Al Jazirah NewsPaper Friday  17/04/2009 G Issue 13350
الجمعة 21 ربيع الثاني 1430   العدد  13350
 
تفعيل الاختراعات السعودية
د. محمد عبدالرحمن الشمري

 

يتجلى الإبداع البشري، البناء، بالاختراعات التي يمكن أن تحدث صيحة في عالم الصناعة، وتغير وجه الحياة، وتسعد البشرية، لا أن تزيد من بؤسها وشقائها، ومن الأمور التي تبعث على التفاؤل، هذا الزخم المتواصل من الاهتمام بالموهبة والاختراعات بالمملكة التي آتت بوادر ثمارها بحصد المملكة العديد من الجوائز العالمية، ولعل آخرها حصول المخترعين السعوديين على 13جائزة في معرض جنيف العالمي الذي أقيم مطلع هذا الشهر في مدينة جنيف.. قبل ذلك فوز المملكة بجوائز في معرض الاختراعات الذي أقيم في دولة الكويت شهر ذي القعدة من العام الماضي.

لكن، نتمنى أن لا تضل الاختراعات السعودية طريقها، وتبقى حائرة بين صالات الاحتفالات في المعارض الدولية بحثاً عن الجوائز والمكاسب الإعلامية، فالاختراعات مجالها دهاليز المصانع، ومراكز أبحاث الدواء والغذاء. وفي النهاية، منتج عالي القيمة يشكل رافداً للاقتصاد الوطني، والاختراعات ذات القيمة، هي التي تتنافس الشركات على شراء حقوق الملكية الفكرية عليها واستغلالها، وهي التي سجلت بجميع دول العالم من أجل حمايتها وضمان احتكار استغلالها، ومن أمثلتها، الاختراعات العالمية التي تضيق بها سجلات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمدينة الرياض من أجل تسجيلها بالمملكة باعتبارها واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية, واعترافاً بقيمة الاختراعات، عمدت منظمة التجارة العالمية، تحت تأثير الدول الصناعية المالكة لبراءات الاختراع، إلى رفع مدة حماية واحتكار الاختراعات من 15 سنة إلى 20 سنة، بعدها تسقط الحماية، ويصبح الاختراع ملكاً للبشرية، الكل يستطيع تصنيعه وتسويقه دون قيود.

ولتفعيل الاختراعات السعودية التي فازت بالجوائز الأخيرة، أو الاختراعات التي يمكن أن تظهر في المستقبل، فإنه يتعين التركيز الآن على كيفية استغلالها وتحويلها إلى منتجات تضيف قيمة للاقتصاد الوطني حسب طبيعتها ومجالها.

فالسؤال الآن أين الشركات المصنعة التي يمكن أن تشتري حقوق استغلال الاختراعات السعودية التي حصدت الجوائز العالمية؟.. وأين مراكز الأبحاث التي يمكن أن تستقطب المبدعين وتحتضنهم وتقدم لهم الدعم الذي يفجر طاقاتهم وإبداعاتهم؟.

إن المملكة، بمكوناتها المادية والبشرية، مهيئة أكثر من غيرها من دول المنطقة بأن تتقدم بهذا المجال، فهناك شواهد كثيرة على تميز أبنائها في مجالات عديدة، والمطلوب من القائمين على رعاية الموهوبين التركيز على تسويق تبني ابتكارات المخترعين واستغلالها. والتقليل قدر الإمكان من الاعتماد على المعارض ذات المكاسب الإعلامية المؤقتة، أي بعبارة أخرى.. التركيز على تفعيل الاختراعات السعودية.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد