Al Jazirah NewsPaper Friday  24/04/2009 G Issue 13357
الجمعة 28 ربيع الثاني 1430   العدد  13357
التعقيب .. والصندوق الرياضي !
إعداد: خالد الدوس

 

اطلعت على التعقيب الرقيق من الأستاذ خالد الحسين مدير عام إدارة الإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.. حول موضوع الصندوق الرياضي وأهدافه ومهامه وضوابطه وتطرق الزميل (الحسين) في ثنايا تعقيبه -بالجزيرة- أن الصندوق الرياضي بالرئاسة أنشئ لغرض المساعدة في نفقات علاج اللاعبين الرياضيين المنتمين للأندية الرياضية بشكل رسمي ومسجلين رسمياً في كشوفات الأندية في حالة إصابتهم أثناء تأدية واجباتهم الرياضية الرسمية فقط وكذا مساعدة أسر اللاعبين المتوفين أثناء تأدية مهمات رياضية عندما يكون المتوفى مشاركاً مع ناديه إلى جانب صرف مكافآت الفوز بالبطولات الرسمية حسب اللائحة المنظمة لذلك.. كما من أهداف الصندوق تقديم المساعدات والقروض للأندية الرياضية التي تعاني من أزمات مالية وبذلك فإن موضوع اللاعبين القدامى وأحوال أسرهم لا يدخل تحت لائحة صرف الصندوق وأهدافه.. انتهى تعقيب الإعلام والنشر..!!

وتعليقاً على ما ذكر.. أود الإيضاح أن الصندوق حين شرع في تقديم الإعانات والقروض المالية للأندية التي تعاني من أزمات مالية كان ذلك قبل مجيء نظام الاحتراف المحلي وبالتالي كانت الأندية بالفعل تمر بأزمات مالية بعكس الوضع الراهن الذي أصبحت فيه الأندية تعتمد وبشكل كبير على الاستثمارات المالية المختلفة.. وهنا يفترض أن تعدل لائحة الصندوق لأن الأندية ليست في عصر (الهواة) كما كان زمان حين كانت تشتكي وتعاني من أزمات مالية أشبه بالكارثة هذا أولاً.. ثانياً بما أن اللاعب انضم لناديه ومثله رسمياً في فترة من الفترات ما الذي يضير في تقديم مساعدة مالية لأسرته بعد وفاته -إذا كان محتاجاً- من منطلق التكافل الاجتماعي الذي أمرنا فيه ديننا الحنيف وتجسيداً لدور الرئاسة لرعاية الشباب بطريقة أو بأخرى من خلال الأنشطة الاجتماعية على اعتبار أن الأندية الرياضية هي ثقافية واجتماعية قبل أن تكون رياضية.. طالما أنه خدم ناديه ثم ترك الكرة لأي دواع كانت.. فإذا لماذا يشترط أن يكون المتوفى مشاركاً مع ناديه -أي على رأس العمل!؟ كم عدد اللاعبين القدامى الذين يتوفون سنوياً..!! طبعاً من خلال متابعتي لحالات اللاعبين السابقين -كباحث في التاريخ الرياضي منذ 12 عاماً- ومتخصص في (العلوم الاجتماعية) كان متوسط عدد اللاعبين المتوفين خلال العقد الأخير حالتي وفاة في كل عام تقريباً فهل ستشكل المساعدة المالية لأسرة المتوفى عبئاً مالياً؟ لا أعتقد ذلك!! أيضاً لماذا الإصرار على أن اللاعبين المتوفين وأحوال أسرهم ليست ضمن لائحة الصرف وأهدافه كما تم الإشارة إليها في التعقيب..!!؟ أعتقد آن الأوان لتعديل هذه اللائحة التي مضى عليها عقود من الزمن دون تطوير وتحديث وهي تذكرنا بلائحة وأنظمة الخدمة المدنية القديمة التي عفا عليها الزمن وأكل..!! وظلت بلا تحديث أو تعديل في أنظمتها بما يتماشى مع متغيرات ومكونات ومتطلبات الحياة.. وإيقاعها السريع.. وهنا نتمنى أن يخصص (بند) للاعبين السابقين الذين خدموا الكرة السعودية في جميع الألعاب ولتأكيد أن (رعاية الشباب) هي فعلا تهتم في شؤون اللاعب أثناء وبعد تركه للمشوار الرياضي.. وما دام الشيء بالشيء يذكر (لاحظوا) في (اليابان) أنشأت مؤسسة أو صندوق خيري رياضي خصص للمشاريع الإنسانية للاعبين المعتزلين يقدم لهم المساعدات اللازمة في تأهيلهم وتدريبهم وبالتالي توظيفهم فضلاً عن متابعة أحوالهم الصحية والنفسية والاجتماعية والترويحية.. ولم يشترط القائمون على أهداف وتوجهات ومنطلقات هذه المؤسسة الإنسانية الرياضية.. أن يكون اللاعب (متوفى) لتنطبق عليه شروطها وضوابطها.. ولا أعتقد أن مجتمعاً مثل (اليابان) سيكون أفضل حالاً.. من مجتمع تكافلي تأصلت فيه القيم الإنسانية والمبادئ النبيلة وترعرع على معاني التواد والتلاحم والتآلف كما أمرنا به الدين الإسلامي الحنيف.. وحول ما ذكر أن الصندوق ليس له ميزانية مستقلة وإنما موارده ودخله تتمثل في ما نسبته (5%) من دخل الملاعب الرياضية ودخل المباريات وهي تشكل المورد الرئيس لدعم الصندوق الرياضي.. أتصور وفي ظل تعدد قنوات الاستثمارات المالية التي تشهدها المؤسسة الرياضية وأنديتها في هذه المرحلة المنتعشة (استثمارياً) يفترض أن يعاد صياغة ومنهجية ودراسة ميزانية الصندوق لضمان زيادة دخله وتعزيز موارده بنسبة أكبر في خضم الموارد المادية التي تدخل للمباريات ما بين دخل جماهيري وضخ إعلاني ونقل تلفزيوني علاوة على الاستثمارات المالية الكبيرة للأندية التي تعيش أفضل أوقاتها من الناحية المادية وبالتالي إعادة النظر في مهام وأهداف وضوابط الصندوق ليصبح قادراً على الالتزام بالوفاء تجاه الأوضاع الإنسانية للاعبين القدامى وتردي أحوال أسرهم بعد رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية كمطلب تفرضه علينا قيمنا الإنسانية التي تهتم بالتكافل الاجتماعي.

وأخيراً وقبل أن أختم ردي وإيضاحي الإنساني هذا.. أشكر الزميل الأستاذ خالد الحسين مدير الإعلام والنشر الذي يمثل واجهة مشرفة للإعلام السعودي تجبرنا على احترامها وتقديرها.. ونتمنى من الزميل العزيز أن يكون قد تقبل ردي برحابة الصدر وسعة الأفق التي عرفناها عنه لأن هدفنا جميعاً خدمة المصلحة العامة. والله الموفق.

المحرر



k-aldous@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد