Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/04/2009 G Issue 13344
السبت 15 ربيع الثاني 1430   العدد  13344
عليك شآبيب الرحمة أبا فهد
عبد الله بن محمد بن منصور آل منصور

 

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.. بهذه الكلمات وبهذا الهدي أُمرنا أن نستقبل ما يغشانا من مصائب وكل ما يصيبنا من الرزايا.. فالحمد لله على كل حال.. ففي يوم الأربعاء العصيب الموافق 7-3- 1430هـ هاجمت المنية الخال سليمان بن محمد بن سليمان البطي (صهري) - فكان -رحمه الله - على موعد مع رسول ربه فأجاب رباً دعاه وفاضت روحه لمولاه، فوا حزناه على من فقدناه..

فرحمة الله عليك ومغفرته ورضوانه، فلقد كان موتك جللاً، وفقدك عظيماً، وفراقك أليماً.. يا الله ما أعظم الموت وفجيعته وهوله حتى ولو سبقه مقدمات كمرض ميؤس من صاحبه فما بالك إذا كان ذلك الموت فُجاءة من غير مقدمات تخفف وطأة الفاجعة، وتهون قوة الصدمة. فالحمد لله على كل حال ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا خالي لمحزونون..

لقد كان - رحمة الله عليه - مثالاً للأب الحنون، وقدوة للزوج الرحيم، فلقد أحاط كل أسرته بكريم عطفه، وعظيم حنانه.. لا يفرق بين ذكر وأنثى، ولا بين صغير وكبير.. يجبرك على احترامه لما حباه الله وزينه بتواضع جم، ولين عريكة، وسماحة نفس..

خالي الفقيد.. إن المبشرات التي أظهرها الله لنا لهي والله لمن أكبر المسليات وأعظم المعزيات..

- فوفاتك على التوحيد من أكبر النعم وأعظم المنن وهي أم المبشرات فقد قال - صلى الله عليه وسلم - مبشراً معاذاً - في حديثه المشهور (... وحق العباد على الله أن لا يعذب بالنار من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه..)..

- وآخر فريضة صلاة مرت بحياتك قد صليتها في بيت من بيوت الله مع جماعة المسلمين (صلاة الظهر) وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) وكذلك صلاتك الفجر مع الجماعة وقد قال - صلى الله عليه وسلم - أيضاً (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي)..

- كذلك لهجك بذكر الله في ذلك اليوم الذي لم يفتر لسانك عن ذكر الله كما ذكر لنا وكأنك تنتظر موعود الله مرحباً به و(من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله الله دخل الجنة) كما بشر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم.

- وضاءة وجهك وبياضه عند تغسيلك بل وانتصاب أصبعك كلما رُد رجع منتصباً (كما يشهد بذلك من غسلك) وكفى بذلك بشارة، (ومن مات على شيء بعث عليه)..

- كذلك مما يفرح القلب ويبهج النفس ثناء الناس عليك عامة وخاصة جيرانك، وزملاؤك، وأحبابك، ولقد كنت في مجلس العزاء فأثلج صدري وفود المعزين وهم يتوافدون على اختلاف أعمارهم وتباين طبقاتهم وترى بعضاً منهم يأتون - على كبر سنهم ومشقة مجيئهم- ليشكرونك ويثنون عليك، ويدعون لك، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (أنتم شهداء الله في أرضه)، فهنيئاً لك كثرة الشهود..

- مما يبشر أيضاً ما رزقك الله من ذرية مباركة يدعون لك ليل نهار، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منهم وولد صالح يدعو له)، بل إنني والله لأغبطك أشد الغبطة وأنا أسمع أبناؤك وبناتك وأحبابك وهم يتضرعون إلى الله - تعالى - بالدعاء لك بقلوب موقنة، وألسنة لاهجة، ومشاعر صادقة، وتجدهم على ذلك كلما طرأ ذكرك أو ذكر اسمك بل وحتى لو لم يرد لذلك ذكر فإنهم يذكرونك بمناسبة وبدونها.. فهنيئاً لك هؤلاء الأولاد البررة بعد مماتك كما كانوا عوناً لك في حياتك..

ختاماً.. أسأل الله العلي العظيم الكريم الجواد أن يلهم ذوي الفقيد الصبر والسلوان وأن يجبرهم في مصابهم ويربط على قلوبهم ويخلفهم خيراً مما فقدوا وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يصلح ذريته وأن يرحم غربته ويؤنس وحشته وأن لا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده وأن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.. آمين.

- تبوك الورد


Rakez1428@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد