Al Jazirah NewsPaper Friday  17/04/2009 G Issue 13350
الجمعة 21 ربيع الثاني 1430   العدد  13350
 
حولها ندندن
الأمل الجديد
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

 

جميع عقلاء العالم في كلِّ زمان ومكان، يحلمون بأن يعمّ السلام والأمن والحب ربوع المعمورة، منذ أن أعلن الفيلسوف اليوناني أفلاطون عن (مدينته الفاضلة) المرجوّة منذ القِدم، وقبله الأديان السماوية غير المحرفة وفي مقدمتها الإسلام، دعت جميعها إلى السلام والوئام بين بني البشر.

لذا، فالبداية السياسية التي ابتدأ بها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، من حيث العلاقات الأمريكية مع العالم بوجه عام والعالم الإسلامي بصفة خاصة، تدل - في مجملها وظاهرها - على خير ونيّة حسنة، وتبشّر بسلام وطمأنينة، ويغلب عليها النظرة الواقعية الحكيمة للأمور، لأنّ من جرّب الظلم يمقته (ويعلن عليه الحب).

ولكن يرجو العالم الإسلامي أن تستمر هذه النوايا الحسنة و(تدعم بالفاعلية)، عن طريق الحوار والاحترام والتفاهم المتبادل، والرحمة الإنسانية من منطق أنّ الأيام دول، وليس من منطق أنّ الاستبداد للأقوى، لأنّ ذلك مما يوغر النفوس، وينكأ الجراح، ويقبض اليد الممدودة بالمصافحة والمسالمة.

كما يأمل المجتمع المسلم أن لا يكدر هذه البداية الحسنة أي مكدر، خصوصاً من قِبل أصحاب المصالح الخاصة والنوايا السيئة والمنطق الأناني، من أي جهة أو جماعة أو وجْهة، فيعود انسكاب الزيت على النار مرة أخرى، وتعم الخسارة الجميع، لأنّ الكاسب في الحروب خاسر، حيث دفْع الثمن باهظاً.

وطالما أنّ وعود العهد الجديد تشمل التفاوض والتحاور، واحترام الحقوق، وإغلاق السجون، ونبذ الظلم البيِّن، لاسيما السجون الكبرى المروّعة، مثل معتقل جونتنامو الرهيب، وسجن أبو غريب الظالم، تلك المعتقلات التي تشبه أفلام الخيال العلمي في بعدها عن حدود التفكير الواقعي، من حيث العقوبة وبشاعتها وشناعتها.

لذا فإننا كمسلمين وكسعوديين نرجو أن يعم هذا الوعد بالغيث السلمي العالمي الذي تبادر بها بلادنا دائماً وأبداً، وأن تصل سحبه الممطرة، إلى حيث سجن المظلوم السعودي (حميدان التركي) الذي زُجّ به في سجون أمريكا دون تهمة بيّنة مقنعة تستحق كل هذا العدد الهائل من السنين، الذي يذكرنا بالعدد الأسطوري المخيف الذي يحكم به العدو الصهيوني على المعتقلين الفلسطينيين لمجرّد أنهم لم يرضوا بالظلم الصارخ.

والمقصد الوحيد الذي نستنتجه كمسلمين، أنه حكم إيديولوجي اتكأ في حيثياته على الحقد على الإسلام، الذي استهدفته السياسة الأمريكية بالعداء السافر المبالغ فيه خصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، لاسيما وقد أثار تفاؤلنا سماعنا أيضاً أنه سيُعاد النظر في الحكم الذي صدر على الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي عبّر عن مشاعر المثقفين المسلمين تجاه الرئيس الأمريكي السابق الذي سبق وجاهر بالسخرية من القضاء السعودي، مثلما جاهر بعدائه المتهوّر للعالم الإسلامي.

لقد حان الوقت لتذكر أسرانا وفي مقدمتهم حميدان التركي، فكم هو عظيم عند الله ثم عند الصالحين من خلقه تفريج الكربات، وعتق الرقاب، كما تفعل الأمم العزيزة القوية.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد