Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/04/2009 G Issue 13356
الخميس 27 ربيع الثاني 1430   العدد  13356
ما تفسير هذا التأييد للأمير نايف..؟
حاسن البنيان

 

ما رأيته وعايشته بنفسي قبل أيام أمام وداخل مقر وزارة الداخلية السعودية على طريق الملك فهد بالرياض شيء لا يمكن وصفه، فلقد وقفت بسيارتي أمام البوابة الغربية للوزارة خلف أرطال طويلة من سيارات المواطنين الذين جاؤوا بعفوية وتلقائية من كافة مناطق المملكة للسلام على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وتهنئته بالثقة الملكية في اختياره وتعيينه في هذا المنصب رفيع المستوى في سلم هرم القيادة السياسية لهذه الدولة.

وبرغم توقع وجود مدرعات وآليات أمنية وحراسات مشددة أمام البوابة إلا أنه لم يكن متواجدا أمام هذه الحشود والأرتال من البشر والسيارات سواء رجل أمن يطمئن على حمل وثيقة الهوية الوطنية، دون إخضاع الداخلين لإجراءات أمنية غير اعتيادية أو البحث بين ملابسهم وداخل مركباتهم عن أسلحة ومتفجرات!! لا لسبب إلا لمعرفة رجال أمن مقر الوزارة واطمئنانهم لصدق نوايا مواطنيهم، بأنهم لم يكلفوا أنفسهم معاناة المجيء من مدنهم وقراهم إلا لمحبة في قلوبهم لرجل الأمن الأول وتقديم التهنئة له، وفي غالبيتهم قد لا يعرفهم الأمير أو أن لهم مصلحة شخصية لمسعاهم هذا، سوى التعبير عن استمرار الولاء والحب العفوي الذي تعلموه من أجدادهم وآبائهم تجاه القيادة الرشيدة لهذه البلاد التي فتحت الأبواب والمجالس وقبلها القلوب لكل فئات الشعب للالتقاء بها دون خوف ورهبة أو احترازات أمنية غير عادية، وهو الذي يعد مستحيلا في دول أخرى لا تعرف شعوبها قادتها إلا من وراء شاشات التلفزيون أو على مسافات بعيدة وحواجز أمنية مشددة..!!

وعندما دخلت إلى البهو الرئيسي لمقر وزارة الداخلية، فاجأتني مشاهد أخرى لم أرها إلا في صالات الفنادق الكبرى وقصور الأفراح، تجمعات بشرية حاشدة البعض منها وقوف في جماعات والأخرى تقتعد كراس متلاصقة ينتظرون التحاق رفاق لهم، ولأنني جئت وحيدا، فقد احترت ولم أحاول الانضمام إلى هذه الجماعات، وبادرت بسؤال أحد رجال الأمن الذي أخبرني أن هؤلاء وفود قبائل ومناطق سيوجهون إلى قاعات استقبال وانتظار حسب مواعيد استقبالهم، وكوني وحيدا اصطحبني آخر إلى قاعة صغيرة عرفت من كان فيها، ومنهم معالي الشيخ صالح سعود العلي، رئيس ديوان المراقبة والتحقيق وبعض المشايخ ومدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وخمسة من وكلاء الجامعة وبعض المواطنين.

وبرغم هذه الحشود من المهنئين، فقد تفوق رجال الأمن المكلفون بالتنظيم على أنفسهم، فأحسنوا في استقبال الجميع وتوزيعهم على قاعات عديدة لحين موعد استقبال الأمير نايف لهم في مكتبه، وهو الذي كان يستقبل الجميع بحفاوة وبشاشة، الأمر الذي جعل كل واحد يشعر أن الأمير يخصه شخصيا بترحيبه وحفاوته، ومن ثم مبادرته بالحديث الأخوي مع الجميع والاستماع لمداخلاتهم بكل تواضع وأريحية، رغم ضغط برنامج الاستقبالات وزحمة المسؤوليات فقد جاء إلى الوزارة بعد لقاءات له مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الديوان الملكي.

وهذه الحفاوة لم تكن مستغربة على الأمير نايف تجاه المهنئين له لأنه يستشعر شخصيا محبة مواطنيه على مختلف فئاتهم، فهو دائما وهم قريبون من بعض حيث لا حواجز ولا قيود ولا أبواب مغلقة بينه وبينهم.

لهذا لم يكن غريبا ولا مستغربا ردود الفعل الشعبية الواسعة التي لقيها قرار خادم الحرمين الشريفين باختياره لهذا المنصب المهم والذي وصفه الكثيرون بالقرار الصائب والحكيم والذي جاء في الوقت المناسب للرجل المناسب، وقد برهن الملك - حفظه الله - بهذا القرار مثله مثل كل القرارات التي اتخذها سياسته الحكيمة التي تنشد مصلحة الدولة والشعب، وقد أبدى الشعب بالفعل مشاعره الحقيقية تجاه هذا القرار، فبارك الله فيمن اتخذه وفيمن استحقه عن جدارة واستحقاق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد