Al Jazirah NewsPaper Friday  17/04/2009 G Issue 13350
الجمعة 21 ربيع الثاني 1430   العدد  13350
 
كل جمعة
بطل فاز.. وبطل خسر
صالح الهويريني

 

عندما سجل الاتحاد هدف السبق في المباراة قلت: إن المهمة باتت أكثر صعوبة أمام الهلال.. وبعد أن تعرض خالد عزيز للطرد أيقنت أن بطولة الدوري باتت أقرب للاتحاد من حبل الوريد، لا سيما وأن الهلال يومها لم يكن أمامه سوى خيار الفوز لبلوغ منصة التتويج.. فضلاً عن أن أغلب نجومه كانوا يعانون أيضاً من إرهاق بدني ونفسي كبير وذلك من جراء خوض فريقهم لثلاث مباريات حاسمة في ظرف أسبوع واحد أمام الاتفاق وأهلي الإمارات وأخيراً الاتحاد..

** ليس غريباً أن يفوز الاتحاد.. أو أن يخسر الهلال أو حتى أيضاً العكس، ومثلما كان الفوز هلالياً في ختام دوري الموسم الماضي، ذهب هذا الفوز للاتحاد من خلال الموسم الحالي.. وهذا هو في النهاية حال الكرة (غالب ومغلوب).. المهم هو ألا تظل دائماً مغلوباً.. ومبروك للاتحاديين حصول فريقهم على لقب أقوى البطولات.. لكن المثير للاستغراب هو أن يرتكب (خالد عزيز) وهو اللاعب المتمرس والخبير تلك الحماقة التي ضاعفت يومها من معاناة فريقه الهلال، ومن خلالها راح أيضاً (يخذل) كل الهلاليين، إلى درجة أنه خيّل لبعض المتابعين أن عزيز ومن جراء ذلك كان يخطط (استغفر الله) للحصول على بطاقة حمراء.. خصوصاً وأنه معروف عنه عدم الانفعال السريع وأنه هادئ الأعصاب، فضلاً عن أن الخطأ الذي حدث لا يستوجب ردة الفعل التي تسببت في طرده.. وأن هذا الطرد تم في منتصف زمن الشوط الأول.

** بالفعل.. طرد عزيز غريب، بل وغريب جداً ومن الواجب أن يحاسب عليه، ويظل الأهم هو أن يستفيد منه وبما يعينه مستقبلاً على عدم ارتكاب أي حماقة جديدة من شأنها أن تضر بمصلحة فريقه..

** فوز الاتحاد ببطولة الدوري كان مستحقاً، حتى وإن كان الحكم يومها قد أغفل احتساب ضربة جزاء أخرى للهلال لمصلحة ولي في الشوط الثاني.. لكن أتدرون ما المضحك؟.. (المضحك) هو أن هناك من راح يستغل هذا الفوز الاتحادي، من أجل التقليل من مكانة الهلال، وكأنه لا يملك (49) بطولة، ولم يحقق بطولة كأس ولي العهد بكل جدارة في هذا الموسم، بل وكأنه أيضاً لا يختلف عن فريق مثل النصر، أو فريق كالوحدة أو...!!

** (بطل فاز.. وبطل خسر).. هذا هو أفضل عنوان لمباراة الهلال والاتحاد في ختام دوري المحترفين السعودي والتي انتهت نتيجتها اتحادية بهدفين لهدف..

كلام في الصميم

** مشكلة إدارة النصر، وأيضاً بعض الشرفيين النصراويين أنهم ظلوا ومنذ بداية الموسم الحالي يؤكدون لجماهيرهم الصابرة أن فريقهم (فنياً) بات قادراً على تقديم أفضل المستويات، وأنه مؤهل أيضاً للحصول على أقوى البطولات، ولهذا كان من الطبيعي أن تكون ردة فعل هذه الجماهير أعنف من سابقاتها وبسبب أن ما حدث من نتائج ومستويات للفريق النصراوي قد جاء على عكس تأكيدات القائمين عليه ومن خلال مشاركاته السابقة في هذا الموسم..

** صحيح أن فوز الاتحاد بلقب بطولة الدوري كان مستحقاً.. لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أنه كان محظوظاً بالحصول على هذه البطولة.. وباعتبار أن الفوز الذي تحقق له لو كان من نصيب الهلال، لربما دخل الفريق الاتحادي ومن جراء ذلك في دوامة إحباط قد تستمر طويلاً، ومن جراء خسارته للقب نفسه في ختام دوري الموسم الماضي رغم أنه حينها كان يلعب أيضاً بفرصتي الفوز أو التعادل.. ومن أمام الهلال أيضاً!!

** حتى وياسر القحطاني عائد من إصابة، ولم يكن بكامل جاهزيته الفنية وعافيته البدنية، إلا أن الحصار الدفاعي الاتحادي المفروض عليه كان قوياً خوفاً من لدغاته التهديفية السامة.. وضربة الجزاء التي احتسبت لمصلحته كانت خير شاهد على حقيقة هذا الحصار.. أما احتواء مشكلة التايب بسرعة فائقة فهو أمر يؤكد أن المشاكل التي تحدث في الهلال دائماً هي بسيطة، ولكن المغرضين هم من يكبرها ويضخمها لعلهم يزعزعون استقراره.

** بلغ عدد البطاقات الحمراء في دوري المحترفين (41) بطاقة.. ويعد فريق نجران هو الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يحصل أي من لاعبيه على مثل هذا النوع من البطاقات.. في حين كان فريق الوطني هو الأكثر حصولاً عليها بواقع (9) بطاقات.. ويليه الوحدة بـ(6) بطاقات، ومن ثم الشباب بـ(5) بطاقات.. كما أن ياسر القحطاني (الهلال).. وكلاوديني (الشباب) هما اللاعبان الوحيدان اللذان سجلا سوبرهاترك.. (4) أهداف من خلال مباراة واحدة في الدوري.. وحدث ذلك للأول يوم فوز فريقه على نجران بنتيجة (7-صفر).. وللثاني في مرمى الوحدة عندما فاز الشباب بنتيجة (4-2).

** بحصول الاتحاد على بطولة دوري الموسم الحالي (نظام النقاط) يكون لأول مرة يحقق مثل هذا النوع من البطولات طيلة عمره الطويل.. التاريخ سيكتب وبحروف من ذهب أن هذا الإنجاز قد تحقق في عهد إدارة جمال أبوعمارة.

** منذ بداية موسم 1425هـ (على مستوى الفريق الأول).. لم يكسب النصر الهلال من خلال (12) مباراة جمعتهما وتعادل الفريقان من خلال ثلاث مباريات.. فهل يكسر النصر حاجز هيمنة الهلال من خلال مباراة الليلة التي ستحمل الرقم (13).. وفي ظل الأزمة النفسية التي ربما عانى منها الفريق الهلالي من جراء خسارته لبطولة الدوري..

خواطر.. خواطر

** المبهج.. أن الروح العالية كانت حاضرة بقوة في أجواء ختام منافسات الدوري بين الهلاليين والاتحاديين.. هكذا هم الكبار دائماً.

** من خلال قناة العميد راح نايف هزازي يقول: (أحترم ياسر القحطاني وأتعلم منه).. بهذه العقلية سيصل هزازي إلى أعلى مراتب النجومية.

** منصور البلوي وحاشيته داخل أرض استاد الملك فهد كانوا أكثر عدداً من لاعبي الاتحاد وقت احتفالهم بالحصول على بطولة الدوري.. أين ذهبت التعليمات؟

** حكاية الموروث.. لاقت امتعاضاً وسخرية من لدى الجماهير المغلوب على أمرها!!

** مباراتا الاتحاد والاتفاق (دور الثمانية) ربما كانتا الأقوى فنياً.. أما مباراتي الهلال والنصر فهي بالتأكيد الأكثر جماهيرية!!

** الصديق العزيز خالد الحربي المغرم بحب النصر متفائل بفوز فريقه على الهلال في مباراة الليلة على عكس الكثير من النصراويين.. خالد نصراوي غير!!

** فهد سعد المطلق (اتحادي صميم).. بعث لي برسالة يهنئ من خلالها كل الاتحاديين ببطولة الدوري وخص بالذكر منهم الأمير عبدالعزيز بن مشعل بن عبدالعزيز.

** مراسل في إحدى القنوات بعد فوز الاتحاد على الهلال.. راح يقول للعماني أحمد حديد.. (أعدمتموهم) يقصد الهلاليين.. فرد حديد: هذه كرة قدم ليس فيها إعدام وإنما تنافس شريف.. والله الفشيلة!!

** أحدهم كتب أن هدف الصقر الاتحادي البارع نايف هزازي في يوم الختام أعاد ذكريات أهداف ماجد عبدالله في مرمى الهلال.

** هذا الكاتب (طبعاً) لا يدرك أن ماجد لم يسبق له البتة التسجيل في المرمى الهلالي من على أرض ملعب استاد الملك فهد وعبر (6) مباريات.

(البطران).. يا رجال الرياض

** في نهاية الأسبوع الماضي رحل عن هذه الدنيا الفانية الأخ الخلوق جداً فهد الفهيد - رحمه الله - الملقب ب(البطران) الذي أفنى أغلب أوقات عمره في خدمة فريق الرياض (لاعباً.. ومن ثم مدرباً للناشئين والشباب).. ابتداء من أواخر التسعينيات الهجرية.. ولأن الظروف المادية له ولأسرته كانت صعبة وقت حياته.. وربما ستصبح أكثر صعوبة بعد مماته.. فإنني آمل من محبي الخير في مجتمعنا الرياضي إجمالاً.. وفي نادي الرياض تحديداً وعلى رأسهم الأمير فيصل بن عبدالله والأمير بندر بن عبدالمجيد والأستاذ ماجد الحكير بأن يمدوا يد العون (مادياً) لأسرة البطران لما في ذلك من أجر عظيم وثواب كبير.. ولعل هذا العون المادي يكون سبباً في تخفيف وطأة رحيله ومعاناة أسرته المكونة من أم (لا تعمل) وأربعة أطفال أكبرهم لم يتجاوز عمره الثالثة عشر عاماً.. الله يكون في عونهم.

** خاتمة.. سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته..



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6690 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد