحوث الديموغرافية التي نفذت خلال الخمسة وعشرين عاما الماضية، ومناقشة محتويات ما نشر منها للتعريف بها، والعمل على تلافي بعض أوجه القصور في ذلك.

ثم بدأ المؤلف الكريم بحثه العميق بالقسم الأول وهو (مصادر المعلومات والدراسات السكانية).

وتطرق إلى الاستفادة من عدة أشياء في هذا الموضوع وبخاصة كتب الرحلات التي تبسط في الحديث عنها وابتدأ الحديث عن كتب الرحلات التي ألفها رحالون عرب.

ثم خصص عنوانا لكتابات الرحالة والمؤلفين الغربيين (ص 59). وهو في كل ذلك يتناول موضوع السكان في كتب الرحلات كلها. ثم استمر في عرض العناوين والبحوث المتعلقة في هذا الموضوع بإسهاب وإيضاح بالغ واستغرق ذلك حتى (ص 84). وفي (ص 85) وجدنا الفصل الثاني، وعنوانه (التعدادات السكانية والبحوث الديموغرافية). واستغرق هذا الفصل 43 صفحة، ومن عناوينه: نظام الإحصاءات العامة في المملكة، التعدادات السكانية، التعداد العام للسكان والمساكن، جداول الخصائص السكانية، جداول الخصائص السكنية، البحوث الديمغرافية، نتائج وتوصيات.

القسم الثالث

والقسم الثالث عنوانه (قاعدة بيانات سكانية) استغرق من صفحة 129 إلى صفحة 159 وهو حافل بالجداول وبالبيانات والرسوم الواضحة للأعداد والنسب البيانية، ولا يتسع المجال لذكر كل العناوين المفيدة فيه، وقد استمر هذا القسم حتى نهاية الكتاب تقريباً وشمل عناصر مهمة من البحوث وموضوعات متعلقة بالسكان مثل: مؤشر الخصوبة والمواليد والوفيات، توزيع السكان وكثافتهم، التركيب النوعي والعمري والعددي (حجم الأسرة)، الحالة الزواجية، التحضر وسكان المدن، جداول مختارة من نتائج حصر السكان والمؤسسات 1383هـ - 1963م، نسبة الذكورة ونسبة النوع، وهو مليء بل مفعم بالجداول والبيانات والإحصاءات والرسوم الموضحة لذلك.وعلى اية حال فإن هذا الكتاب جديد في بابه، فريد في موضوعه بالنسبة إلى المؤلفات السعودية. وهو أيضا فريد في تفصيلاته وتحليلاته وتعليلاته. وهو إضافة عظيمة إلى المكتبة السعودية في هذا الموضوع الحي، بل المتجدد الذي تدعو الضرورة إليه، لأن خطط التنمية الحقيقية منوطة به. فالشكر للدكتور محمد بن صالح بن عبدالله الربدي على ما بذله من جهد في هذا الكتاب والله أعلم بالصواب.

محمد بن ناصر العبودي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد