Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/04/2009 G Issue 13354
الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1430   العدد  13354
نموذج مشرف من جامعة الملك سعود

 

دور الجامعات في أي مجتمع لا يقف عن حدود المحاضرات الدراسية، وإنما يتجاوز ذلك إلى خدمة المجتمع عبر مده بالبحوث العلمية التي تسعى إلى دراسة الظواهر المختلفة في المجتمع دراسة علمية، والوصول إلى نتائج يمكن للمجتمع أن يستفيد منها عبر ترجمتها عملياً. ولقد أثبت الباحثون السعوديون قدرتهم العلمية الفائقة التي تنافس الكفاءات البحثية العالمية وخاصة عندما تتوافر لديهم الإمكانات المادية والتقنية للقيام بأبحاثهم.

بل إن الباحثين السعوديين أقدر من غيرهم على دراسة الظواهر المختلفة في مجتمعنا؛ وذلك كونهم يتمتعون بحس عال من الوطنية التي تدفعهم إلى التفاني من أجل عمل بحوث على درجة عالية من العلمية والمهنية خدمة لوطنهم، ولمعرفتهم التامة بهذه الظواهر بحكم التعايش.

ويمكن أن نضرب مثالاً بجامعة الملك سعود على ما يتمتع به باحثونا من كفاءة عالية في دراسة أية ظاهرة مهما بلغت شدة تعقيدها، والوصول إلى نتائج دقيقة وموثقة.

ففي رمضان من عام 1427هـ وتحديداً في مركز أبحاث كلية علوم الأغذية والزراعة بالجامعة أنهى باحثان سعوديان دراستهما حول تلوث ترب مدينة مهد الذهب بالعناصر الثقيلة كالرصاص والنحاس والزئبق.

ولقد أظهرت دراستهما مستويات تلوث عالية جدا تشكّل خطورة كبيرة على سكان مدينة مهد الذهب بسبب عمليات التعدين في منجم الذهب وفقما ذكرت الدراسة.

وعلى ضوء ذلك، شكّلت إمارة منطقة المدينة المنورة لجنة للنظر في دراسة جامعة الملك سعود.

هذه الدراسة السعودية أكدتها دراسة أجنبية قامت بها جامعة ماموريال الكندية، سواء من حيث نوع التلوث أو مستوياته أو خطورته أو أسبابه.

ولقد استطاعت جامعة الملك سعود أن تدق ناقوس الخطر بالدراسة العلمية الموثقة وأن تحذر من أضرار التلوث المحتملة من عمليات التعدين؛ من أجل الدفع باتجاه أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي هذه الأضرار؛ وذلك تماشياً مع توجيهات قيادة المملكة الحكيمة في استثمار خيرات الأرض التي حبانا الله إياها على الوجه الذي لا يضر بيئتنا، ولا يتعدى على حقوق أجيالنا القادمة بإذن الله.

هذه الدراسة العلمية أثبتت أن أبناءنا قادرون علميا على دراسة الظواهر سواء الإنسانية أو الطبيعية التي تحيط بنا؛ ما يجعلنا نطمئن إلى أن مجتمعنا السعودي يملك كفاءات علمية فذة لا تقل عن مثيلاتها في العالم المتقدم.

والدليل أن نتائج دراسة جامعة الملك سعود التي تكلفت فقط 50 ألف ريال ودراسة جامعة ماموريال الكندية التي ربما تكلفت أضعاف هذا المبلغ جاءتا متوافقتين!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد