Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/04/2009 G Issue 13344
السبت 15 ربيع الثاني 1430   العدد  13344
المواطن وتأثير المتغيرات (3-4)
أ.د. عبدالله بن عبدالرحمن آل بشر

 

في مقالنا هذا وبعد الحديث في المقالين السابقين عن الكثير من صور الواقع لنظرة بعض المستثمرين عما يدور حولهم من الرياح التي تهب كل يوم سبت في بعض الدول وكل يوم اثنين في دول العالم الأخرى والتي عادة ما تحمل الكثير مما مّن الله به على بعض المستثمرين من إيجابيات تحقق نجاحات كثيرة أو قد تسبب لبعضهم سلبيات تؤدي إلى فشل مالي الله عليم بحجم خسائره.

إن المتتبع للعاصفة التي هبت رياحها على الكرة الأرضية من جميع اتجاهاتها الأربع غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً يعرف أنها لم تكن بلا دواع أو أسباب ولم تهب بلا مسببات، ومن عوامل جعلت الكثير من ركائز الاقتصاد لا تقوى على حمله نتيجة هشاشة بنيته التحتية خلال فترة ليست بالقصيرة بل خلال عشرات السنين الماضية.

نتساءل الآن كيف ولماذا أو ما هي أكثر الأسباب تأثيراً وما هي عوامل بناء الاقتصاد العالمي الهشة التي ساهمت في ضعفه وعدم قدرته على صد الكارثة هذه الأسئلة قد تطرح لأنها تتعلق ببيوت الخبرة العالمية ودور الاستشارات والمعرفة لمجال يحتاجه الناس ويسير حياتهم وهو الاقتصاد بشقيه الإنتاجي والخدمي من جانب والمالي من جانب آخر بوصفه المحرك والداعم لمسيرة المؤسسات الإنتاجية.

الآن وقد وقع المحذور لعل في الأمر خيراً ولعل العالم يستفيد مما حصل من خطأ ارتكب من أعلى السلم ومن سياسات اقتصادية مولودة من رحم أكبر بيوت الخبرة وبيوت الاستشارات خاصة وقد هبت الرياح من ذلك المكان الذي يمثل اقتصاده مكانة مرموقة في قمة سلم الموازين الاقتصادية ويتربع على كرسي القيادة في مسيرة الاقتصاد العالمي سواء كان ذلك على مستوى المؤسسات الإنتاجية والمصانع أو المؤسسات المالية والبنوك التي تمد تلك الشركات والمؤسسات بالتمويل والتسهيلات التعاملية. إن البنوك التي يشار إليها بالبنان وتأتي في مقدمة دور المال ومؤسساته ظهرت في مقدمة ضحايا هذه الكارثة مما يضع علامة استفهام؟ إن المتعارف عليه هو أن الوصول إلى الشهرة وتبوء المكانة بين البنوك والمؤسسات المالية يفترض فيه أنه يشير إلى توفير الخبرة الكبيرة مما كان يفترض معه أن تكون الحسابات والتوقعات التي تبنى على التحليل المالي الذي يستخدم الكثير من المعايير المتميزة والتي هي في الواقع يجب أن تكون أكثر صواباً في الرؤية من غيرها، وأن ذلك يعمل على تأخير تأثر تلك البنوك والمؤسسات المالية بالعاصفة ولكن ما حدث هو العكس ولكل أمر أسبابه ومبرراته.

إننا هنا لن نتطرق كثيراً لتاريخ هذه الأزمة ولكن نريد أن نعرج على ما قد نراه مفيداً للقارئ في رسم صورة مبسطة عن ما يجري على الساحة وقد يكون من أسباب ساهمت في إيصال الوضع الاقتصادي لما وصل إليه ولعلنا في المقال القادم نحاول توضيح صور ما نتحدث عنه بأرقام قد تكون أسهل لتوضيح الرؤية إن شاء الله.

الأمين العام لجمعية البر بالرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد