Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/04/2009 G Issue 13348
الاربعاء 19 ربيع الثاني 1430   العدد  13348

نايف الأمن

 

الحديث عن الكبار ليس بالأمر الهين، ولكن مشاعري تأبى إلا أن تخرج عبر هذه السطور التي يخطها يراعي، ذلكم الرفيق الذي اتخذته خليلاً، وأنعم به من خليل.

نعم، ستتعثر كلماتي وستخجل حروفي؛ لأن حديثها سيكون عن رجل قيادي من الطراز الأول رجل عرفته الحكمة والحنكة، ورافقته الفراسة وعركته الحياة فسبر غورها وعرف كيف تعامل معها هو رجل دولة اقترن اسمه بالأمن؛ تلكم النعمة التي يرفل فيها هذا الوطن الغالي على قلوبنا، فلقب برجل الأمن الأول إنه نايف بن عبدالعزيز الذي ظفر من اسمه بنصيب وافر؛ حيث اعتلى قمم المجد وتسنم ذروته فبلغ صيته الآفاق، وذلك لصدقه وإخلاصه لدينه ووطنه فأياديه بيضاء على هذا الوطن وأبنائه.. خدم السنة ونصر العقيدة، وضرب بسهم وافر في ميادين شتى فجاءته مكافأة أثيرة، ونال ثقة غالية من لدن القيادة الرشيدة في مملكة الخير والعطاء، وهبها إياه ملك الإنسانية، بل ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله-؛ حيث اصطفاه لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ليكون هو الرجل الثالث في الدولة وأكرم به من اختيار! اختيار أثلج صدورنا في هذا البلاد الحبيبة فجاءت التهاني من كل حدب وصوب وأقبل المهنئون زرافات ووحدانا من جميع أرجاء الوطن وسطرت المقالات التي تعبر عن مدى الفرحة بهذا الاختيار الموفق لهذه الشخصية المميزة المرموقة نايف الخير.. نايف العطاء... نايف الأمن نايف الشموخ.. نايف العزيمة.. نايف البيان والذي إذا تحدث فلكلمته صداها وأثرها وتأثيرها يتحدث بوعي وينطق بحكمة ويوجه بحنو وعطف سمعت له كلمة لا زال صداها يتردد في أذني، وذلك منذ عدة سنوات عبر الإذاعة وخلال مؤتمر صحفي؛ حيث تحدث أحدهم مطالباً الدولة باتخاذ إجراءات حازمة في القضاء على المنغصات والأمور التي تؤثر في الأبناء من قنوات فضائية ومخدرات ونحوها... فرد عليه- حفظه الله- رداً حكيماً شافياً قائلاً: الدولة لن تألو جهدا في ذلك، ولكن ليست كل المسئولية على الدولة؛ فالآباء لابد أن يكون لهم دورهم توجيهاً وتربية وإرشاداً، كونوا لنا خير معين، فالمجتمع ابني وابنك وأخي وأخوك، ونحواً من هذا الكلام، ولا عجب أن تكون هذه النظرة الحكيمة من لدن سموه الكريم فهو خريج مدرسة المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل موحد الجزيرة -طيب الله ثراه- ثم علميته القوية وثقافته الواسعة فهو جليس العلماء والأدباء والمثقفين، وقد استطاع - وفقه الله- أن يحافظ على أمن بلاد الحرمين من مكائد المفسدين الذين ما فتئوا يخططون للإخلال باستقرارها، ولكن يد الحق لهم بالمرصاد.

فلترعكم عين الله يا نايف الأمن، وليؤيدكم ربي بتأييده، وينصر بك العقيدة ويحفظ بك الوطن من كل كائد وماكر، ولك مني صادق التهاني وأسمى التبريكات بهذا المنصب الذي حزته بكل جدارة واستحقاق.. سائلاً الله أن يمدكم بعونه وتوفيقه وتسديده:

أرض الرسالة والأمجاد شامخةٌ

ثوب الرخاء قشيبٌ في ثرى الوطن

أرض المروءات والخيرات تحضننا

على ذراها أذوق العطف في حنن

ترابها طاهرٌ يكسو مهابتها

رداء دين إلهي سيد المنن

حكامها سادة غُرٌّ بهم شمم

قد حلّقوا في سماء العز والرزن

ساسوا البلاد وعين الله تحرسهم

وشرعة الله ترعانا من الفتن

قد وطَّدوا خيمة للأمن سامقة

حتى نعمنا بطيب العيش في السكن

عبدالله بن سعد الغانم - تمير- معلم لغة عربية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد