Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/04/2009 G Issue 13356
الخميس 27 ربيع الثاني 1430   العدد  13356
الرس والبدائع.. متى يردهما الماء؟

 

اقرأ ما يكتب على صفحات هذه الجريدة عن مشاريع المياه المحلاة والعذبة ومنطقة القصيم التي تقع في قلب المملكة تقريباً حظيت بمشروع إنجاز ضخم بمقياس الزمان.. والمكان.. وتحقق الحلم.. لقد تحقق المشروع الحلم لوزارة المياه والكهرباء وها قد وصلت أنابيب المياه إلى وسط المنطقة وبنيت خزانات المياه والمنطقة تترقب اللحظة التي تنطلق فيها مياه البحر فتشرب ماءً عذباً زلالاً.. وهي قريبة جداً، حيث يتم حاليا إيصال خط المياه من محطة التوزيع وسط القصيم إلى مدينة بريدة عاصمة المنطقة وهو حدث بهيج في تاريخ المنطقة ويوم تاريخي.

وجهد إيصال المياه إلى منطقة القصيم وبناء الخزانات ومحطات الدفع ومحطات التحلية جهد جبار لخط مياه يقرب من 1000كم.. ووصوله إلى منطقة القصيم يعد الخطوة 999 من مسيرة الألف خطوة.. ولم يتبقَ منه إلا الشيء القليل وهو توزيعه على بقية مدن المنطقة الكبرى كعنيزة والرس والبكيرية والمذنب والبدائع والخبراء ورياض الخبراء.. والشيحية والهلالية وعيون الجواء والدليمية والنبهانية.

ولا شك أن لدى وزارة المياه خططها لإيصال المياه لهذه المدن، فهناك مدن في القصيم تقع على الدرع العربي أو على حافته كالرس والبدائع.. حيث إن هذه المدن أو المحافظات تقع غرب القصيم والرس خصوصاً تقع على الدرع العربي وتجلب لها المياه من مسافة بعيدة إلى الشرق منها.

وفي رأيي أن وزارة المياه يجب أن تعطى أولوية لإيصال مياه البحر المحلاة إلى محطة (مياه الرس - البدائع).. وذلك للأسباب الآتية:

1- وقوع الرس على الدرع العربي يجعلها شحيحة في المياه إلا من مياه الأمطار ولا شك أن مدينة تقع على صخر ولا يوجد بها مصدر للمياه أولى من مدينة توجد بها المياه غزيرة في إيصال مياه البحر إليها.

2- تعاني محافظتا الرس والبدائع مع كل صيف لاهب شحاً في المياه التي يتم تقاسمها بين هاتين المحافظتين من محطة تنقية مياه (الرس - البدائع)، حيث تعطش هاتان المدينتان وتظمآن مع كل صيف حيث زيادة استهلاك المياه وشح المياه المنقاة من هذه المحطة وزادا الطلب والاستهلاك من هاتين المدينتين اللتين تنموان نمواً سريعاً.

3- محطة (مياه الرس - البدائع) قريبة نسبياً من محطة توزيع المياه (خزانات مياه التحلية) الواقعة إلى الجنوب من مدينة بريدة.. فخط المياه قطع نحو 1000كم من الخليج العربي وبقي على مرمى حجر من هذه المحطة مسافة تقرب من 50كم.. وربما أقل من ذلك إذا كان الخط مستقيماً لا شك أنها مسافة لا تقاس بمعيار إذا قورنت بالمسافة التي قطعها هذا الخط من الخليج العربي.. ولن تعجز وزارة المياه والكهرباء في هذا الخط مسافة قصيرة إلى هذه المحطة وإضافة إنجاز باهر لهذه الوزارة انها مثل فلا تم تمديد جميع القواطع والأسلاك الكهربائية بها ولم يتبقَ إلا المصباح الذي لا يكلف شيئاً ويجلو الجهد ويجني الثمرة.

4- لو قورنت تكاليف تشغيل وصيانة محطة مياه (الرس - البدائع) سنوياً لقاربت تكلفة مد هذا الخط لسنة واحدة، أو ثلاث سنوات على أكثر تقدير - إن هذه المحطة يغذيها عشرات الآبار التي تستنزف المياه الجوفية والتي تحتاج إلى وقود وكهرباء وتشغيل وصيانة وعمالة ومعدات.. كان بالإمكان الاستغناء عنها وضخ كل هذه التكاليف في مد خط يختصر كل هذا الجهد.

5- لقد أصبحت أسنان أهالي الرس والبدائع صفراً من استهلاك هذه المياه المليئة بالكبريتات.. وبالإمكان تجاوز هذا بجعلهم يشربون ماءً زلالاً من مياه البحر المحلاة.

6- يوجد خط يمتد من محطة مياه (الرس - البدائع) إلى الرس بطول يقرب من 30كم وبالإمكان استخدامه في ضخ مياه البحر من المحطة فليس هناك تكاليف لإيصال خط مياه البحر إلى الرس فهو موجود.

إن إيصال مياه البحر إلى هاتين المحافظتين حلم لأهاليهما نتمنى أن يتحقق على يد معالي وزير المياه والكهرباء ليكتمل هذا الإنجاز الضخم في القصيم.

م - عبدالعزيز بن محمد السحيباني
القصيم البدائع (العليا)
ص . ب 565



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد