هي سنة الحياة رحيل بعد رحيل في تتابع ننعى فيه آباءنا وينعانا أبناؤنا في ظروف مختلفة وبذكريات تتباين من شخص لآخر. لقد كان يوماً حزيناً عندما علمت بنبأ وفاة والدي - رحمه الله - ولكنه القضاء والقدر الذي لا مفر منه ولا راد لقضائه ويبقى الصبر والاحتساب للأجر في ما قدره الله وإنا لله وإنا إليه راجعون. ومع ذلك سيبقى ذلك الاسم سليمان بن إبراهيم الدخيل في نفوس الجميع من أهالي ثرمداء ومن محبيه، حيث ولد في مدينة ثرمداء عام 1355هـ وتعلم في وقت مبكر قبل انتشار التعليم وختم القرآن الكريم تلاوة منذ صغره، وأجاد القراءة والكتابة، وتدرج في الدراسة والعمل معاً، حيث عمل في التعليم أكثر من (40 عاماً) وتخرج على يديه عدد كبير من أهالي ثرمداء وبعض القرى والأماكن القريبة وخصوصاً من الرعيل الأول ويعتبر من رواد حركة التعليم في الوشم في زمنه، حين كان مدرساً ثم وكيلاً وبعدها أصبح مديراً لابتدائية ومتوسطة ثرمداء إلى أن تقاعد في عام 1412هـ وقد عمل في مجالات عدة، فأسس مع عدد من أعيان البلد (جمعية ثرمداء الخيرية عام 1413هـ) ورشح أميناً عاماً لها لعدة سنوات، كما كان من المؤسسين والداعمين (لجمعية أصدقاء المرضى) بداية تأسيسها، كما عمل مع بعض الأعيان على إقامة مشاريع عديدة لمدينة ثرمداء بالتواصل مع المسؤولين، فكان منها على سبيل المثال؛ (الطريق بين ثرمداء والقصب) وكذلك (طريق ثرمداء الزراعي)، كما اختير عضواً خبيراً محتسباً في فرع البلدية بثرمداء حتى وفاته رحمه الله، كما عمل إماماً لمسجد خالد بن الوليد لمدة تزيد على ثلاثين عام. ويعد - رحمه الله - من المؤرخين في منطقة الوشم، كما تميز أيضاً بأنه شاعر للمناسبات ويوجد في منزله مكتبة خاصة ومتحف للتراث وله كتاب عن (مدينة ثرمداء) والذي انتهى من تأليفه منذ سنتين ولا يزال قيد المراجعة وينتظر أن يطبع قريباً. رحمك الله يا والدي فذكراك الطيبة هي عزاؤنا بفقدك.
- ثرمداء