بدعوة كريمة من معالي محافظ التأمينات الاجتماعية الأستاذ سليمان الحميد تشرفت بحضور زيارة مركز أشيقر وحفل الغداء في بيت الطين مع جمع طيب من كبار المسؤولين في المؤسسة وعدد مماثل من رجال أفاضل من متقاعدي المؤسسة على رأسهم معالي الأستاذ مساعد السناني رئيس مجلس إدارة بنك البلاد.
وكما عُرف عن أبا سعد معالي المحافظ في كرمه وإنسانيته وحبه للجميع، كان الحضور كبيراً والكل من حظي بهذه الدعوة الإسراع في التوجه نحو أشيقر القديمة الحاضرة وذلك يوم الخميس 22-3 من شهر ربيع الأول وأنا أحدهم متحمساً ومتشوقاً للقاء وتلبية دعوة أبا سعد الرجل العصامي والمسؤول والمحرك في تطوير ونهضة الاقتصاد في بلادنا ومسؤولياته بالمؤسسة ودورها الفعال وعلاقته الأخوية والإنسانية وكرمه المعروف.
منذ اتصاله الهاتفي ما قبل وصول الدعوة والكروكي الخاص بالوصول شدتني كلمة معاليه مكرراً بأن الغداء في (بيت الطين). توقعت أن هذا البيت التراثي الذي أصبح أهل نجد يتسابقون على بنائه داخل منازلهم أو في الاستراحات، وقلت في خاطري إن بيت الطين على غرار ذلك وقد يكون بشكل مميز.. ولكن عندما اطلعت على البرنامج المعد كان لنا فرصة لزيارة (أشيقر القديمة)، ومرة أخرى توقعت القديمة دون اهتمام بل مرور واطلاع، ولكن المفاجأة الجميلة بأن أهالي أشيقر عكس ذلك أقاموا وجددوا البلدة القديمة التي تشمل ستة أحياء وتم بناء متحف كبير شامل يحكي ما بين الماضي والحاضر والتاريخ المجيد لهذه المنطقة ويعد مرجعاً ومزاراً وعملاً وإنجازاً لا مثيل له إلا نادراً في بعض مناطق المملكة.. وفي البلدة القديمة مسجد سليمان بن علي جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والسوق القديمة وبيت الضيافة والغربا، تشعر وأنت داخل هذه البلدة بمئات السنين والتاريخ والحضارة المتقدمة والاهتمام منذ سنوات من أهالي أشيقر التي بحق تعد محط أنظار الوشم ومركزاً سياحياً وتاريخياً وتراثياً بشرف ويستحق الزيارة والمتابعة والسفر إلى أشيقر. الأهالي ورجال الأعمال في أشيقر وكبار الوجهاء كان لهم دور فعال وكذلك المركز القروي وحتى الأهالي لهم دور في التعريف والشرح والاستقبال. ومن الأهالي أبا حسين والعبد اللطيف والحصيني والحميد والخراشي والحسين وآل يحيى وغيرهم من العوائل والحمائل الأخرى.
وهذا عمل كبير يستحق الثناء والإشادة والمطالبة من المناطق والمحافظات الأخرى السعي في العمل مثله والإسراع في تنفيذه. وأعود إلى (بيت الطين) وهو بيت معالي المحافظ سليمان الحميد في البلدة القديمة والذي يعود سابقاً إلى والده - رحمه الله- ولكنه حالياً مجدد ومرتب وحسب شكله ومواصفاته وكما هو سابقاً يتكون من دورين وساحة وغرف استقبال ومعيشة ولكن بجمال تراثه وأصالته تسعد وأنت تعيش وتقضي وقتاً داخله.. وكان مكان الاحتفال بالغداء والكرم من أبا سعد.
ونحن في الجولة الرائعة في البلدة القديمة كان عدد من الشباب ومن كبار السن معنا في التعريف والتوضيح وشرح المعلومات عن أشيقر قديماً.. نماذج حية من السوق القديم والسور والمساجد والبيوت والآبار وهي كما هي مثل الأمس بفضل هذا الجهد وهذا الاهتمام. وعند نهاية الزيارة كان لنا حضور في المتنزه (المطل) ترى فيها النفود الجميل وأشيقر القديمة والجديدة والمزارع والربيع في يوم لا ينسى. وكنا مجموعات في الجولة وكان لي شرف السير مع شيخنا الفاضل أبا فهد عبد العزيز المنيف وسعد الدحيم وعبد العزيز الهبدان ومنصور الكنهل وابني بدر ومجموعات أخرى تتقدمنا خلال هذه الزيارة. وكان حديث مجموعتنا أن هذا عمل يتطلب العمل به في بعض المناطق بدلاً من الاندثار والنسيان وخصوصاً في بعض المناطق التاريخية.
إنها زيارة ربطت الماضي بالحاضر. والشكر والتقدير لصاحب الدعوة وأقاربه والأهالي وللزميل محمد الحسيني الذي أصبح مرشداً سياحياً وصاحب دعوات دائمة للإعلاميين لزيارة شقراء أولاً وأشيقر تاريخياً.. والشكر لمن حضر وطرح رأياً واطلع على هذا الإنجاز. وعاش أهالي أشيقر التاريخ والتراث وتجديد الأصالة وزرعها في الأجيال الحاضرة والقادمة.