سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» - سلمه الله - تحية طيبة وبعد:
اطلعت على ما نُشر في صفحة الرأي تحت موضوع (رب كلمة تقول لصاحبها دعني) وذلك يوم الجمعة الموافق 14-4- 1430هـ، وقد تحدثت فيه الكاتبة عن أثر الكلمة السيئة في صاحبها.
وإن الكلمة الطيبة قد حث عليها الدين الإسلامي، لما لها من الدور العظيم في التأثير في الآخرين، وكسب ودهم ومشاعرهم، وكسب تقديرهم واحترامهم.
وإن للكلمة الطيبة الصادقة والهادفة، التي تسير وفق أساليب التربية مع الناس الآخرين دوراً رائداً في توجيه سلوك هؤلاء الناس على اختلاف مشاعرهم، وتباين طبقاتهم، فمتى أحبك الناس عن طريق الكلمة الطيبة، أو المعاملة الحسنة قبلوا هذه الكلمة، وأخذوا بهذه النصيحة، وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم فضل هذه الكلمة وأجرها فقال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة).
لذلك ينبغي للمسلم أن يكون قدوة حسنة، ومربياً فاضلاً يحرص على تهذيب أخلاق الآخرين، وتوجيه سلوكياتهم توجيهاً سليماً عن طريق الكلمة الطيبة التي تحرك شغاف القلوب، وتجعل هؤلاء الأفراد صالحين، وأن يمعن البصيرة والبصر، ويراقب الله في أقواله ومقالاته وتصرفاته، ولو يعلم هذا الإنسان ما تفعل الكلمة الخيرة بالإنسان لحرص عليها كثيراً، ولا سيما أن الكلمة إذا لم يتفوه، ولم ينطق بها الإنسان فهي ملك له، وإن نطق بها أصبحت ملكاً للجميع.
وقد تكون الكلمة سيئة تجعل صاحبها موصوفاً بالأخلاق الرديئة مكروهاً من الجميع، وقد تجر صاحبها إلى المهالك، فاللسان قد يكون آفة على الإنسان، وذلك إذا جانب الصواب، ووظف في الشر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب).
فعلى الإنسان أن يكف لسانه، وأن يزن كلامه، وأن يحذر من المجازفة في الكلام، وأن يكون له دور إيجابي في نشر الكلمة الطيبة، والمبادئ الفاضلة، والتحذير من الكلمة السيئة، والسلوكيات النشاز حتى تنتشر الأخلاق الكريمة، ويصلح الأفراد، فيصلح المجتمع، ويعم الخير قال صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري.
عبدالعزيز السلامة - أوثال