تحقيق - وسيلة محمود الحلبي
تنبهت الجامعات السعودية مؤخراً إلى الحاجة الماسة إلى تطوير إمكانات وقدرات أعضاء هيئة التدريس فأنشأت وأحدثت عمادات وإدارات مسؤولة عن تدريب أعضاء هيئة التدريس.
وانطلاقاً من هذا المنهج فقد عقدت عمادة تطوير المهارات بجامعة الملك سعود ورشة عمل بحضور أكثر من مئة أكاديمي من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من مختلف التخصصات والكليات للتعرف منهم على الاحتياجات التدريبية، وقد التقينا بعددٍ من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وتحدثوا حول أهمية المجال التدريبي والدور الذي تقوم به عمادة تطوير المهارات في الرفع من أداء العاملين وتطوير قدراتهم.
التدريس ومهارات الاتصال
تحدث في البداية عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالجامعة الدكتور راشد بن حسين العبدالكريم قائلاً: إن المجالات التي يمكن أن يتم فيها تدريب أعضاء هيئة التدريس في الجامعة كثيرة، ومن أهم المجالات من وجهة نظري التي يجب التركيز عليها مجال طرق التدريس ومهارات الاتصال مع الطلاب. الطلاب الآن بحاجة إلى طرق تدريس تتجاوز قضية الحفظ والإعداد للاختبار. نحتاج إلى طرق تدريس تشجع على التفكير والحوار، وتنمي شخصية الطالب بشكل عام، مع التركيز أيضاً على الطاقم المساعد للتدريس، محضري مختبرات الحاسب، المعيدين والطواقم الفنية، حتى تتوفر بيئة تساعد على التطوير. وأشار إلى أن أعضاء هيئة التدريس هم العمود الفقري للجامعة، ولن يتم تطور الجامعة إلا من خلال تطورهم. ويجب أن يولي أعضاء هيئة التدريس الاهتمام الكافي بالجوانب العلمية والتخصصية في مجالاتهم، من حيث متابعة الجديد وتقديمه لطلابهم، وليس فقط متابعة الجديد بل الإتيان بالجديد عن طريق البحوث والمبادرات، فليس مطلوباً منا فقط التلقي بل المشاركة في بناء المعرفة.
وأشاد العبدالكريم بدور عمادة تطوير المهارات قائلاً: الحقيقة أن عمادة تطوير المهارات قامت بجهود كبيرة في هذا المجال على الرغم من قصر عمرها، وعدَّ ذلك إنجازاً يحسب للقائمين عليها. ومن ذلك الورشة التي تم عقدها لتحديد احتياجات عضو هيئة التدريس وهي خطوة عملية مفيدة، فالتدريب الناجح والتطوير بشكل عام يبدأ من خلال التحديد الدقيق للاحتياجات، عن طريق المستفيدين أنفسهم. فعملية التطوير عملية مستمرة، يجب ألا تتوقف، وبالتالي فعملية تحديد الاحتياج أيضاً يجب أن تكون مستمرة. والتدريب الذي لا ينطلق من احتياجات فعلية تكون ثمرته قليلة، أو معدومة.
وأكد عميد كلية المعلمين بجامعة الملك سعود الدكتور علي بن عبدالله العفنان أن أهم المجالات التي يتم تدريب أعضاء هيئة التدريس عليها هي مهارات التعامل مع الطلاب والمهارات التدريبية ومهارات توظيف التقنية في التعليم ومهارات إدارة الضغوط النفسية وتفريغ الانفعالات مع ملاحظة تصنيف هذه البرامج بحسب الخبرة والتخصص وموقع العمل، كما نؤكد أهمية تنفيذ برامج تدريبية للأساتذة الملتحقين بالجامعة حديثاً.
ويرى العفنان أن الأفكار والبرامج التي يمكن من عمادة تطوير المهارات أن تركز عليها قضية التنوع للبرامج المقدمة وشموليتها بكل شرائح المستفيدين وعلى مختلف المستويات مع عملية التقييم الدوري بما يطرح البحث عن آلية تحفيز أعضاء هيئة التدريس للمشاركة والتفاعل مع ما تقدمه عمادة المهارات من حوافز مادية أو معنوية أو ربطها بعملية الفرص المتاحة خارج المملكة.
وأرجع العفنان نجاح الجامعة والمجتمع وأي منظومة يعتمد على عطاء وتفاعل أعضاء هيئة التدريس ومستوى الانتماء المهني لديه.
وأثنى العفنان على برامج عمادة تطوير المهارات التي تم تنفيذها والتي تلامس احتياج أعضاء هيئة التدريس قائلاً: لا شك أن المنجزات خلال هذه الفترة من مرحلة التأسيس أو مرحلة الإنشاء هي أقل من سنة وبدئت لنا الإنجازات حيث اللقاءات وورش العمل والدورات التدريبية وحلقات النقاش واهتمت بجميع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب.
نقل الخبرات العالمية
واقترح عميد كلية المجتمع بالأفلاج التابعة لجامعة الملك سعود الدكتور راشد بن مبارك الرشود العديد من المجالات لتدريب أعضاء هيئة التدريس قائلاً: إن المجالات متعددة، ولكن ينبغي التركيز على ما له صلة بالعملية الأكاديمية، كطرق التدريس الحديثة وتوظيف التقنية في التعليم، ووضع الخطط الدراسية بما يتماشى مع المعايير الدولية وطرق تطوير مهارات التفكير والإبداع لدى الطلاب، بالإضافة إلى ما يعين على إدارة الجامعة إدارة متطورة كمجالات القيادة والتوجهات الحديثة في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي والدراسات المستقبلية وغيرها.
وحول تطوير أعضاء هيئة التدريس للجامعة قال الرشود ينتمي إلى الجامعة أكثر من ثلاثة آلاف عضو هيئة تدريس تخرج معظمهم من أرقى الجامعات العالمية فلو نقل كل عضو هيئة تدريس خبرته عن جامعته التي درس فيها إلى جامعة الملك سعود لأصبح لدينا كم هائل من الخبرات الأكاديمية التي تستحق النظر فيها ودراستها والمواءمة بينها واختيار ما يناسب الجامعة منها.
وطالب الرشود عمادة تطوير المهارات إلى الاهتمام بفروع الجامعة قائلاً نتمنى من الإخوة في العمادة وخصوصاً عميدها الدكتور محمد السديري أن يعطوا فروع الجامعة ما تستحق من الاهتمام، وذلك بتنظيم دورات في الكليات الخارجية في الأفلاج والخرج ووادي الدواسر والمجمعة والدوادمي وغيرها.
وقال عميد عمادة تطوير المهارات الدكتور محمد السديري لقد لمست الجامعة أهمية تنظيم الدورات لتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس لذا تبنت العمادة تطبيق مفاهيم وممارسات التطوير الذاتي المستمر للقدرات المهنية لأعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين والقيادات الأكاديمية والإدارية ومنسوبي الجامعة من الإداريين والفنيين وتطوير مهارات الطلاب بهدف تحسين جودة مخرجات الجامعة بما يسهم في تهيئة بيئة جامعية مناسبة تمكن من تحقيق التطوير الأكاديمي وتسعى العمادة إلى تحقيق عدد من الأهداف من أهمها تنمية مهارات وقدرات منسوبي الجامعة وتعزيز المساعي الإبداعية والإنجاز المحترف لديهم بما يحقق التميز في العملية الأكاديمية والقيادية والإدارية. ورسم الاستراتيجيات المستقبلية اللازمة لرفع مهارات أعضاء هيئة التدريس بما يحقق التميز والإبداع في التعلم والتدريس، وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس في أساليب التعليم الجامعي الحديثة وتطبيقاتها وتعزيز وتنمية الإبداع والتميز في أدائهم المهني، وتنمية قدراتهم على تصميم وتطوير المقررات الدراسية وتحويلها إلى محتويات إلكترونية تعزز مفهوم التعلم الإلكتروني وتنمية مهارات الطلاب على التعلم الذاتي واكتشاف المعرفة وزيادة تحصيلهم العلمي وتنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية والتقنية.
كما تهدف العمادة إلى تنمية المهارات القيادية لمتخذي القرار في الجامعة، وتعميق أواصر التبادل العلمي والتعاون مع مؤسسات التعليم العالي بالداخل والخارج في تطوير المهارات.
وتابع: لقد نجحت عمادة تطوير المهارات العام الماضي في إقامة 67 دورة تدريبية استفاد منها 1324 متدرباً و824 متدربة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وشارك في تنفيذ الدورات 11 خبيراً أجنبياً، وستنظم العمادة 94 دورة في هذا العام تشمل المهارات التدريسية ومهارات البحث العلمي والمهارات الإدارية والمهارات الشخصية ومهارات الحاسب الآلي والتقنية.
وختم السديري حديثه قائلاً إن رسالتنا التي وضعناها تتمثل في (تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين والطلاب والقيادات الأكاديمية والإدارية ومنسوبي الجامعة من إداريين وفنيين بما يضمن تحقيق أعلى مستويات التقدم والتميز والإبداع).