Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/04/2009 G Issue 13358
السبت 29 ربيع الثاني 1430   العدد  13358
مستعجل
المرور.. بين قائدين
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

التقاعد .. هو نهاية المطاف لكل إنسان منحه الله عمراً.. واستطاع أن يعيش هذا العمر.. وامتدت حياته بعد هذا العمر هبة ومنة من الله تستحق الشكر.

** ومشكلتنا.. أننا لا نحب التقاعد.. لكنه عمر آخر.. ومرحلة أخرى.. ومحطة مهمة في حياة الإنسان.. يمكن أن يعطي فيها ويبدع.. ومرحلة التقاعد جزء آخر مختلف.

** بل إن أكثر المتقاعدين.. جعل مرحلة التقاعد هي أجمل مراحل حياته.. بل إن بعضهم.. تحول إلى إنسان ثري بعد التقاعد.. إذ تفرغ والتفت للتجارة والتعاطي معها ووفقه الله إلى أن أصبح في عداد التجار.. بينما كان يكابد الحياة بصعوبة طوال الـ(60) عاماً.. وتمنى.. لو أنه تقاعد قبل عشرين سنة.. أو أنه لم يتوظف أبدا..

** وفي كل فترة.. نستقبل نحن المتقاعدين زملاء جدد.. من الذين أعطوا الوطن خلال العقود الماضية ثم اتجهوا للراحة والعطاء في ميادين أخرى.

** تذكرت ذلك.. وأنا أقرأ خبر مغادرة صديق عزيز لموقع المسؤولية إلى التقاعد.. وهو سعادة اللواء فهد بن سعود البشر.. مدير عام الإدارة العامة للمرور.. هذا الإنسان الصادق المخلص.. الذي عُرف طوال مشواره العملي بالجدية والحماس والعمل والإخلاص والعطاء الذي لا يتوقف.

** عرفته ملازماً حديث التخرج من الكلية.. يعمل في مرور المطار.. وكان معروفاً لدى كل الأوساط بأنه إنسان شهم كريم يمتلئ صدقاً ومسؤولية.. فيه كل صفات رجل الأمن المطلوبة.. كان يتدفق عطاء وحماساً وبشاشة أيضاً.

** كان الجميع يقصد هذا الإنسان الطيب المخلص الشهم في كل معضلة.. وكان الجميع يجد الصدر الرحب.. والرجل القريب من الجميع.

** تنقل في إدارات المرور.. وترقى من رتبة إلى رتبة حتى أصبح لواء وقائداً لهذا الجهاز الذي عمل فيه.. ولم يكن ليصل لهذا الموقع لولا أنه يستحقه بكل جدارة.

** أعطى في قيادة المرور.. وطوّر هذا الجهاز.. وأدخل فيه كل جديد وحدّث الجهاز كله.. ميكنة وعملاً وضباطاً وأفراداً.. وقاد هذا الجهاز الحساس بكل مسؤولية واقتدار.. واستطاع أن يسجل نقلات مشهودة صفق لها الجميع.

** واللواء البشر.. هو ابن لأحد رجالات التربية.. فوالده الشيخ سعود البشر.. أحد الذين عايشوا التعليم لسنوات طويلة حيث كان أحد منسوبي تعليم البنات لثلاثة عقود أو تزيد.. وهو أيضاً.. ينتمي لهذه الأسرة الطيبة التي ينتمي لها العديد من العلماء والفقهاء والقضاة والدعاة والأكاديميين والمفكرين والمثقفين.. ورجال عرفوا بالكرم والشهامة والمروءة.. فهم من خيار الناس.

** اللواء فهد البشر.. ترك موقعه بعد أن ترك بصمات واضحة في الميدان (المرور) وستظل بصماته جزءا مهما من تاريخ هذا القطاع.

** واليوم.. تُسند قيادة المرور إلى رجل أمن مارس وأعطى وأثبت جدارته.

** رجل مرور عايش هذا القطاع لسنوات.. وتنقل فيه وتقلب في أكثر من موقع.. فهو ابن هذا الجهاز.. وهو أيضاً.. جزء من نجاحات هذه المرحلة.. هو سعادة العميد سليمان بن عبدالرحمن العجلان.

** ونحن -بإذن الله- واثقون أن المرور سيشهد على يديه نقلات أخرى.. وتحولات أخرى.. ستنعكس على عطاء هذا الجهاز المهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد