Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/04/2009 G Issue 13348
الاربعاء 19 ربيع الثاني 1430   العدد  13348
مستعجل
تصريحات مكررة ولا تحمل جديداً!!
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

يبدو أن جولة الرئيس الأمريكي الجديد (أوباما) في عددٍ من الدول.. تلك الجولة التي أعقبت قمة العشرين في لندن.. أقول.. هذه الجولة وما صاحبها من تصريحات وأحاديث إعلامية وصحفية.. يمكن أن يُفهم منها أبرز ملامح السياسة الأمريكية الجديدة للتعاطي مع كل الملفات الساخنة عالمياً وحتى الملفات غير الساخنة.

** لقد حرص الرئيس (أوباما) على أن يبعث رسائل ودية للمسلمين ويُظهر حرصه الشديد على إقامة علاقات طيبة معهم.. والنظر لهم نظرة مودة وليست نظرة عداء واحتراب وخلافات خلال زيارته لتركيا.

** هذه النظرة الودية.. سبق أن أطلقها سلفه جورج بوش الابن.. في أكثر من مناسبة.. بل وزاد عليه.. باستقبال عددٍ من المسلمين من الجاليات الإسلامية في أمريكا وتحاور معهم.. وأعقب ذلك بتصريحات مقبولة بل تحمل رسائل ود موجهة للمسلمين.. فلا يظهر أن هناك شيئاً جديداً في تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد التي أُطلقت في تركيا.. إذ إن المحللين أو أكثر المحللين نظروا إليه نظرة عادية ولم يلتفتوا لها.. وعدوها في سياق المجاملة ومحاولة كسب ود مليار ونصف المليار مسلم وليس معناها أن هناك تغييراً يُنتظر في السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي أو تجاه المسلمين.. بل هي تصريحات تأتي في سياق تصريحات المجاملة التي تطلق عادة ولها أكثر من سبب وغاية ليس منها بالطبع.. تغيير في السياسات أو في التعامل أو في النظرة.. وكدليل على ذلك.. هو تصريحات سلفه بوش.. الذي أطلق أكثر من تصريح مماثل ولكن بقيت السياسة الأمريكية كما هي.. ولم يتغير فيها شيء.. وبقيت إستراتيجية أمريكا للتعامل مع المسلمين.. ولم يتغير فيها شيء.

** نحن لا يمكن أن ننكر أن هذه التصريحات تركت انطباعاً طيباً لدى أكثر المسلمين الذين يشعرون بخطأ سياسات سلفه بوش في التعامل والتعاطي مع الملفات والقضايا التي طرفها مسلمون (دول) أو هيئات ومؤسسات أو حتى أفراد.

** المسلمون من دون شكٍ أو أكثرهم.. نظروا إلى تصريحات أوباما نظرة تفاؤلية ونقلوها في إعلامهم وحفظوها من كثرة تكرارها ولكن.. هل سيصاحب ذلك تغيير في السياسة الأمريكية بشكل عام؟

** والمسلمون أساساً.. كانوا متفائلين في فوز (أوباما) بالرئاسة الأمريكية.. وكانوا يعتقدون أن هذا القادم يحمل لهم شيئاً مختلفاً عن سلفه.. وما زالوا ينتظرون هذا الشيء.. وما هذا الشيء؟

** أما عن زيارة (أوباما) لتركيا بالذات.. وحرصه على أن يكون في هذا البلد الإسلامي الكبير فلا شك أن له أكثر من دلالة وأكثر من هدف وأكثر من معنى.

** تركيا بالطبع.. بلد إسلامي كبير.. وله دور مؤثر في المنطقة وله تطلعات كبرى في المنطقة وفي دخوله الاتحاد الأوروبي وله مشاكله أيضاً مع القارة العجوز (أوروبا) ومع أمريكا ومع بعض دول المنطقة ولعل من أبرز أهداف زيارة الرئيس (أوباما) لتركيا.. هو إشعار تركيا بدور أكبر في المنطقة واضطلاعها بدور إقليمي أوسع.. ومحاولة تقليصه الدور الإيراني الذي أظهر تمدداً وتوسعاً ونفوذاً في أكثر من بلد في المنطقة.. وعلى رأسها.. العراق ولبنان ودول أخرى في المنطقة تشتكي وما زالت تشتكي من التمدد الإيراني المزعج.

** إيران يهمها تفجير المنطقة.. ويهمها خلق نوع من الاضطراب والفوضى في المنطقة.. ولا أدل على ذلك من دورها في كل من العراق ولبنان.. ودورها المشبوه الآخر في كل من البحرين واليمن ودول أخرى.. ودورها في إشعال الفتنة في فلسطين بين الفصائل الفلسطينية ودورها في تسعير الحرب الأخيرة في قطاع غزة وأخيراً لا آخراً مؤامرتها وخليتها في مصر.

** (أوباما) أراد إعطاء تركيا دوراً أكبر.. لعله يقلص الدور الإيراني.. ولعله يضعف التمدد الإيراني.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد