Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/04/2009 G Issue 13356
الخميس 27 ربيع الثاني 1430   العدد  13356
الحبر الاخضر
حتى ينجح التأنيث
د. عثمان بن صالح العامر

 

أمر التربية والتعليم أمر مشاع يهم الجميع ويهتم به الكل، وعلى رأس المهتمين به والداعمين له سواء العالي منه أو العام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذه علامة صحة في حياة الشعوب وعنوان عافية في تاريخ الأمم، ولذا ليسمح لي القائمون على هذا القطاع التنموي والمشروع الاستثماري الهام، ليسمحوا لي مع جزيل الشكر والتقدير من إبداء وجهة نظري الشخصية فيما نشرت الوطن يوم الاثنين الماضي 24 - 4 - 1430هـ حيال البدء بالتأنيث والدمج في عدد من مناطق المملكة، ولم يكن لي طرق هذا الموضوع والتعرض له وعبر (الحبر الأخضر) لولا أمور خمس:

* ما أعرفه من ترحيب الوزارة الجديدة بالرأي، ورغبتها بل دعوتها للمشاركة الفعلية والطرح المدروس بغية تلمس ما يحقق مصلحة الوطن والمواطن التربوية والتعليمية.

* كوني من أولئك الذين عاشوا تجربة الدمج السابقة ثم الفصل التام من خلال عملي مديراً عاماً للتربية والتعليم.

* كوني من أوائل بل أول من أنث الأقسام النسائية بعد إيجاد البيئة الملائمة والحاضنة لهذه الخطوة التي نجحت وأشيد بها وما زالت قائمة ولله الحمد والمنة.

* كون جسد هذا الكيان العزيز (وزارة التربية والتعليم) مازال مثقلاً بالجراح، منهك القوى، محطم العزيمة نتيجة كثرة المنازلات وتعدد المحاولات وتنوع المشاريع واختلاف المدارس القيادية وتباين التجارب الميدانية.

* كون الأمر هام، والمرحلة مرحلة مفصلية، والقرار قرار تاريخي، والمستقبليات مشرعة أمام العديد من الاحتمالات التي لا يمكن الترجيح فيها ولا النكوص عنها.

إنني أرى أهمية خطوتي التأنيث والدمج المدروس، بل إنني طالبت بهذا في هذه الزاوية وفي أكثر من مناسبة، طالبت بوجوب قراءة تجربة الدمج السابقة قراءة تحليلية نقدية واعية، رسمت هيكلة مفصلة للمناطق التعليمية، ولكنني مع ذلك اختلف في نقطة البداية وآلية العمل إن كان ما نشر في جريدة الوطن هو الصورة النهائية المزمع القيام بها في غضون الأشهر القريبة القادمة.. وحتى تكون البداية أكثر نضجاً وأدعى لدفع عجلتي التأنيث والدمج بقوة وصلابة عود، أقترح ما يلي:

* لتكن الخطوة الأولى دراسة المناطق التعليمية التي ستحتضن البدايات، إذ ليس من الملائم -في نظري- بداية الدمج في محافظة الطائف مثلاً، ولا التأنيث لمنصب مدير عام في منطقة كالرياض أو جدة أو أبها أو تبوك خلاف الدمام، والمتابع والعارف بحال هذه المناطق تعليمياً، والقريب من إيقاع الميدان يعرف جيداً لماذا ذهبت إلى هذا القول، والبديل مناطق هادئة محدودة العدد قابلة للمتابعة، يمكن قياس النجاح فيها من عدمه، وتحقق التغذية الراجعة على يد فرق متخصصة ومدربة وليس مجرد انطباع شخصي آني،

* ليكن تحديد زمن البداية (جاهزية المنطقة التعليمية ووجود القيادات الإدارية النسائية المتميزة والمدربة والواعية والواعدة فيها) ليكن هذا وذاك هو من يحدد زمن البداية وليس انتهاء فترة تكليف القيادات التعليمية الرجالية، ويمكن ببساطة نقل القيادة التعليمية الرجالية إلى مثل هذه المناطق غير الملائمة للتأنيث في الوقت الراهن والإحلال في منطقهم التعليمية مثلا.

* دعم ومؤازرة صاحب السمو الملكي أمير المنطقة لهذه الخطوة وتحمسه لها ووقوف القطاعات الحكومية الخدمية مع التعليم خاصة في المراحل الأولى، وهذا الأمر من الأهمية بمكان بل من أقوى أسباب النجاح.

* قابلية المجتمع المحلي وبشكل تام للتأنيث حتى تضمن التفاعل الإيجابي والدعم الحقيقي وقلة الشكاوى والاعتراضات المفتعلة والمشغلة.

* إخضاع جميع المرشحات -وليكن من كل منطقة تعليمية ما بين الثلاث إلى الخمس- إخضاعهن لدورة تنمية الروح القيادية في مرحلة الانتقال هذه، وجعل الجميع تحت النظر والمتابعة خلال فترة الدورة والتي لا تقل عن الشهر، فيها تتلاقح الأفكار وتتبادل الرؤى وتنسجم النفوس وتتحد العزيمة وتعلو الهمة ويتضح الطريق ويتعرف الجميع على السبيل الأمثل لتحقيق ما تصبو إليه قيادة بلدنا المعطاء المملكة العربية السعودية، وما تأمله وزارة التربية والتعليم في منسوباتها، وما يطلبه المجتمع من فتياته. والاختيار النهائي هو النتيجة الطبيعية لهذه الدورة التي صارت فيها المرشحة تحت المجهر طوال شهر كامل أو يزيد، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد