Al Jazirah NewsPaper Monday  20/04/2009 G Issue 13353
الأثنين 24 ربيع الثاني 1430   العدد  13353
 
عطاء الإنسانية وإنسانية العطاء..
صالح بن ناصر المجادعة

 

إن الحياة وما لها من تبعات تتمحور في جوانب أساسية، ولعل من أبرز الدعائم قوائم رئيسة تتبلور فتظهر الندرة في معطياتها البناءة في مجالاتها السياسية والاقتصادية والتعليمية.

تبرز لنا شخصية طالما تناولها التاريخ لإعطائها حقاً من حقوقها تجسيداً، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث لم يألُ جهداً في بناء هذه الدولة منذ شب حتى الساعة، تدرج في عدة مناصب، وكان البناء قويماً يحمل في جنباته التشييد وبناء الإنسان لمستقبل واعد. إن ما يوليه ولي العهد من اهتمام لا محدود لشباب هذه الأمة والدولة خاصة وتأهيله دينياً وثقافياً لهو عامل رئيس في تشييد الأمم وبناء الحضارات. (سلطان الخير) كما هو لقب شائع لهذه الشخصية أياد بيضاء لما تحمله من العزة والرفعة لهذه الأمة جمعاء، عرفته الإنسانية ناصراً للمظلوم حاملاً للهموم فكان للتاريخ مرتعاً خصب أطروحة أدبية فردية أثرت التاريخ وسطرت بحروف من نور عطاء الإنسانية وإنسانية العطاء، بات رمزاً للوفاء وتخفيف العناء، أحبه الكبير لشهامته وعرفه الصغير لابتسامته الأبوية.. أعطى صورة واضحة لنشأة الخلق العظيم وليد التربية العظيمة التي هيأته لشخصية قادرة على تغيير مجرى التاريخ.. أعطت معنى لكل ما فيها من تهذيب النفس وسمو الروح وضمير إنساني حي يدفعه للبحث وطرق كل باب ليبعث الفرح ويجلب السعادة، يداوي الجروح ويعيد البسمة إلى الوجوه، وهذا ما تعودنا عليه من سلطان الخير. ورجل الزمان أسر القلوب بأقواله وألهب المشاعر بأفعاله وجسد البطولة والرجولة بكل مفاهيمها حتى صارت هذه الخلال مادة خصبة للشعر حركت حروف القصيد وللتاريخ والأدب حالة لها مضمونها وأهميتها من حيث كونها نموذجاً جمع كل من الأمير القائد والأب الأمير وابن الوطن المخلص الأمين رافعاً لواء الأمة وراعي صروح العلم ومؤمن بكل ما هو نافع وجديد للوطن وأبنائه يدفعه لذلك حسه الوطني الرفيع يتوق للارتقاء ببلاده مدركاً إمكانات وحاجات البلد وقدرات وطاقات الشباب فيه.

هكذا أنت يا سيدي لقد أكدت لأبناء هذا الوطن سواء من اقتضت الضورة والمصلحة العامة أن يكون خارج الحدود أو من تشرف بخدمة الوطن على أرضه الحبيبة، أن الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، وأن عملية نهوضه موكولة بنا نحن أبناءه المخلصين..

كما أن لهذا الوطن عزة وكبرياء علينا المحافظة عليه كما حفظه آباؤنا الأولون، ولا ننسى الجانب الأخلاقي وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف واقتدينا به من لدن سموكم الكريم في عكس صورة هذا البلد المسلم الكريم من خلال الجد والإخلاص في العمل والخلق القويم.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد