Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/04/2009 G Issue 13358
السبت 29 ربيع الثاني 1430   العدد  13358
مكتبة التفيذي...
الإدارة بدون إدارة
فلسفة البساطة ومرحلة ما بعد الإدارة

 

تأليف - ريتشارد كوخ و إيان جودون

يناصورات الأعمال

لماذا خسر هتلر الحرب؟ الإجابة هي: الفشل الإداري لقد حاربت جيوشه خارج أراضيها؛ ولم يثق في أحد ليشرف على إدارة المعارك، وذلك بسبب المركزية الإدارية التي اتبعها.

قررت الإدارة العسكرية في برلين أن تخوض كل المعارك العسكرية، وأن تشرف عليها من الألف إلى الياء. وتخيل أنت الباقي. قرارات مصيرية يتم تأجيلها أو تصدر معيبة نتيجة لانشغال القائد، الذي لا يثق في أعوانه، يعبر متخصصو الإستراتيجية العسكرية عن هذه الحالة بمصطلح: (طول خطوط الإمداد). الإمداد هو المؤن والأوامر الصادرة من القيادة المركزية، والتي لا يستطيع الجيش أن يتصرف بدونها. وكلما طالت المسافة بين الجيش والقيادة المركزية، كلما طالت خطوط الإمداد وطالت، بالتالي، الفترة التي تستغرقها في الوصول إلى الميدان أو إلى السوق.

الشركات الكبيرة اليوم

تواجه موقفاً مماثلاً

تعاني الشركات الكبيرة من تضخم الجهاز الإداري ومركزيته وتعقيده. لقد طالت خطوط الإمداد بين الإدارة

وموظفي الصفوف الأمامية الذين يتعاملون مع العملاء ويخوضون الحرب الحاسمة لإنتاج القيمة الحقيقية. بدأ الانتصار الذي حققته هذه الشركات بالأمس يتراجع وينحسر. فالمؤشرات الاقتصادية تؤكد تراجع نصيب الشركات الكبرى من السوق أمام الشركات الصغيرة. كرجل أعمال، أنت تعرف أنّ معظم ما يأخذه قطاع الإنتاج يعتبر استثماراً، وإنه كلما زادت قدرات الشركة الإنتاجية زادت مصادر قوّتها. أما بالنسبة لقطاع التسويق، فأنت أيضاً تعرف أنّ الحملة التسويقية التي تكلفك ؟؟??? ألف جنيه تجعلك تبيع بمائة وخمسين ألفاً إذا أضفت إليها قليلاً من الذكاء الإداري.

فماذا عن الإدارة؟

هل تعتقد أنّ شركتك تعمل بطريقة أفضل لو كان بها ضعف عدد موظفي الإدارة الحاليين؟ وماذا لو كان بها ثلاثة أضعاف؟ أو عشرة أضعاف؟ وماذا لو كان في شراكتك نصف عدد الإداريين الموجودين بها الآن؟

في أي الحالات السابقة تعمل شركتك بطريقة أفضل وأسرع؟ ولكن احذر! ليس معني هذا أن تستأصل الإدارة من الشركة، بحجة أنها مصدر الداء، استأصل أفراد الإدارة، لا الإدارة نفسها. تعرف الإدارة عادة بأنها: (فن تحقيق النتائج من خلال الآخرين أي أن وظيفة الإدارة هي الإشراف وليس الفعل، التنظيم وليس الأداء التخطيط وليس التنفيذ. أما موقع الإدارة فهو التوسط بين المالكين والعاملين، بين الموردين والمستهلكين ( العملاء ) وتوجد الإدارة بناءً على فرض وحي: (أنّ العاملين لن يحققوا نتائج إلا إذا أديروا).

248 :pages

الرقم الدولي للكتاب : ISBN: 1-85788-165-6




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد